أفسس التركية.. اكتشاف مبخرة تحمل نقش "الإله المصري سيرابيس" (تقرير)
منسق مشروع "أفسس الخالدة – إرث إلى المستقبل" سردار أيبك، للأناضول: المبخرة تحتوي على تجويف لحرق البخور، وتحمل على واجهتها تمثيلًا دقيقًا لسيرابيس بملامحه المعروفة
Izmir
إزمير/ حسين باغيش/ الأناضول
**منسق مشروع "أفسس الخالدة – إرث إلى المستقبل" سردار أيبك، للأناضول:- المبخرة تحتوي على تجويف لحرق البخور، وتحمل على واجهتها تمثيلًا دقيقًا لسيرابيس بملامحه المعروفة
- الاكتشاف يعكس الحيوية الاقتصادية والدينية التي تميزت بها أفسس في تلك الحقبة
- وجود نقش كتابي على الجهة الخلفية من المبخرة يمنحها أهمية إضافية
اكتشف فريق التنقيبات الأثرية في مدينة أفسس القديمة بولاية إزمير غربي تركيا، مبخرة فخارية تحمل نقشًا بارزًا لـ"سيرابيس" أحد آلهة المصريين في العصر البطلمي، وذلك خلال الحفريات الجارية ضمن مشروع "أفسس الخالدة – إرث إلى المستقبل" الذي تشرف عليه وزارة الثقافة والسياحة.
وعلى مدار العام، تواصل فرق التنقيب الأثرية التركية، أعمال التنقيب والترميم في أفسس المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، في إطار مشروع يهدف إلى إبراز الموروث الحضاري للمدينة وحمايته.
وتركز الأعمال الحالية على شارع الميناء التاريخي الممتد بطول نحو 570 مترًا، إضافة إلى حمّام الميناء، حيث تشمل الحفريات قاعة بيضاوية وفناءً وساحات للخدمات الصحية وأحواضًا مائية.
وخلال هذه الأنشطة الميدانية، تمكن الفريق الأثري من العثور على مبخرة تحمل نقش "الإله سيرابيس"، في اكتشاف وصفه الخبراء بالمهم نظرًا لدلالاته الدينية والتاريخية.
وانتشرت عبادة "الإله سيرابيس" في مصر في عهد بطليموس الأول كوسيلة تجمع رعايا الدولة من المصريين والإغريق، ويجمع بين خصائص معبود المصريين القدماء "أوزوريس-أبيس" وخصائص الآلهة الإغريقية القديمة مثل زيوس، وهادِس.
وصور في شكل رجل بشعر كثيف ولحية طويلة كثيفة بما يتوافق مع الثقافة الإغريقية التي كانت ترفض أن يُمثل معبودها في صورة حيوانات كما كان شائعا في الحضارة المصرية القديمة.
وانتشرت عبادة سيرابيس من الإسكندرية إلى آسيا الصغرى وروما في العصر الروماني.
**سيرابيس.. رمز ديني بارز في أفسس
وفي حديث للأناضول، قال منسق مشروع "أفسس الخالدة – إرث إلى المستقبل" وعضو هيئة التدريس في قسم الآثار بجامعة "دوكوز أيلول" التركية، سردار أيبك، إن أنشطة المشروع انطلقت عام 2023 وتهدف للكشف عن البنية المعمارية الضخمة لحمّام الميناء، الواقع على الطريق المؤدية إلى ميناء المدينة القديم.
وأوضح أن حمّام الميناء يُعد من أكبر المنشآت المعمارية في المنطقة خلال العصر الروماني، إذ يمتد على مساحة تقارب 70 ألف متر مربع، مشيرًا إلى أن الحفريات في الموقع أسفرت عن العثور على العديد من عناصر الزخرفة الرخامية، والتماثيل البرونزية، والمكونات المعمارية الفريدة.
وفيما يخص الاكتشاف الجديد، أوضح أيبك أن المبخرة التي عثروا عليها مصنوعة من الفخار، ويتوسط واجهتها الأمامية نقش بارز للإله سيرابيس، الذي كانت له مكانة خاصة في أفسس.
وأضاف: "يضم الموقع أحد أهم معابد سيرابيس في العالم القديم، كما أننا نرصد انتشار نقوش وكتابات وأدوات مرتبطة بهذا الإله في أنحاء المدينة منذ القرن الثاني الميلادي".
وذكر أن المبخرة تحتوي على تجويف لحرق البخور، وتحمل على واجهتها تمثيلًا دقيقًا لسيرابيس بملامحه المعروفة، من شعر كثيف ولحية بارزة، إضافة إلى غطاء الرأس المرتفع الذي يميّزه، لافتًا إلى أن هذا التمثيل يعكس إعادة تصوير لتمثال شهير يُنسب إلى النحات الإغريقي برياكسيس.
**دلائل على وجود ورش إنتاج محلية
وأشار أيبك إلى أن وجود نقش كتابي على الجهة الخلفية من المبخرة يمنحها أهمية إضافية، موضحًا أن هذا النقش أتاح مطابقة القطعة مع مبخرة مماثلة عُثر عليها سابقًا في منطقة البيوت المتدرجة في أفسس.
وذكر أن هذا التشابه يشير إما إلى وجود ورشة محلية كانت تنتج هذا النوع من الأدوات الدينية، أو إلى شبكة تجارية منتظمة كانت توزّع هذه القطع داخل المدينة، ما يعكس الحيوية الاقتصادية والدينية التي تميزت بها أفسس في تلك الحقبة.
وأفاد أيبك بأن المبخرة ستُدرج ضمن مقتنيات متحف أفسس.
ولفت إلى أن تكرار العثور على قطع متشابهة في مواقع مختلفة من المدينة يعكس ثراء أفسس الديني والتجاري، ويسهم في إثراء المجموعة الأثرية للمتحف وتعزيز رصيد تركيا من الكنوز الثقافية.
واستمرت عبادة "سيرابيس" بعد نهاية العصر البطلمي في مصر، وانتشرت خلال العصر الروماني أيضا وشيدت له معابد في العديد من المدن. فيما يُعتقد أن معبد سيرابيس في أفسس شُيّد في القرن الثاني الميلادي على يد تجار مصريين استقروا في المدينة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
