الدول العربية

متحف التاريخ الطبيعي بأبوظبي.. معروضات نادرة و"رحلة فريدة" عبر الزمن (تقرير)

** مساحة المتحف تبلغ أكثر من 35 ألف متر مربع ويُعد "الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط"

Hussien Elkabany  | 03.12.2025 - محدث : 03.12.2025
متحف التاريخ الطبيعي بأبوظبي.. معروضات نادرة و"رحلة فريدة" عبر الزمن (تقرير)

Istanbul

إسطنبول/ الأناضول

** مساحة المتحف تبلغ أكثر من 35 ألف متر مربع ويُعد "الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط"
** الباحث الإماراتي محمد المهري للأناضول:
- المتحف يستعرض حقبا زمنية لتكوين الأرض ومناخها وجغرافيتها في إبهار للسياح بتقنيات حديثة
- المتحف محل اهتمام كبير للباحثين والسياح ويوفر عوائد اقتصادية ويقوي علاقات الشعوب الزائرة للمتحف

من جنسيات مختلفة ومناطق متعددة، يتوافد الزوار على متحف "التاريخي الطبيعي" في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، فيطالعون في كل ركن منه حكاية للطبيعة، في رحلة تمتد عبر مليارات السنين من عمر كوكب الأرض والكون.

الأناضول زارت المتحف وسجلت عدستها توافد الزوار الذين تبدو عليهم ملامح الانبهار بما يشاهدونه في المتحف من أحفوريات عملاقة، ومشاهد مُعاد تخيُّلها للعالم الطبيعي.

وافتتح ولي عهد أبو ظبي، خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، المتحف في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وفي حفل الافتتاح، قال رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي (حكومية)، محمد خليفة المبارك، إن المتحف ليس مكاناً للعرض فحسب، "بل مساحة تُلهم الأجيال لتفكير أعمق بمستقبل الأرض، لتُسهم في صياغة إرث إنساني عالمي".

** قبلة للسياحة والبحث

الباحث والخبير الاقتصادي الإماراتي محمد المهري، قال للأناضول إن "أبو ظبي توجه رسالة للعالم بأنها عاصمة المتاحف عالميا، وأنها تربط الماضي بالحاضر وبالمستقبل".

وأضاف: "لا تركز أبو ظبي فقط على المتاحف التقليدية والتاريخية والتراثية بل تركز على متاحف العصر الحديث والتي يترجمها على أرض الواقع متحف التاريخ الطبيعي".

وتابع المهري: "هذا المتحف يربط الحاضر بمليارات السنوات من الماضي، ويستعرض حقبا زمنية لتكوين الأرض ومناخها وجغرافيتها عبر 13.8 مليار سنة، وهذا إبهار لأي سائح تعرض أمامه هذه الحقبة الزمنية ويتابعها عبر تقنيات حديثة كأنه يعيش وسطها".

ويرى الخبير أن "أبوظبي بعد هذا المتحف ستكون قبلة للباحثين والمهتمين بعالم الطبيعة، ليبنوا نظريات جديدة ورؤية مستقبلية حول هذا الكوكب".

وأوضح الاقتصادي الإماراتي أن "عدد المهتمين بالمتاحف في العالم أكثر من 300 مليون سائح، ويرغبون عادة في المزيد من التجديد بشأن التاريخ والطبيعية والبحث عن ما هو جديد بأنحاء العالم".

وزاد: "متحف التاريخ الطبيعي سيكون محل اهتمام كبير للباحثين ويجذب أكبر عدد من السياح".

** عوائد اقتصادية

وتوقع المهري عوائد اقتصادية عديدة عقب افتتاح المتحف، لاسيما في حركة الطيران من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى تقوية علاقات الشعوب التي تلتقي في المتحف لتشاهد تاريخ كوكب الأرض.

وأكد أن "المتحف لا يعطي فقط نظرة تقليدية للطبيعية، بل يربط الماضي بالحاضر عبر حلة تكنولوجية مبهجة ومبدعة".

وأوضح أن ربط المتحف التاريخ بالتكنولوجيا سيزيد من أعداد الزوار، الأمر الذي سيسهم، برفقة المتاحف الأخرى بالإمارات، في عوائد اقتصادية عديدة.

** الأكبر بالمنطقة

وتبلغ مساحة المتحف أكثر من 35 ألف متر مربع، ويُعد "أكبر متحف من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط"، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

وأوضحت "وام" أن "المتحف يركز على استعراض الإرث والتاريخ الطبيعي للمنطقة العربية في رحلة تفاعلية عبر الزمن لاكتشاف تاريخ الكون وتطوّر الحياة على الأرض".

ويضم المتحف "مجموعات نادرة من النيازك والأحفوريات العملاقة، ومشاهد مُعاد تخيُّلها للعالم الطبيعي في أبوظبي، إلى جانب معارض تفاعلية وبرامج تعليمية تُعرِّف الزوّار بتاريخ الكون والتنوّع البيولوجي".

كما يضم مركزا بحثيا متخصصا بعلوم الحفريات والأحياء والبيئة، بسحب معلومات رسمية عن المتحف.

** معروضات نادرة

و"من أبرز معروضات المتحف ثلاثة مسافرين من أعماق الزمن، الأول هو التيرانوصور "رِكس" الجبّار، الذي عاش قبل 67 مليون عام حين كان سيد الأرض بلا منازع"، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.

والثاني نيزك مورتشيسون، عرفته الوكالة بأنه "مسافر كوني شهد ولادة الكوكب، ويضم حبيبات يعود عمرها إلى 7 مليارات سنة، أي إلى ما قبل تكوّن المجموعة الشمسية".

أما الثالث فهو "أضخم كائن عُرف على وجه الأرض، وهو الحوت الأزرق، ويتجسّد في المتحف بأنثى يبلغ طولها 25 متراً، مقدمةً رؤية استثنائية عن التطور، وتنوّع الحياة البحرية، واستمرارية قصة الحياة على كوكبنا، وفق ذات المصدر.

كما يستعرض المتحف الفيل العملاق ذو الأنياب الأربعة، وتشمل قاعاته الرئيسة "قصة كوكب الأرض" و"العالم المتطور" و"عالمنا" و"الكوكب المرن" و"مستقبل الأرض".

وتضم القاعات الجانبية للمتحف "مختبر علم الحفريات" و"مختبر علوم الحياة" و"مناخ الجزيرة العربية" و"ما وراء الأفق" و"قصة الإنسان"، كما يضمّ مسرحاً تفاعلياً يقدّم عروضاً تنقل الزوار في "رحلة فريدة عبر الزمن"، بحسب "وام".

ويحتضن المتحف مركز بحث علمي عالمي المستوى، يجري دراساتٍ في مجالات علم الحيوان والحشرات وعلم الحفريات، وعلم البيولوجيا البحرية، والبحوث الجزيئية (علم الحمض النووي والبروتيوميات)، وعلوم الأرض، وفق معلومات رسمية عن المتحف.

وينضم متحف "التاريخ الطبيعي" إلى مجموعة من المعالم الثقافية العالمية في المنطقة الثقافية في السعديات، تشمل متحف اللوفر بأبو ظبي، ومتحف "تيم لاب فينومينا أبوظبي" للفنون الرقمية، إلى جانب متحف زايد الوطني ومتحف "جوجنهايم أبوظبي" المرتقب افتتاحهما قريبا.

وفي 27 يوليو/ تموز 2020، ذكرت، وكالة الأنباء الإماراتية أن عدد المتاحف في الدولة وصل إلى 34 متحفا تضم أكثر من 15 ألفا و182 قطعة أثرية.

واستفادت أبو ظبي من الدعم الحكومي المقدم لها في تحويل المتاحف إلى مناطق جذب سياحي تشهد أكثر من 3.5 مليون زيارة في السنة، بخلاف أكثر من 108 مواقع تاريخية وأثرية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.