وزير النقل السوري: نطمح لاستعادة مكانتنا كجسر إقليمي (مقابلة)
وزير النقل السوري يعرب بدر للأناضول: إعادة ربط البلاد بتركيا والعراق ولبنان والأردن تمثل أولوية استراتيجية

Damascus
دمشق/ محمد قره بجق/ الأناضول
وزير النقل السوري يعرب بدر للأناضول:- إعادة ربط البلاد بتركيا والعراق ولبنان والأردن تمثل أولوية استراتيجية
- شبكة السكك الحديدية مشلولة بالكامل وربما يستغرق إصلاحها 5 سنوات
- نطمح إلى بناء منظومة نقل حديثة وصديقة للبيئة تعتمد على القطارات السريعة والرقمنة
- عملية الرقمنة ستنطلق خلال ثلاثة أشهر، على أن تظهر نتائجها خلال عام واحد
- يضم مشروع المترو ثلاث محطات رئيسية، تقع في مناطق القابون، والسومرية، والحجاز
- غياب التمويل يعدّ أكبر عائق أمام تنفيذ الإصلاحات وندعو القطاع الخاص المحلي والأجنبي إلى الاستثمار في القطاع
قال وزير النقل السوري يعرب بدر، إن بلاده تسعى لاستعادة مكانتها بوصفها جسرا إقليميا لحركة النقل والمواصلات.
وفي مقابلة مع الأناضول، أشار يعرب إلى أن إعادة تأهيل شبكات الطرق والسكك الحديدية مع الدول المجاورة، وخاصة تركيا والعراق ولبنان والأردن، تمثل أولوية استراتيجية ضمن خطة إصلاح شاملة يشهدها قطاع النقل في البلاد.
وتناول بدر، في حديثه تفاصيل مشروع مترو دمشق، وخطط التحديث والتحول الرقمي داخل الوزارة، إلى جانب الإصلاحات القانونية، وجهود تهيئة مناخ الاستثمار في البنية التحتية للنقل.
ويسعى قطاع النقل السوري لاستعادة دوره الإقليمي رغم تدمير واسع في البنية التحتية، إذ يمثل إصلاح السكك الحديدية وإعادة الربط مع دول الجوار أولوية استراتيجية ضمن خطة إصلاح شاملة يشهدها قطاع النقل في البلاد، تعتمد على جذب الاستثمار وتحقيق تحوّل رقمي خلال أشهر.
وأوضح الوزير أن "عملية التحول في مجال النقل ليست رحلة قصيرة الأمد، بل مسار طويل يتطلب صبرا وتخطيطا دقيقا"، مضيفا أن المواطنين سيبدأون بملاحظة النتائج الأولى لهذه الجهود خلال الأسابيع القليلة القادمة.
وأشار بدر إلى أن الأولويات الفورية تشمل إعادة تفعيل خدمات تسجيل المركبات وتحويل ملكيتها، والتي توقفت منذ شهور، مؤكّدًا أن الوزارة تعمل على إزالة العقبات الفنية والتشريعية التي تعرقل سير هذه الإجراءات.
وقال: "رغم تراجع قيمة المركبات، لا تزال الضرائب المفروضة عليها مرتفعة للغاية. وهذا أمر غير مقبول. شكّلنا فريقا فنيا وقانونيا لإعادة تقييم هذه المنظومة، وسنصدر التعديلات اللازمة من خلال قرارات وزارية أو مراسيم رئاسية حسب الحاجة".
- نظام السكك الحديدية مشلول بالكامل
ولفت بدر إلى أن البنية التحتية للنقل في سوريا تعرّضت لأضرار جسيمة خلال سنوات الحرب، وأن ما يزيد عن نصف شبكة السكك الحديدية في البلاد بات خارج الخدمة.
وقال: "لدينا شبكة سكك حديدية بطول 2850 كيلومترا، منها نحو 1500 كيلومتر غير صالحة للاستخدام. فقد تعرضت السكك للتدمير، وسُرقت أجزاء منها، وتضررت القاطرات والعربات".
وأكد أن "نظام السكك بأكمله مشلول. ومع ذلك، نطمح إلى بناء منظومة نقل حديثة وصديقة للبيئة تعتمد على القطارات السريعة والرقمنة، وفق رؤية السيد الرئيس أحمد الشرع".
- إصلاح شبكة السكك قد يستغرق خمس سنوات
ورغم التحديات، عبّر بدر عن تفاؤله بشأن إمكانية تحقيق تقدم في بعض الملفات خلال وقت قصير، مثل النقل داخل المدن وتنظيم حركة الشحن.
وأوضح: "علينا أن نكون واقعيين. إصلاح السكك الحديدية من الصفر يحتاج إلى سنوات من العمل الجاد. ربما يستغرق الأمر خمس سنوات حتى نصل إلى مستوى يلبّي طموحات المواطنين".
- إعادة ربط سوريا بجيرانها أولوية استراتيجية
وشدد وزير النقل على أن إعادة فتح خطوط النقل البري والسكك الحديدية مع تركيا والعراق ولبنان والأردن تمثل أولوية استراتيجية في المرحلة القادمة.
ووصف زيارة وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو إلى دمشق في أبريل/ نيسان الماضي بـ"المنعطف المهم"، موضحًا أن وفدًا تقنيًا من تركيا زار مدينتي حلب ودمشق لإجراء معاينات ميدانية.
ودعا بدر شركات صناعة الحافلات في تركيا إلى الاستثمار في سوريا، قائلا: "دعونا نبني هذه الصناعة معا هنا في سوريا. سنوفر جميع التسهيلات المطلوبة للمستثمرين".
- التحول الرقمي سيبدأ خلال 3 أشهر
كما تحدث بدر عن خطط الوزارة في مجال التحول الرقمي، مؤكدا أن "عملية الرقمنة ستنطلق خلال ثلاثة أشهر، على أن تظهر نتائجها خلال عام واحد".
وأشار الوزير إلى أن تعزيز النقل داخل المدن يمثل أولوية قصوى، مبينا وجود 50 حافلة مُنحت من دولة صديقة سيتم تشغيلها قريبا لخدمة النقل الداخلي.
- جاهزون للاستثمار
ونبّه بدر إلى أن غياب التمويل يعدّ أكبر عائق أمام تنفيذ الإصلاحات، داعيا القطاع الخاص المحلي والأجنبي إلى الاستثمار في القطاع.
وأكّد أن وزارته ستوفر بيئة مناسبة وداعمة للمستثمرين.
وذكر أن الاتفاق الذي أبرمته دمشق مع شركة (سي إم ايه - سي جي أم) الفرنسية لتشغيل مرفأ اللاذقية لمدة 30 عاما، يمثل نموذجا ناجحا يعزز ثقة المستثمرين العرب والدوليين بسوريا.
وأشار الوزير إلى أن بلاده لم تنسحب من الاتفاقيات الإقليمية الخاصة بحركة الشحن، مثل "الإسكوا" (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا) ونظام "التير" (نظام جمركي دولي يهدف إلى تسهيل حركة التجارة الدولية عبر الحدود)، وإنما تم تعليق تنفيذها مؤقتًا بسبب الأوضاع، لافتًا إلى وجود مساع جارية لإعادة تفعيلها.
- مشروع مترو دمشق
وفيما يخص مشروع مترو دمشق، أوضح بدر أن المشروع كان مطروحا ما بين عامي 2009 و2011، لكنه جُمّد بسبب الحرب وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
وأشار الوزير يعرب بدر أن الدراسات الفنية لمشروع المترو سيجري تحديثها، وستُعاد هيكلة المشروع على أساس شراكة مع القطاع الخاص.
وتابع: "سيضم مشروع المترو ثلاث محطات رئيسية، تقع في مناطق القابون، والسومرية، والحجاز. سينطلق الخط من منطقة القابون ليصل إلى ساحة الحجاز، حيث سيتم إنشاء محطة كبيرة لتبديل القطارات. وسيجري العمل على إقامة منظومة متكاملة تربط بين خطوط المترو وخطوط السكك الحديدية".
ولفت الوزير إلى أنه ليس من الممكن استكمال إعادة بناء قطاع النقل في المدى القصير.
وختم بالقول: "إعادة بناء قطاع النقل في سوريا يتطلب جهدا جماعيا، وعملًا دؤوبًا، وصبرًا من الجميع. لكننا واثقون أن الشعب سيبدأ بجني ثمار هذه الجهود قريبا جدا".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.