أردوغان: العالم التركي قادر على الإسهام في استقرار وأمن المنطقة
**الرئيس التركي في القمة الـ12 لمنظمة الدول التركية بأذربيجان : - من الأهمية بمكان أن تُظهر منظمتنا موقفًا حازمًا حيال العديد من النزاعات والحروب وانتهاكات القانون الدولي التي تحدث في المناطق القريبة منا

Ankara
أنقرة/الأناضول
**الرئيس التركي في القمة الـ12 لمنظمة الدول التركية بأذربيجان :- من الأهمية بمكان أن تُظهر منظمتنا موقفًا حازمًا حيال العديد من النزاعات والحروب وانتهاكات القانون الدولي التي تحدث في المناطق القريبة منا
- لا نرى منظمتنا كهيكل منغلق على ذاته، بل يجب تفعيل رؤية تُظهر صوتنا وقوتنا بالتفاعل مع المنظمات والتحالفات الدولية الأخرى
- التقدم الذي أحرزته الحكومة السورية خلال الأشهر التسعة يسمح لنا بالنظر إلى المستقبل بأمل
- من الضروري على الدول التركية تعزيز علاقاتها مع الحكومة السورية
- هجمات إسرائيل على لبنان وسوريا واليمن وإيران وهجومها على قطر مؤخرا تظهر أن التهديد الأكبر لاستقرار المنطقة يأتي من الإدارة الحالية لهذا البلد (إسرائيل)
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن ثقته في قدرة العالم التركي ممثلة بالدول الناطقة بالتركية على لعب دور أكثر فعالية في استقرار وأمن المنطقة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس أردوغان، الثلاثاء، في القمة الـ12 لمنظمة الدول التركية (TDT)، التي تستضيفها مدينة غابالا الأذربيجانية تحت شعار "السلام والأمن الإقليميين".
وقال الرئيس التركي: "من الأهمية بمكان أن تُظهر منظمتنا موقفًا حازمًا حيال العديد من النزاعات والحروب وانتهاكات القانون الدولي التي تحدث في المناطق القريبة منا اليوم".
وأوضح الرئيس أردوغان أن الكثير من المنظمات الدولية والإقليمية اليوم تُعد عديمة الفاعلية في نظر الرأي العام لأنها لم تُبنَ على قيم سامية مثل "التاريخ المشترك والثقافة والمصير" التي تربط الدول التركية.
وأردف: "من المهم أن تتحول منظمتنا إلى كيان قادر على مواكبة التغيرات، ويتخذ مواقف مشتركة في القضايا الدولية، ويقف إلى جانب الحق".
ومن هذا المنطلق أشاد الرئيس التركي بالاختيار الصائب لشعار القمة: "السلام والأمن الإقليميين".
**التعاون مع أطراف ثالثة
وشدد الرئيس أردوغان على أهمية تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في منظمة الدول التركية مع الأطراف الثالثة في ظل التحديات الأمنية المتعددة.
وقال :"لا نرى منظمتنا كهيكل منغلق على ذاته، بل يجب تفعيل رؤية تُظهر صوتنا وقوتنا بالتفاعل مع المنظمات والتحالفات الدولية الأخرى".
وأعرب الرئيس التركي عن ثقته في أن تضفي صيغة "TDT Plus" التي تم الاتفاق عليها اليوم، بعدا جديدًا على التعاون مع الأطراف الثالثة.
وأبدى استعداد تركيا لتقديم كل مساهمة ممكنة في جميع المجالات ذات المصلحة المشتركة، وعلى رأسها بناء القدرات الأمنية.
ومضى قائلا: "أعتقد أننا قادرون على مواجهة الإرهاب والهجرة غير النظامية والتهديدات السيبرانية وتغير المناخ من خلال موقف موحد، وأننا نستطيع تعزيز أمننا تحت سمائنا المشتركة".
وذكر أن العالم "أمام نظام دولي أصبح فيه مبدأ التعددية يتآكل تدريجيًا، في ظل بقاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة غير مبالٍ بالعديد من القضايا التي تدمي ضمير الإنسانية".
وأشاد الرئيس أردوغان بالاجتماع الأول لمؤسسات الصناعات الدفاعية للدول التركية، الذي عُقد في يوليو/تموز الماضي.
وقدم الرئيس التركي تهانيه للزعماء بمناسبة "يوم التعاون بين الدول التركية" الذي يوافق الثالث من أكتوبر/تشرين الأول، مشيرًا إلى أن المنظمة أضافت خلال 16 عامًا الماضية نجاحات جديدة كل يوم تحت شعار "الوحدة في اللغة والفكر والعمل".
**أهمية تعاون الدول التركية مع سوريا
ودعا الرئيس أردوغان الدول التركية إلى تعزيز العلاقات مع الإدارة الجديدة في سوريا.
وأضاف: "التقدم الذي أحرزته الحكومة السورية خلال الأشهر التسعة الماضية رغم الصعوبات يسمح لنا بالنظر إلى المستقبل بأمل".
وقال "يجب أن نركّز في هذه المرحلة على تحسين البيئة السياسية والاقتصادية والأمنية على أساس الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها".
وشدّد الرئيس التركي على أنّ تحقيق الاستقرار في سوريا يُعدّ شرطًا أساسيًا لإرساء الأمن في المنطقة.
**الحكومة الإسرائيلية التهديد الأكبر للاستقرار
ولفت الرئيس التركي إلى أن هجمات إسرائيل على لبنان وسوريا واليمن وإيران، وهجومها على قطر مؤخرا "تظهر أن التهديد الأكبر لاستقرار المنطقة يأتي من الإدارة الحالية لهذا البلد (إسرائيل)".
وفي 9 سبتمبر المنصرم، شن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا على قادة بحركة "حماس" بالدوحة، ما أدانته قطر وأكدت احتفاظها بحق الرد على العدوان الذي قتل فيه عنصر أمن قطري.
وأعرب الرئيس أردوغان عن ارتياحه للتطورات الأخيرة التي من شأنها وقف المجازر التي أودت بحياة 66 ألف مدني بريء في غزة.
وأكدت حركة "حماس" الثلاثاء، أن وفدها المشارك بمفاوضات وقف إطلاق النار المنعقدة في مصر، يسعى إلى "تذليل العقبات أمام تحقيق اتفاق يلبي طموحات الفلسطينيين"، وحذرت من محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعرقلة لذلك.
وقال الرئيس أردوغان :"الحلّ القائم على أساس الدولتين، وعلى أساس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المستمدة من الشرعية الدولية والقانون الدولي، هو وحده الكفيل بفتح الطريق أمام سلام دائم وعادل".
وعن التطورات في جنوب القوقاز قال الرئيس التركي: "لا نكتفي بمتابعة التطورات في جنوب القوقاز فحسب بل ندعم بصدق الخطوات المتخذة لإرساء السلام والاستقرار فيها".
ووصف أردوغان البيان المشترك الموقّع بين أذربيجان وأرمينيا في 8 أغسطس/آب الماضي بأنه "خطوة إيجابية" في تحقيق الاستقرار والسلام في منطقة جنوب القوقاز.
كما رحب الرئيس التركي باتفاق ترسيم الحدود المشتركة بين أوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان الذي تم توقيعه في مارس/آذار الماضي.
**التنمية والرفاه يعززان الاستقرار
وأوضح أردوغان أن المساهمة في استقرار المنطقة يمكن تحقيقه من خلال التنمية الاقتصادية والرفاه الاجتماعي وتعزيز الروابط الثقافية، مشيرًا إلى أنّ مبادراتهم في مجالات النقل، وأمن الطاقة، والتكامل التجاري بين منظمة الدول التركي تشكّل أجزاء مكمّلة لهذا النهج.
ونوّه بأن التركيز على المشاريع والاستثمارات التي تُعزّز الروابط في مجالي الطاقة والاتصالات سيكون في مصلحة الجميع.
وأكد في الوقت نفسه على ضرورة جعل "الممر الأوسط" (عبر بحر قزوين) أكثر كفاءة.
ودعا أردوغان إلى تعزيز التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا بين الدول التركية، من أجل الوصول إلى المكانة التي تستحقها في أقرب وقت، مشدّدًا على ضرورة الاستثمار المشترك في المشاريع ذات القيمة المضافة العالية.
**تركيا تقدم على أول خطوة نحو أبجدية تركية مشتركة
كما دعا الرئيس التركي لتسريع تطوير "نموذج اللغة التركية الكبيرة" للحفاظ على التراث الثقافي المشترك للدول التركية.
وكشف الرئيس التركي أن بلاده بدأت أول خطوة في اتجاه الأبجدية المشتركة لمنظمة الدول التركية بطباعة كتابين بالأبجدية المشتركة، الأولى عن الأديب القرغيزي "جنكيز أيتماتوف" والثانية لملحمة "أوغوز نامه".
وأشار الرئيس إلى أنهم سيقدمون لكل زعيم في القمة نسخة من الكتابين بالأبجدية التركية المشتركة.
وأشار أردوغان إلى أنهم يخططون لعقد مؤتمر النشر للعالم التركي في أنقرة في يناير/كانون الثاني المقبل.
وأعرب عن أمله في أن تُعلن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) 15 ديسمبر يومًا عالميا لعائلة اللغة التركية خلال مؤتمرها العام الـ 43 المقرر عقده في مدينة سمرقند بأوزباكستان بتاريخ 30 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وأبدى امتنانه لمشاركة جمهورية شمال قبرص التركية في القمة وعلى وقوف الدول التركية لجانب القبارصة الأتراك.
وختم الرئيس التركي كلمته بالقول: ""نحن من سيعزز قوة العالم التركي الكبير لنورّثه لأبنائنا. وأتمنى أن يكون إعلان غابالا الذي سنوقّعه بعد قليل والقرارات التي سنتخذها اليوم وسيلة خير للعالم التركي وكافة الدول الصديقة والشقيقة".