قطر.. قمة مكافحة الجوع والفقر تدعو لإنقاذ 700 مليون إنسان
استضافتها الدوحة عشية انطلاق قمة أممية للتنمية الاجتماعية، وبعد نحو عام من تأسيس "التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر"
Ad Dawhah
إسطنبول / الأناضول
بحثت "القمة الأولى لقادة التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر" في العاصمة القطرية الدوحة الاثنين، المساعي الدولية لإحلال الأمن الغذائي عالميا، مبينةً أن "أكثر من 700 مليون إنسان حول العالم ما زالوا يعيشون في فقر مدقع".
وفي وقت سابق الاثنين، أعلن التحالف في منشور عبر منصة فيسبوك الأمريكية، عن "بدء اجتماع قادة التحالف العالمي ضد الجوع والفقر".
ويجتمع قادة ووزراء ورؤساء تنفيذيون من أكثر من 200 دولة ومنظمة عضو، في مركز قطر الوطني للمؤتمرات بالدوحة في الحدث الذي يستمر ليوم، عشية انعقاد القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، وفقا للتحالف.
واعتبر التحالف هذا الحدث "لحظة محورية في الكفاح العالمي ضد الجوع والفقر".
وتأتي القمة الأولى بعد نحو عام من تأسيسه التحالف خلال قمة مجموعة العشرين في نوفمبر/ تشرين ثان 2024، بمبادرة من الرئاسة البرازيلية التي احتضنتها، وكان من بين أبرز مخرجاتها "تنظيم الدوحة، القمة الأولى للتحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر".
كما تأتي القمة الأولى للتحالف ضمن برنامج قمة أممية للتنمية الاجتماعية هي الأولى من نوعها بالدوحة.
وتوافد على الدوحة منذ مساء الأحد، عدد من القادة والمسؤولين للمشاركة في قمة التنمية الاجتماعية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء القطرية.
** مسؤولية جماعية
وافتتحت وزير الدولة للتعاون الدولي القطري مريم بنت علي بن ناصر، القمة على هامش مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، الذي تستضيفه الدوحة بين 4 إلى 6 نوفمبر الجاري، وفق بيان للخارجية القطرية.
وقالت إن استضافة قطر لهذه القمة "أتى انطلاقا من قناعتها بأن القضاء على الجوع والفقر مسؤولية جماعية تتطلب تضامنا دوليا وشراكة حقيقية قائمة على العدالة والمساواة".
وأشارت إلى أنه "ما زال أكثر من 700 مليون إنسان حول العالم يعيشون في فقر مدقع، فيما تتفاقم آثار النزاعات، وتغير المناخ، والديون، وشُح التمويل، مما يهدد مسيرة التنمية في العديد من الدول النامية".
** مأساة إنسانية
من جانبها، أفادت رئيسة الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة أنالينا بيربوك في كلمتها بالقمة، أن "استمرار الجوع في العالم يمثل مأساة إنسانية غير مقبولة، تعكس فشل المجتمع الدولي في معالجة جذور النزاعات، والتصدي لآثار تغير المناخ، وتحقيق العدالة في توزيع الموارد"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء القطرية.
وأضافت أن "وراء كل إحصائية طفل يبكي لأنه لم يأكل منذ ساعات، وأم تبحث يائسة عن طعام لعائلتها، وحلم بأن تنتهي الحرب يوما ما. هذه ليست قصة عائلة واحدة، بل حكاية ملايين الأسر في مناطق الصراع والمجاعة حول العالم".
وأوضحت أن عام 2024 شهد معاناة نحو 673 مليون إنسان من الجوع، بينما يواجه 2.3 مليار شخص درجات مختلفة من انعدام الأمن الغذائي، مؤكدة أن هذه الأرقام "تضع العالم أمام مسؤولية أخلاقية عاجلة"، خاصة وأن جزءا كبيرا من الطعام يهدر يوميا في مناطق أخرى من العالم.
وأشارت بيربوك إلى أن الجوع "ليس نتيجة حتمية، بل انعكاس لخيارات بشرية يمكن تغييرها"، محذّرة من أن "استمرار الاحترار العالمي بمعدل درجتين مئويتين إضافيتين قد يؤدي إلى معاناة 189 مليون شخص إضافي من الجوع، فيما قد يرتفع الرقم إلى 1.8 مليار إنسان إذا بلغت الزيادة أربع درجات مئوية".
وشددت على أن المستقبل لا يزال بيد المجتمع الدولي، داعية إلى توحيد الجهود لمكافحة الجوع والفقر من خلال حلول مستدامة قائمة على التعاون الدولي والابتكار والمسؤولية المشتركة.
** أجندة عالمية
في كلمته، أوضح وزير التنمية الاجتماعية البرازيلي الرئيس المشارك للتحالف ويلينغتون دياس، أن عمل التحالف تجاوز أثره الموجة الأولية لبلدان "المسار السريع"، حيث أعاد مكافحة الجوع والفقر إلى الأجندة العالمية.
وأوضح أن البرازيل تمكنت منذ العام 2023 من إخراج 24.4 مليون شخص من الجوع ورفع 7.6 مليون من الفقر بفضل سياسات قائمة على الأدلة ومبادرات شاملة لتحقيق الإدماج الاقتصادي والاجتماعي.
** غزة حاضرة
بدوره، قال رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي: "لا يزال الجوع والفقر من أكثر التحديات إلحاحًا في عصرنا"، وفق ما ذكره بيان للحكومة المصرية.
وأشار خلال كلمته إلى "وجود أكثر من ملياري شخص حول العالم يُعانون من انعدام الأمن الغذائي بدرجاتٍ متفاوتة، بينما يعاني شخص من بين كل 5 أشخاص في إفريقيا من الجوع يوميًا".
ولفت إلى أن "المجاعة في غزة تُجسد بوضوح كيف تُدمر الصراعات حياة الأشخاص، وتحرمهم من حقوقهم الأساسية".
وفي 22 أغسطس/ آب الماضي أعلنت "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، تفشي المجاعة في مدينة غزة (شمال القطاع) جراء الإبادة الإسرائيلية التي لم تتوقف منذ عامين إلا باتفاق وقف إطلاق نار سرى في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025.
والأسبوع الماضي، قالت المقررة الخاصة السابقة للأمم المتحدة لحق الإنسان في الغذاء، هلال الفار إن وقف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة لا يعني نهاية معاناة الفلسطينيين من الجوع.
ومنذ دخول الاتفاق الحالي لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تواصل إسرائيل خرقه سواء عبر تنفيذ ضربات داخل القطاع، أو منع دخول المساعدات بالكميات المتفق عليها.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
             