قلعة قارص التركية.. ألف عام من التاريخ والعظمة (تقرير)
ـ فوق تلة تطل على مدينة قارص شرقي تركيا تنتصب قلعة قارص شامخة منذ نحو ألف عام حاملة في جدرانها البازلتية آثار حضارات تعاقبت على منطقة الأناضول

Kars
قارص (تركيا) / الأناضول
ـ فوق تلة تطل على مدينة قارص شرقي تركيا تنتصب قلعة قارص شامخة منذ نحو ألف عام حاملة في جدرانها البازلتية آثار حضارات تعاقبت على منطقة الأناضولـ القلعة شيدت في عهد دولة السلاجقة بأمر من السلطان ملك عز الدين على يد وزيره فيروز آقاي عام 1152 ثم هُدمت وبُنيت أكثر من مرة
ـ الأكاديمي في كلية التربية بجامعة القوقاز يشار كوب: المنطقة المحيطة بالقلعة تضم 810 مبان تاريخية مسجلة وينبغي لليونسكو إدراجها في قائمة التراث العالمي
فوق تلة تطل على مدينة قارص شرقي تركيا، تقف قلعة قارص شامخة منذ نحو ألف عام، حاملة في جدرانها البازلتية آثار حضارات تعاقبت على منطقة الأناضول.
هذه القلعة أخذت اسمها من قبيلة قارصاق، التي جاءت من القوقاز واستقرت في المنطقة بين عامي 130 و127 قبل الميلاد.
وشُيدت القلعة في عهد دولة السلاجقة بأمر من السلطان ملك عز الدين، على يد وزيره فيروز آقاي عام 1152، قبل أن تهدمها جيوش المغولي تيمورلنك عام 1386.
وأعيد بناؤها بأمر من السلطان العثماني مراد الثالث عام 1579، لكنها هُدمت مرة أخرى بعد 27 عاما على يد الشاه الإيراني عباس الأول عام 1606.
وبعدها، خضعت القلعة لأعمال ترميم وتجديد في عامي 1616 و1636.
وبُنيت القلعة من الحجر البازلتي، وتضم أسوارا بطول 27 ألف متر، و200 برج، ولا تزال بعظمتها وشموخها تحمل آثار نحو ألف سنة من التاريخ.
** برج التنين
الأكاديمي في كلية التربية بجامعة القوقاز يشار كوب قال للأناضول إن المنطقة المحيطة بقلعة قارص تضم 810 مبان تاريخية مسجلة.
وأضاف أن القلعة شهدت حروبا عديدة واحتضنت بصمات عصور متعددة، مثل السلاجقة والإيلخانيين والجلائريين والصفويين والدولة العثمانية والجمهورية التركية الحالية.
كوب أوضح أن الطول الأصلي للأسوار 27 ألف متر، وهناك 263 مبنى مسجلا في حي يوسف باشا وحده المعروف بالمدينة القديمة.
وأردف: "بقيت المنطقة 40 عاما في أيدي الروس وسنتين في أيدي الأرمن، ونحن المؤرخين نسمّي تلك الفترة الأربعين عاما السوداء".
وأفاد بأن أحد أبراج القلعة، وهو برج التنين، كان يستخدم مستشفى، ويعد الأول من نوعه في المنطقة.
** مبان تاريخية
كوب قال إن قلعة قارص ومحيطها تضم مباني تاريخية كثيرة، مثل الجامع الزيتي الكبير، وكنيسة الرسل الـ12، و3 حمامات تاريخية.
وأشار إلى أن الكنيسة كانت أرثوذكسية، ثم تحولت إلى جامع سليمان باشا في العهد العثماني، وهي اليوم تُستخدم مسجدا.
وزاد أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" ينبغي أن تُدرج القلعة ومحيطها في قائمة التراث العالمي.
وشدد الأكاديمي التركي على أن القلعة تعد أحد أهم الشهود على تاريخ مدينة قارص.
** حارس المدينة
وشهدت قلعة قارص أحداثا كثيرة، وأدّت دور حارس الحدود للمدينة، فكانت تحميها وتدافع عنها، وقامت واجبها على أكمل وجه إزاء ما واجهته من حصار وهجمات، بحسب كوب.
وأضاف: "لأن قارص مدينة حدودية، فقد شهدت عددا كبير من الحصارات، فبيننا وبين الروس وحدهم 12 حربا كبيرة، وحروب أخرى في فترات تاريخية مختلفة، مثل المغول والصفويين".
وأوضح أن القلعة "هُدمت أكثر من مرة للأسف، أولها على يد المغول بقيادة تيمورلنك، ومن ثم على يد الصفويين عام 1548".
"ليعاد بناؤها عام 1579 في زمن الدولة العثمانية، وتحافظ على شكلها الحالي منذ ذلك الوقت"، كما ختم كوب.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.