قيادي طلابي تونسي: ماضون على درب أجدادنا بدعم قضية فلسطين (مقابلة)
الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة نزار الجراي: طوفان الأقصى خلق وعيا كبيرا غير مسبوق بأوساط الشباب
Tunisia
تونس/ عادل الثابتي/ الأناضول
الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة نزار الجراي:- طوفان الأقصى خلق وعيا كبيرا غير مسبوق بأوساط الشباب
- الطوفان بداية للتحرير وأول مسمار بنعش الاحتلال الإسرائيلي
- الطوفان هز صورة الجيش الإسرائيلي بأنه "لا يقهر"
- ندعم كل حركات المقاومة ويدنا مفتوحة لكل صاحب مساهمة ضد الاحتلال في فلسطين
قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة نزار الجراي، إن معركة "طوفان الأقصى" وما شهده قطاع غزة خلال عامين من الإبادة الإسرائيلية، أحدث نقلة نوعية في أفكار الشباب، وأكد على التزامهم بـ"السير على خطى الأجداد" في الدفاع عن قضية فلسطين.
وفي مقابلة خاصة مع الأناضول، قال الجراي إن "الأمة تشهد مخاضا كبيرا، ونحن في الاتحاد نعتبر طوفان الأقصى طوفانا حرك العالم وقلبه رأسا على عقب".
وأضاف: "كل المفاهيم تغيرت وكل المعايير القديمة تغيرت، وكشف الطوفان ازدواجية المعايير (عند الغرب) وخلق نوع من طوفان الوعي".
وقال الجراي إن اختيار عبارة "مؤتمر الطوفان.. وعي طلابي رسالة مستمرة"، شعارا للمؤتمر الحادي عشر للاتحاد العام التونسي للطلبة الذي انعقد يومي 25 و26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يعد شاهدا على وعي الطلاب بأهمية القضية الفلسطينية.
وفي المؤتمر الذي عقد بجامعة الزيتونة في تونس العاصمة، انتخب الجراي أمينا عاما لاتحاد الطلبة، خلفا للأمين العام المنتهية ولايته وسيم بن مسعود.
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت حركة حماس هجوما باسم "طوفان الأقصى" على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بمحاذاة غزة، أسفر عن مقتل وأسر إسرائيليين، وذلك "ردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، بحسب الحركة.
وفي اليوم التالي للهجوم، شرعت إسرائيل بدعم أمريكي في ارتكاب إبادة جماعية بغزة استمرت عامين، خلفت أكثر من 68 ألف قتيل فلسطيني، وما يزيد عن 170 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة قتلت 411 فلسطينيا بينهم 142 طفلا.
** طوفان وعي
وقال الجراي إن "طوفان الأقصى" منح الجيل الحالي "حالة وعي كبيرة وغير مسبوقة".
وتابع: "الناس راهنوا على أن الاتحاد العام التونسي للطلبة تناسى نضالاته وقضايا الأمة العربية الإسلامية، ولكننا من خلال شعار المؤتمر جددنا المفاهيم، وأرسلنا رسالة إلى الجميع أن الاتحاد لا يزال ثابتا على مبادئه وتاريخه في دعم قضايا الأمة".
وزاد: "نعتبر أنفسنا امتداد لجهد أجدادنا في الدفاع عن القضية الفلسطينية".
وقال الجراي إن الاتحاد العام التونسي للطلبة "يدافع بشراسة عن كل قضايا التحرر، ودعم الاتحاد لمعركة طوفان الأقصى والحق الفلسطيني هو دعم لا يمكن أن يتزحزح أو يتغير داخل قناعات أبناء الاتحاد".
وأضاف: "الاتحاد الطلابي يعتبر الحق الفلسطيني من القضايا المركزية التي لا يمكن أن يساوم عليها، ولا يمكن أن يفرط فيها في يوم من الأيام".
** أول مسمار بنعش الاحتلال
وقال الجراي: "الحصار مطبق على قطاع غزة منذ 2006، ونريد القول إن الاتحاد لا ينسى التاريخ وثابت على مبادئه، فنحن لا ننسى ما فعله الاحتلال بأهلنا في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي القدس".
وأردف: "في الضفة الغربية، المستوطنون الإسرائيليون يتوسعون يوميا بالتهجير وهدم المنازل، ورئيس وزراء الاحتلال (بنيامين نتنياهو) قال بصريح العبارة إن الهدف هو إسرائيل الكبرى وضم الضفة الغربية".
وتابع أمين عام اتحاد الطلبة التونسي: "اخترنا أن يكون المؤتمر تحت شعار الطوفان لأننا نعتبره بداية للتحرير والمسمار الأول بنعش الاحتلال".
واعتبر أن معركة طوفان الأقصى "قلبت الموازين وساهمت في هز صورة جيش الكيان الإسرائيلي بأنه لا يقهر".
وقال: "اكتشفنا أن العزيمة والإيمان وقوة الحق يمكن أن تزعزع أعتى آلات الحرب التي اعتمدها الاحتلال في حربه النازية ضد قطاع غزة".
** ندعم المقاومة
وبخصوص علاقة الاتحاد التونسي بالطلبة الفلسطينيين، قال الجراي: "ندعم كل حركات المقاومة بشتى اختلافاتها، ويدنا مفتوحة لكل صاحب مساهمة ضد الاحتلال في فلسطين المحتلة".
وأضاف: "انفتاحنا باقٍ كما هو، والاتحاد لا يغير قناعاته بالزمن، بل يطورها ويطور آلياتها في دعم المقاومة".
وتابع الجراي: "الاتحاد كانت له لقاءات مع كل تيارات المقاومة من حماس والجهاد والجبهة الشعبية".
ووفق مصادر الاتحاد، خطب مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح الفلسطينية، على منبر الاتحاد العام التونسي للطلبة في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، خلال فعالية بشأن القضية الفلسطينية بالعاصمة تونس.
** دحض السردية الإسرائيلية
وفي ذات السياق، قال الجراي: "هناك مقولة ليحيى السنوار (أحد قادة معركة طوفان الأقصى) قال فيها ‘إما ان يندحر الاحتلال أو نجعله في تصادم مع الإرادة الدولية‘، ونجح الطوفان في الخيار الثاني حيث يتصادم حاليا الرأي العام الدولي مع الاحتلال".
وأضاف: "الشباب اليوم، وهو الجيل الذي راهنت المنظومة الغربية المهيمنة ثقافيا على أنه انتهى ولم يعد يفكر ولم يعد قادرا على المقاومة، أثبت أنه قادر على التغيير والتفكير والمساهمة في انهاء الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع: "نحيي كل الحركات الطلابية ومنها الأمريكية، التي وقفت في وجه المنظومة الأمريكية التي تعد الداعم الأساسي للاحتلال الإسرائيلي سياسيا وعسكريا".
ووفق الجراي: "الطلبة الأمريكيون ساهموا بقدر كبير في الوقوف ضد المنظومة السائدة في الولايات المتحدة، وساهموا أيضا في نشر الرسالة الفلسطينية ودحض السردية الاسرائيلية التي تدعي المظلومية وأنها صاحبة حق" في أرض فلسطين.
وخلال عام 2024، شهدت جامعات الولايات المتحدة سلسلة اعتصامات واحتجاجات طلابية بدأت بجامعة كولومبيا، دعا فيها الطلبة إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ووقف تعاون جامعاتهم مع جامعات إسرائيلية وسحب استثماراتها من الشركات الداعمة للاحتلال، والسماح لهم بحرية التعبير عن قضية فلسطين.
** فعاليات تضامنية
وبشكل دوري ينظم الاتحاد العام التونسي للطلبة فعاليات تضامنية مع القضية الفلسطينية منها إحياء الذكرى الأولى لـ"طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2024، عن طريق مهرجانات خطابية بأغلب الجامعات ووقفات احتجاجية بالشوارع.
وفي الثامن من أكتوبر 2025، شهدت جامعات تونسية فعاليات احتجاجية طلابية بدعوة من الاتحاد العام التونسي للطلبة، تزامنا مع مرور عامين على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وشهد شارع الحبيب بورقيبة مسيرة شارك فيها مئات الطلاب، مرددين شعارات مساندة للمقاومة مثل "مقاومة مقاومة.. لا صلح لا مساوة".
والاتحاد العام التونسي للطلبة، منظمة طلابية أسسها طلبة من تيارات مختلفة في أبريل/ نيسان 1985، لكن نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي (1987-2011) حل الاتحاد في يوليو/ تموز 1991.
وعاود الاتحاد نشاطه بعد ثورة 14 يناير/ كانون الثاني 2011، وخاصة بعد فوزه بالانتخابات الطلابية التي جرى تنظيمها عقب الثورة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
             