دولي, الدول العربية, السودان

مجلس الأمن الدولي يرفض تشكيل "الدعم السريع" حكومة موازية بالسودان

جدد أعضاء المجلس مطالبتهم قوات الدعم السريع برفع الحصار عن مدينة الفاشر غربي السودان وسط مخاوف من انتشار المجاعة

Adel Abdelrheem  | 13.08.2025 - محدث : 13.08.2025
مجلس الأمن الدولي يرفض تشكيل "الدعم السريع" حكومة موازية بالسودان

Sudan

عادل عبد الرحيم/ الأناضول

أعلن أعضاء مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، رفضهم تشكيل قوات الدعم السريع، سلطة حكم موازية بالسودان، وحثوا جميع الدول على "الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى إلى تأجيج الصراع".

جاء ذلك في بيان اطلع عليه مراسل الأناضول، أعلن خلاله أعضاء مجلس الأمن الدولي "رفضهم الإعلان عن إنشاء سلطة حكم موازية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع".

وأعرب الأعضاء عن "قلقهم البالغ إزاء تداعيات هذه الإجراءات التي تمثل تهديدا مباشرا لسلامة أراضي السودان ووحدته، وتنذر بتفاقم الصراع الدائر، وتفتيت البلاد، وتفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلا".

وأكدوا "بشكل قاطع، التزامهم الراسخ بسيادة السودان واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه".

وشدد أعضاء مجلس الأمن الدولي، على أن "أي خطوات أحادية الجانب تقوض هذه المبادئ لا تهدد مستقبل السودان فحسب، بل تهدد أيضا السلام والاستقرار في المنطقة ككل".

وفي 27 يوليو/ تموز الماضي، أدانت الحكومة والجيش السوداني ما وصفاها "بحكومة وهمية" أعلنت عنها قوات الدعم السريع.

وقبل ذلك بيوم أعلن "التحالف السوداني التأسيسي" تشكيل "مجلس رئاسي لحكومة السلام الانتقالية" برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" وقائد قوات "الحركة الشعبية/ شمال" عبد العزيز الحلو نائباً له، بينما جرى اختيار محمد حسن التعايشي، رئيسا للوزراء.

وأكد أعضاء المجلس، أن "الأولوية هي لاستئناف الأطراف للمحادثات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتهيئة الظروف اللازمة لحل سياسي للصراع، بمشاركة جميع الأطراف السياسية والاجتماعية السودانية الفاعلة".

وحثوا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على "الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى إلى تأجيج الصراع وعدم الاستقرار، ودعم جهود تحقيق السلام الدائم".

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حربا أسفرت، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح ولجوء نحو 15 مليونًا، بينما قدّرت دراسة لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.

وجدد البيان، مطالبة مجلس الأمن الدولي، لقوات الدعم السريع بـ"رفع الحصار عن الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور" غربي السودان.

ودعا أعضاء المجلس إلى "وقف فوري للقتال وتهدئة الأوضاع في المدينة وما حولها، حيث يُخشى انتشار المجاعة وانعدام الأمن الغذائي الشديد".

وأدانوا "الهجمات التي شنتها الأطراف (دون تحديد) في ولايات كردفان (جنوب) خلال الأسابيع الأخيرة، والتي أسفرت عن مقتل أعداد كبيرة من المدنيين".

ودعوا أطراف القتال في السودان إلى "السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، بما يتوافق مع أحكام القانون الدولي ذات الصلة".

والثلاثاء، أدان منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بالسودان شيلدون بيت، هجوم قوات الدعم السريع الواسع على الفاشر، بما في ذلك مخيم أبوشوك للنازحين.

وأدى ذلك الهجوم إلى مقتل 40 مدنيا وإصابة 19 آخرين، وفق "غرف طوارئ أبوشوك" و"لجان مقاومة الفاشر" (لجنتان شعبيتان).

ويعيش مواطنو "الفاشر" أوضاعا إنسانية مزرية جراء حصار قوات الدعم السريع، ولجأ كثير منهم إلى أكل علف الحيوانات، لشح المواد الغذائية بالمدينة.

وسعيا لإحكام سيطرتها على كامل إقليم دارفور غربا، ما زالت قوات الدعم السريع تحاصر الفاشر منذ 10 مايو/ أيار 2024، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

وفي الأسابيع الأخيرة، بدأت مساحات سيطرة "الدعم السريع" تتناقص بشكل متسارع في مختلف ولايات السودان لصالح الجيش، الذي وسّع من نطاق انتصاراته لتشمل الخرطوم وولاية النيل الأبيض.

أما في الولايات الـ16 الأخرى بالسودان، فلم تعد "الدعم السريع" تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة إلى 4 من ولايات إقليم دارفور.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.