فيدان: تركيا مستعدة لتحمّل كل المسؤوليات لحل القضية الفلسطينية
وتحقيق السلام، في تصريحات أدلى بها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لقناة الجزيرة
أنقرة / الأناضول
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن أنقرة مستعدة لتحمّل كل المسؤوليات من أجل حل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لقناة الجزيرة القطرية، بثتها الخميس.
وأردف: "كان هناك حديث عن ضرورة صدور قرار من مجلس الأمن الدولي للمرحلة الثانية (من خطة سلام غزة). وقد انتهى العمل على ذلك وصدر القرار. والآن هناك بعض البنود التي يتضمنها القرار، ويجب تنفيذها".
وبشأن تنفيذ خطة السلام في غزة، قال وزير الخارجية التركي: "سنواصل جهودنا ولن نتراجع".
وعن اعتراض إسرائيل على مشاركة تركيا في قوة الاستقرار الدولية بغزة، أوضح فيدان: "إسرائيل ليست صاحبة القرار الوحيد في هذه الخطة".
وأضاف: "إذا تمكّن الأمريكيون من الوصول إلى نقطة تفاوض معينة مع إسرائيل، فذلك سيكون جيدا لنا، أما إذا لم يفعلوا فهذا شأنهم".
وبخصوص احتمال فشل الخطة، قال الوزير التركي: "هذا الخطر قائم دائما، لكننا لا نريد حتى التفكير فيه، لأن البديل هو إبادة جماعية أكبر، وتهجير قسري".
وبشأن "قوة الاستقرار الدولية" قال فيدان: "بتوجيه وإرادة سياسية من الرئيس رجب طيب أردوغان، فإن تركيا مستعدة لتحمّل كل المسؤوليات من أجل حل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام".
وبيّن أن المرحلة التي وصلت إليها مساعي إحلال السلام لم تكن سهلة.
وأوضح: "هناك جهد كبير، وعمل كبير، ومساعٍ كبيرة بُذلت خلف ذلك. في الواقع هناك حزن كبير، ليس في العالم الإسلامي والعربي فحسب، بل في الإنسانية جمعاء، قتل المدنيين والأبرياء والنساء والأطفال على مدى عامين أمام أعين الجميع، واستشهاد 70 ألف شخص، وإصابة وفقدان عشرات الآلاف، يترك جرحاً عميقاً في الضمير الإنساني".
وأشار فيدان إلى أنه رغم التقدم المحرز، فإن كثيرا مما هو مطلوب لم يتحقق بعد، موضحاً: "المساعدات الإنسانية تصل بقدر معين لكن الدخول والخروج (من وإلى غزة) ما زال مشكلة".
وأردف: "لا يتم تنفيذ كثير من البنود المنصوص عليها في خطة السلام، وللأسف تواصل إسرائيل قتل الفلسطينيين يوميا. ومع ذلك، مقارنة بشدة الحرب السابقة وحجم المجازر، فإن الوضع الحالي يمنح الناس شيئاً من التنفّس، ولذلك ندعمه ونرى ضرورة استمراره والمضي به قدما".
وشدّد على أن المسؤولية الأكبر تقع على الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب، مضيفاً: "نبذل هنا جهوداً كبيرة. قطر، والسعودية، والإمارات، ومصر، والأردن، الجميع يعمل بكل طاقته، ونتوقع خلال الأيام المقبلة اتخاذ بعض الخطوات".
وزاد: "مسألة تشكيل مجلس السلام مهمة جداً على وجه الخصوص، كذلك مسألة نقل الإدارة إلى الفلسطينيين، وتسليمها من قبل حماس إلى لجنة فنية فلسطينية كلها مسائل مهمة، ومسألة تشكيل قوة للشرطة… والعديد من المسائل الأخرى".
وفيما يتعلق بـ"قوة الاستقرار الدولية"، قال فيدان: "بتوجيه رئيسنا (أردوغان) وإرادته السياسية، تركيا مستعدة لتحمل كل أنواع المسؤوليات لتحقيق السلام، وحل القضية الفلسطينية".
وتابع: "نحن مستعدون لتحمّل كل ما يلزم مع أشقائنا في المنطقة ومع الشركاء الدوليين. وإن كان إرسال قوات من أجل السلام ضرورياً، فنحن مستعدون لذلك أيضاً".
وأشار إلى أن قرارات مجلس الأمن الدولي اشترطت التشاور مع أطراف الصراع في المنطقة، مضيفاً: "هناك الطرف الفلسطيني والإسرائيلي، وهما طرفا الحرب. ومن الضروري أن يُظهر الإسرائيليون بعض التوافق أيضاً في هذا الصدد. نحن نراقب ما إذا سيتحقق ذلك التوافق أم لا".
- "موقفنا واضح وثابت"
وبيّن فيدان أن إسرائيل لا ترغب في انضمام تركيا إلى قوة الاستقرار الدولية، لكنه أكد أن "إسرائيل ليست صاحبة القرار الوحيدة في هذا المخطط. الولايات المتحدة ودول المنطقة والظروف هي التي ستحدد. موقفنا واضح وثابت. وموقف الدول الأخرى التي سترسل قوات واضح أيضاً. إن توصل الأمريكيون مع إسرائيل إلى نقطة تفاهم فهذا جيد، وإن لم يحدث فهو شأنهم".
ورداً على سؤال عن قول إسرائيل إن هدفها الرئيسي من "قوة الاستقرار الدولية" هو نزع سلاح حماس، أوضح فيدان: "لا نريد لأي شرط أن يتحول إلى فرض يعرقل عملية السلام أو يخرجها عن مسارها".
وزاد: "نؤمن، كما يرى شركاؤنا في المنطقة، أنه إذا سارت عملية السلام في مسارها الطبيعي، من مساعدات إنسانية وعودة الناس وإعادة الاستقرار والاقتصاد، وإذا قامت قوة الاستقرار بدورها في فصل الفلسطينيين عن الإسرائيليين على الحدود، فلن تكون هذه المسائل عقبة. وقد ناقشنا ذلك مع حماس، وهو أمر معروف".
وأكد ضرورة أن تتولى قوى الأمن الفلسطينية مسؤولياتها الأمنية في غزة في مرحلة معينة، قائلاً: "في مرحلة ما يجب ألا تكون هناك مجموعات مسلحة. هناك آلية دولية من أجل ذلك، وقوة الاستقرار ومجلس السلام وغيرها من الآليات التي نحن ضمنها. كلما شعر الفلسطينيون بالطمأنينة والأمان، أؤمن بأن هذه المشكلات ستُحل".
- "يجب دفع إسرائيل للتخلي عن مطالبها القصوى"
وعلّق فيدان على ادعاء إسرائيل إنشاء منطقة حدودية جديدة لها، قائلاً: "المواقف والمطالب القصوى أهدافها معروفة. إنها جزء من التكتيك السياسي والتفاوضي، وهذا أحد أساليب نتنياهو".
وشدّد على وجوب إبداء جميع الأطراف قدراً من التفهّم كي تنجح عملية السلام، مؤكداً أهمية الموقف الأمريكي.
وتابع: "نحن على تواصل مكثف مع الأمريكيين، ليس نحن فحسب بل أيضاً قطر والسعودية، والإمارات، ومصر، والأردن، ونرى أن الأمريكيين يتصرفون بعقلانية أكبر وبما يتناسب مع مسار العملية".
وأشاد بالدعم الأمريكي الكبير للمسار، قائلاً إن "(المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي) ستيف ويتكوف وفريقه يبذلون جهوداً كبيرة وبنوايا حسنة لإنهاء هذه المسألة. سنواصل العمل، ولا تراجع".
وأكد أن الهدف الأساسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو إخراج الفلسطينيين بالكامل من غزة، وتحويلها إلى منطقة خالية من الفلسطينيين، وجعل أراضي غزة أرضا إسرائيلية.
وأردف قائلاً: "نرى أنه (نتنياهو) يفعل الأمر نفسه في الضفة الغربية أيضاً. يجب أن يبقى الفلسطينيون في وطنهم بكرامة وأمان وسلام. ومن واجب المجتمع الدولي منع الطرفين من إلحاق الضرر ببعضهما. ويجب دفع إسرائيل للتخلي عن مطالبها القصوى".
ولفت إلى جهود الوساطة الأمريكية في غزة وفي الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، قائلاً: "أعتقد أننا سنشهد خطوات أكبر وأكثر جدية قريباً في هذا الصدد. واتصالاتنا متواصلة بهذا الشأن، هناك مشكلات يومية تتم معالجتها ميدانياً. وأرى أن الإدارة الأمريكية ستبذل جهوداً أكبر خلال الأيام والأسابيع المقبلة".
وفي 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن ترامب خطة لوقف حرب غزة تتألف من 20 بندا، بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.
وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ كان من المفترض أن ينهي إبادة جماعية ارتكبتها تل أبيب على مدى عامين بدءا من 8 أكتوبر 2023، وأسفرت عن مقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 171 ألفا.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
