أردوغان: 580 ألف سوري عادوا من تركيا إلى بلادهم
منذ سقوط نظام الأسد أواخر العام 2024
Ankara
أنقرة / الأناضول
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن عدد السوريين الذين عادوا من تركيا وحدها منذ سقوط نظام الأسد أواخر العام 2024 بلغ 580 ألفا، مؤكدا أن عودتهم الطوعية والآمنة والكريمة ستتسارع كلما ترسّخ مناخ الاستقرار في سوريا.
جاء ذلك في خطاب ألقاه الثلاثاء، خلال مشاركته في مؤتمر السفراء الأتراك السادس عشر بالعاصمة أنقرة، أكد فيه أن أنقرة تبذل في سوريا جهودا مماثلة لما تبذله من أجل قطاع غزة.
وأضاف أردوغان بالقول: "إن سقوط نظام بشار الأسد (في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024) فتح أمام سوريا نافذة فرصة تاريخية".
وأشار إلى أن سوريا في ظل قيادة الرئيس أحمد الشرع قطعت خلال فترة قصيرة شوطا مهما على طريق إعادة الاندماج مع المجتمع الدولي.
وتابع: "بلغ عدد اللاجئين الذين عادوا من بلدنا وحدها إلى سوريا 580 ألفا، ومن المؤكد أن عودة المهاجرين السوريين الطوعية والآمنة والكريمة ستتسارع كلما ترسّخ مناخ الاستقرار في سوريا، غير أن ذلك يبدو أنه سيستغرق بعض الوقت".
وأشار الرئيس التركي إلى أن وجود تنظيم "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية في سوريا يشكل مجال إشكال آخر.
وقال: "بصفتنا الحليف الوحيد في حلف (شمال الأطلسي) الناتو الذي خاض قتالا مباشرا وجها لوجه مع آفة داعش، فإننا نقدم للحكومة السورية كل أشكال الدعم اللازم".
وأفاد بأن تركيا تقدم النصح اللازم لتنفيذ اتفاق 10 مارس/ آذار 2025 (بين الحكومة السورية وتنظيم قسد) الذي ينطوي في حال المماطلة على خطر التحول إلى أزمة في سوريا.
وتابع أردوغان: "من سيستفيد من تفكك سوريا أو تقسيمها أو إضعاف وحدتها الوطنية وسلامة أراضيها واضح للعيان".
وأعرب عن ثقته بأن الحكمة ستغلب الطموح الأعمى والنزعات الجامحة، وأن تركيا ستواصل العمل من أجل ذلك.
وقال إن الممارسات العدوانية الإسرائيلية ضد سوريا "تشكل في الوقت الراهن أكبر عقبة أمام أمنها واستقرارها".
وانتقد أردوغان الصمت الدولي حيال المجازر التي ارتكبت في سوريا خلال الأعوام الماضية، قائلا: "طوال 13.5 عاما استمرت فيها المجازر بسوريا لم يسمع صوت أي من دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان باستثناء الدول التي تمتلك ضميرا حيا".
وذكّر بأن "أكثر من 600 ألف سوري استُشهدوا جراء هجمات نظام البعث والتنظيمات الإرهابية في الجارة سوريا"، مضيفاً: "مئات الآلاف تعرّضوا للتعذيب في مراكز تعذيب مثل سجن صيدنايا، وملايين السوريين اضطروا إلى مغادرة بلادهم".
وأضاف: "لم ننسَ المشاهد اللاإنسانية التي انعكست عبر خطوط الحدود، لم ننسَ القوارب التي كانت تُثقب وتُغرق ويُدفع ركّابها باتجاه بلادنا، لم ننسَ آلاف الأطفال السوريين الذين فُقدوا في عواصم أوروبا. ولم ننسَ الهجمات العنصرية التي حرّض عليها سياسيون شعبويون ووسائل إعلام".
وشدد الرئيس على أنه "ليس أمام تركيا خيار سوى أن تكون قوية من أجل الدفاع عن مصالحها ومد يد العون لأشقائها".
ولفت إلى أن تطلع جميع مكونات سوريا إلى مستقبلهم بثقة ليس ممكنا إلا برؤية تقوم على تاريخ ومستقبل مشتركين.
وأردف: "أقول دائما نحن هنا معا جيران منذ ألف عام، وبإذن الله سنعيش معا وسنبقى هنا إلى قيام الساعة، ولا أحد يستطيع تحمّل وزر الوقوع في فخ مؤامرات من يعتاشون على دماء المسلمين".
