فيدان: رفض إسرائيل مشاركتنا في قوة الاستقرار بغزة لا يحسم القرار
** وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مقابلة متلفزة: - الأولوية بالنسبة لتركيا هي تحديد الاحتياجات الميدانية في غزة، والجهة التي ستنفذها أمر ثانوي
Ankara
أنقرة / الأناضول
** وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مقابلة متلفزة:- الأولوية بالنسبة لتركيا هي تحديد الاحتياجات الميدانية في غزة، والجهة التي ستنفذها أمر ثانوي
- إسرائيل تنتهك باستمرار وقف إطلاق النار في غزة، والولايات المتحدة تدرك خطورة الوضع
- النظام الدولي منح إسرائيل استثناءً منذ عقود، لكنني أعتقد أن تلك الحقبة قد ولّت
- تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية باتجاه البحر الأسود بشكل خاص يهدد تركيا وغيرها من الدول المطلة على هذا البحر
- منذ البداية تركيا تعمل بكثافة كبيرة، وتبذل جهودا حثيثة من أجل وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا
- الأطراف باتت في المرحلة الحالية "قريبة جدا من التوصل إلى اتفاق"
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن إسرائيل تعارض بشدة مشاركة تركيا في قوة الاستقرار بقطاع غزة، لإدراكها الدور المحوري الذي تلعبه أنقرة بالتعاون مع شركائها، مؤكدا أن موقف تل أبيب لا يحسم القرار بهذا الخصوص.
جاء ذلك خلال مقابلة مع قناة "TRT World" التركية، الخميس، أجاب فيها عن أسئلة تتعلق بآخر التطورات الإقليمية والدولية.
وذكر في هذا الصدد: "إسرائيل تعارض بشدة مشاركة تركيا في قوة الاستقرار بغزة، لكنها ليست الجهة الفاعلة الوحيدة ذات الصلة. فهناك جهات أخرى معنية أيضاً، ونحن على تواصل معها".
وفي 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اعتمد مجلس الأمن الدولي بالأغلبية مشروع قرار أمريكي بشأن إنهاء الحرب الإسرائيلية بغزة، يسمح بإنشاء قوة دولية مؤقتة حتى نهاية عام 2027.
وأشار فيدان إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان أكد منذ البداية أن تركيا على أتم الاستعداد لتقديم كل ما يلزم لعملية السلام والمساهمة في المجالات الإنسانية والعسكرية والأمنية والتقنية والبنية التحتية بغزة.
وأوضح وزير الخارجية أن الأولوية بالنسبة إلى تركيا هي تحديد الاحتياجات الميدانية في غزة، وأن الجهة التي ستنفذها أمر ثانوي.
وأردف: "إذا جاء غيرنا وفعل ما نفعله في غزة باسم الإنسانية والقيم الإنسانية، فلا مشكلة لدينا في ذلك، ولكن إذا كانت مساعدتنا مطلوبة بشدة، فنحن على أتم الاستعداد للمساهمة".
وأشار إلى الجهود الحثيثة التي بُذلت لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، مبينا أن لقاء الرئيس أردوغان مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بمدينة نيويورك في سبتمبر/ أيلول الماضي، كان نقطة تحوّل نحو وقف إطلاق النار.
ولفت وزير الخارجية التركي إلى أن إسرائيل تنتهك باستمرار وقف إطلاق النار المعلن في غزة، وأن الولايات المتحدة تدرك خطورة هذا الوضع.
وأوضح أن نحو 400 فلسطيني قتلوا بنيران إسرائيلية منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بغزة أوائل أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في حين يواصل الفلسطينيون الالتزام به.
وأكد فيدان أن "تركيا هي صوت الإنسانية والضمير الدولي ضد الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين".
وأفاد بأن ما يحدث في فلسطين أمر يجب على تركيا معارضته والتنديد به، وأن أنقرة دأبت على ذلك دبلوماسياً منذ بداية الهجمات على غزة.
واستطرد: "إسرائيل غير معتادة إطلاقاً على هذا المستوى من النقد والإدانة من قِبل المجتمع الدولي، لأن المجتمع الدولي منحها تفويضاً مطلقاً لفعل ما تشاء، وما تراه ضرورياً لأمنها".
وتابع: "حتى لو كان ذلك يعني ارتكاب مجازر جماعية. هذا هو الحال منذ عقود، وقد مُنحت إسرائيل استثناءً من قِبل النظام الدولي، لكنني أعتقد أن تلك الحقبة قد ولّت".
وخلفت حرب الإبادة في غزة أكثر من 70 ألف قتيل وما يفوق 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، وتسببت إسرائيل بدمار هائل، مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
** الحرب الروسية - الأوكرانية
من جهة أخرى، ذكر فيدان أن تركيا سترحب بكل سرور بأي وقف لإطلاق النار أو أي سلام قد ينشأ في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
وبيّن: "لأن هذه الحرب مستمرة منذ أربع سنوات. وكما هو الحال في الحرب الدائرة في غزة، فإنها تتسبب في دمار هائل وخسائر كبيرة في الأرواح".
ولفت إلى أن مشاهدة حرب تقليدية بهذا الحجم في قلب أوروبا في القرن الحادي والعشرين أمر لم يكن الأوروبيون ليتخيلوه أبدا طوال حياتهم.
وأوضح أن الشعوب الأوروبية كانت تعتقد أن مثل هذه المشاهد تعود إلى فترة الحرب العالمية الثانية.
وأشار فيدان إلى حدوث "حرب تقليدية واسعة النطاق في قلب أوروبا" عام 2025.
وبيّن أن هذه الحرب أودت بحياة آلاف الأشخاص وتسببت في دمار هائل في المدن الكبرى.
وأكد أن هذا الوضع يشكل تهديدا لدول المنطقة ويخلق احتمال تصعيد الحرب على المستوى الإقليمي.
وشدد على أن تصاعد الحرب باتجاه البحر الأسود بشكل خاص يهدد تركيا وغيرها من الدول المطلة على هذا البحر.
وأردف: "لذلك تعمل تركيا منذ البداية بكثافة كبيرة، وتبذل جهودا حثيثة من أجل وقف إطلاق النار، وإذا أمكن، لتقديم مساهمة حقيقية في هذا الاتجاه".
كما لفت إلى أن أنقرة قدمت العديد من المبادرات بالتعاون مع شركائها الآخرين، وأن حركة الاتصالات تكثفت خصوصا خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأعرب وزير الخارجية التركي عن ارتياحه لرؤية ازياد مستوى النقاش والجدية لدى الأطراف المعنية.
فيدان قال إن الفاعلين الأوروبيين باتوا الآن منخرطين في العملية أيضا، وإن الولايات المتحدة تدير مسار الوساطة.
وأشاد وزير الخارجية التركي بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفريقه في هذا الصدد.
وأكد أنه، كما هو الحال في غزة، تبيّن أن مثل هذا المسار لا يمكن أن يكون ممكنا إلا بمشاركة نشطة من الولايات المتحدة.
وأوضح أن تركيا تتواصل حاليا مع ترامب وفريقه، ومع الروس، والأوكرانيين، والأوروبيين.
وشدّد على أن الأطراف باتت في المرحلة الحالية "قريبة جدا من التوصل إلى اتفاق".
وقال إن النص الذي يُحتمل التوافق عليه سيُعرض على الرأي العام الأوكراني، وإن هذا الأمر مرتبط بالديناميات الداخلية للطرف الأوكراني.
وأشار فيدان إلى أن السفن التركية أصبحت خلال الأسابيع الأخيرة هدفاً لكلا الطرفين، وأن تركيا تأثرت بهذا الوضع بشكل كبير.
وذكر أن الطائرات المسيّرة لم تعد تحلّق فقط فوق مناطق طرفي القتال، بل باتت تتجه أيضا نحو أراضي الدول المطلة على البحر الأسود، وهذا يخلق مزيدا من المشكلات لهذه الدول.
ولفت إلى أن أقصر طريق لوضع حد لكل هذه المشكلات هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وأكمل: "لذلك نقدّم دعما كاملا لهذا الأمر، وآمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وإلا، وكما حذّرنا منذ البداية، فإن التوتر يتصاعد يوما بعد يوم".
وشدد فيدان على أن "التوتر الإقليمي خطير للغاية، وقد لا يبقى محصورا في هذه المنطقة، بل قد يمتد إلى مناطق أخرى في أوروبا.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
