الدول العربية, قطاع غزة

من خيمته بغزة.. صحفي فلسطيني يفند مزاعم إسرائيل بوجوده في بولندا (مقابلة)

معتصم دلول من حي الزيتون بمدينة غزة للأناضول: - إسرائيل قتلت زوجتي و3 من أبنائي وتقود ضدي حملة تشويه

Ramzi Mahmud  | 25.11.2025 - محدث : 25.11.2025
من خيمته بغزة.. صحفي فلسطيني يفند مزاعم إسرائيل بوجوده في بولندا (مقابلة)

Gazze

غزة/ رمزي محمود/ الأناضول

معتصم دلول من حي الزيتون بمدينة غزة للأناضول:
- إسرائيل قتلت زوجتي و3 من أبنائي وتقود ضدي حملة تشويه
- لم أغادر قطاع غزة طوال عامي الإبادة ومستمر في فضح الجرائم الإسرائيلية
- اضطررت لاستخدام شريحة إلكترونية دولية للدخول إلى الإنترنت بعد تدمير إسرائيل شبكات الاتصال
- إسرائيل استغلت فرصة ظهور اسم بولندا في حسابي وزعمت أنني أقيم في تلك الدولة

لم تكتف إسرائيل بقتل زوجة الصحفي الفلسطيني معتصم دلول و3 من أبنائه في مدينة غزة، بل قادت ضده حملة تشويه أيضا، زاعمة أنه يقيم في بولندا و"ينشر الأكاذيب" من هناك، ما دفع دلول إلى تفنيد تلك المزاعم بالأدلة.

والأحد، شاركت وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر منصة شركة "إكس" الأمريكية، صورة من حساب دلول على المنصة ذاتها، وقالت إنه "ينشر الأكاذيب والأخبار المزيفة"، مشيرة إلى أن موقع صاحب الحساب في بولندا، وليس غزة.

ومن داخل خيمته المقامة بجوار أنقاض منزله المدمر في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، قال دلول للأناضول، إنه لم يغادر قطاع غزة طوال عامي الإبادة الإسرائيلية، واستمر "بتغطية الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين".

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي قتل زوجته وثلاثة من أبنائه خلال الإبادة، إلا أنه مستمر في عمله "الذي ينبع من شعور بالواجب" تجاه بلده وقضيته.

وبشأن موقع الحساب من بولندا، قال دلول إنه اضطر خلال الحرب كسائر زملائه الصحفيين، لاستخدام شرائح اتصال إلكترونية دولية للدخول إلى الإنترنت والتواصل مع العالم الخارجي، نظراً لتدمير الجيش الإسرائيلي البنية التحتية للاتصالات، ما أدى لقطع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة بالقطاع ولفترات طويلة.

ولفت دلول إلى أن الخاصية الجديدة للمنصة تسمح بتحديد موقع النشر عبر الحسابات، موضحا أن الشريحة الإلكترونية التي يستخدمها تعود لشركة "بلس" التي يُرجح أن ملكيتها راجعة لبولندا، وهو ما تسبب بإظهار موقع نشر الحساب من تلك الدولة.

**حملة تشويه إسرائيلية

ومفندا رواية تل أبيب، شدد الصحفي الفلسطيني على أنه لم يغادر مدينة غزة طوال عامي الإبادة الإسرائيلية، ولم يتوقف عن نشر الجرائم بحق أبناء شعبه، إلا أن "أبواق الدعاية الإسرائيلية استغلت الفرصة من أجل شن حملة تشويه ضده".

وعبر دلول عن استيائه من "حملة التشويه الإسرائيلية التي تستهدفه"، مشيرا لعدم استغرابه من ذلك، "فقد عمدت إسرائيل إلى قتل الصحفيين خلال حربها على القطاع، واستهداف أهلهم وترويعهم، وذلك بهدف طمس الحقيقة وإرهاب الصحفيين وردعهم عن نشر الحقيقة".

ويعمل دلول منذ سنوات، صحفيا باللغة الإنجليزية في الترجمة والكتابات التحليلية ومقالات الرأي لدى عدد من وسائل الإعلام الغربية، ومنها مركز "ميدل إيست مونيتور للدراسات الإعلامية" ومقره العاصمة البريطانية لندن.

وعن ذلك، قال دلول: "عملتُ خلال الحرب مع عشرات وسائل الإعلام الأجنبية من مختلف قارات العالم، في الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وأوروبا، وأجريتُ عشرات المقابلات التي كرستها للحديث عن جرائم إسرائيل في حرب الإبادة ضد شعبي".

وبشأن حرب الرواية بين إسرائيل والفلسطينيين، قال دلول: "الاحتلال يعتمد سردية معينة في حربه على الكل الفلسطيني، ويصدرها للإعلام الغربي والدولي الذي يتبنى معظمه تلك الرواية تحت تأثير اللوبيات الصهيونية المهيمنة في الدول الغربية".

وفي مواجهة ذلك، أضاف الصحفي النازح: "نسعى بمهنية، إلى فضح الرواية الزائفة للاحتلال، وقد تسبب ذلك بإحراج الإعلام الإسرائيلي لدى وسائل الإعلام الغربية التي باتت تصلها الأصوات والصورة الحقيقية لما يجري في غزة من جرائم".

وتابع: "يريدون إخماد هذه الأصوات وإن كانت لا تضاهي الماكينة الإعلامية الإسرائيلية الضخمة، فهم لا يريدون لأي صوت أو صورة حقيقية أن تكشف روايتهم الزائفة حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحرب الإبادة".

**افتراءات صارخة

وتعقيبا على التدوينة الإسرائيلية بشأن دلول، قال رئيس المرصد الأورومتوسطي رامي عبده عبر منصة "إكس" إنها "تكشف الوجه القبيح لإسرائيل، والأكاذيب التي تتغذى عليها".

وأضاف عبده أن دلول "صحفي معروف في غزة، وفقد زوجته ومعظم أفراد عائلته في الهجمات الإسرائيلية، وأصبح الآن هدفا لافتراءات صارخة تهدف إلى تقويض رواية الضحايا".

وخلال عامي الإبادة عمدت إسرائيل على ملاحقة الصحفيين الفلسطينيين في غزة، وتهديدهم، بهدف إسكات صوتهم، وقتلت عشرات منهم وسط إدانات إقليمية.

وقُتل أكثر من 250 صحفيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، في أعلى حصيلة لضحايا الإعلاميين في أي صراع منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب إحصاءات رسمية.

وفي 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أفاد تقرير شهري لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، بأن إسرائيل قتلت إعلاميين اثنين، وأصابت 10 آخرين وهدمت منازل 9 منهم في قطاع غزة خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وفي 10 أكتوبر الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، منهياً إبادة إسرائيلية بغزة خلفت أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني وما يزيد على 170 ألف مصاب، بينما خرقت إسرائيل الاتفاق مرارا، موقعة قتلى وجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.