الدول العربية, فلسطين

فلسطيني يكشف للأناضول تفاصيل تهريبه من غزة لجنوب إفريقيا عبر منظمة مشبوهة

153 فلسطينيا وصلوا مطار جوهانسبورغ في 13 نوفمبر عبر إسرائيل التي يشتبه في تعاونها مع منظمة "المجد" لتهجير الفلسطينيين من غزة

Enes Canlı, Mahmut Nabi  | 20.11.2025 - محدث : 20.11.2025
فلسطيني يكشف للأناضول تفاصيل تهريبه من غزة لجنوب إفريقيا عبر منظمة مشبوهة

Quds

القدس/ أنس جانلي/ الأناضول


** الفلسطيني "بشير":
- تواصل مع المنظمة عبر رقم في إعلان على فيسبوك وطلبت 1400 دولار للشخص الواحد
- جميع التعليمات كانت تُرسل إلينا عبر "واتساب" وعند السفر طلب منا الحضور عند الساعة الثالثة فجرا إلى حافلات كانت بالانتظار
- ركبنا الحافلة وتوجهنا إلى معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي الذي كان خاليا من أي ممثل للمنظمة أو الجيش الإسرائيلي
- وضعوا سوارا على ذراع كل مسافر، وحذرونا مرارا وتكرارا من خلعه
- بمطار رامون مرروا جوازاتنا من أجهزة الفحص دون أن يختموا عليها
- أُبلغنا عند المغادرة أن الوجهة ستكون إندونيسيا لكن تم تحويلنا إلى جنوب إفريقيا دون إبلاغنا

كشف مواطن فلسطيني للأناضول تفاصيل خروجه عبر منظمة مشبوهة تُدعى "المجد"، من قطاع غزة إلى جنوب إفريقيا عبر إسرائيل.

وكان 153 فلسطينيا لم تُختم جوازاتهم بإسرائيل، وصلوا إلى مطار بمدينة جوهانسبورغ في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، الأمر الذي جذب انتباه السلطات في جنوب إفريقيا، ووجه الأنظار إلى منظمة "المجد" المشتبه بعلاقاتها مع إسرائيل لاستخدامها كواجهة لتهجير الفلسطينيين من غزة.

** إجراءات مشبوهة

الأناضول، تواصلت مع الفلسطيني "بشير"، وهو اسم مستعار يستخدمه لإخفاء هويته الحقيقية، وقال إن المنظمة أخرجته من غزة إلى جنوب إفريقيا في رحلة غامضة في 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأوضح أنه تواصل مع المنظمة عبر رقم كان في إعلان على منصة "فيسبوك" الأمريكية.

وأضاف أنه عندما اتصل بالرقم، تحدث مع شاب يُدعى "مؤيد" من منطقة النصيرات وسط قطاع غزة، تم إرساله سابقا إلى إندونيسيا عبر المنظمة ذاتها، ويعمل معها حاليا.

وأوضح أن المنظمة طلبت منه 1400 دولار للشخص الواحد لتسهيل السفر من غزة إلى إندونيسيا، وأنه اضطر إلى دفع المبلغ المطلوب لأن الحياة في غزة كانت "صعبة جدا".

وأشار إلى أنه كان يعيش في مدينة رفح جنوبي القطاع، قبل بدء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأنه فقد خلال الحرب كل ما يملك من منزل وأثاث وسيارة، ما اضطره للنزوح من منزله.

وأفاد أنه بعد تحويله المبلغ إلى حساب فلسطيني آخر، انتظر تعليمات الاستعداد، حيث تلقى في أحد الأيام رسالة في الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي (غرينتش +2)، تطلب منه التوجه إلى مدينة خان يونس جنوبي غزة.

وأوضح "بشير" أن جميع التعليمات كانت تُرسل إليه عبر منصة "واتساب" الأمريكية، حيث تلقى لاحقا تعليمات بالحضور إلى نقطة قرب مبنى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة عند الساعة الثالثة فجرا بالتوقيت المحلي.

ولفت إلى أنه رأى هناك حافلات كانت بالانتظار، حيث ركب الحافلة رقم 2، وتوجهوا إلى معبر كرم أبو سالم الخاضع لسيطرة إسرائيل.

وأضاف أنه لم يكن في المعبر أي ممثل عن المنظمة أو الجيش الإسرائيلي، وقال: "لم يمكن ممكنا رؤية الجيش، لكنهم يراقبون كل شيء".

وأشار إلى أن ركاب الحافلة خضعوا لتفتيش دقيق في المعبر، ولم يسمحوا لهم بجلب أي شيء معهم سوى هواتفهم الذكية وأدويتهم وأمتعتهم الثمينة.

وأضاف: "وضعوا سوارا على ذراع كل مسافر، وحذرونا مرارا وتكرارا من خلعه".

وأوضح بشير، أنه جرى نقلهم بعد ذلك بالحافلة إلى مطار رامون في إيلات جنوبي إسرائيل، حيث رفع الجميع أذرعهم للأعلى لإظهار السوار وفقا للتعليمات، قبل أن يتوجهوا إلى قاعة المطار.

وأكد أن موظفي المطار هناك مرروا جوازاتهم من أجهزة الفحص دون أن يختموا عليها.

** الوعد إندونيسيا والحقيقة جنوب إفريقيا

وأوضح بشير، أنه جرى إبلاغه عند مغادرته غزة أن الوجهة ستكون إندونيسيا، لكنه اكتشف لاحقا أن السلطات الفلسطينية أوقفت إصدار تأشيرات السفر إلى إندونيسيا، لذلك تم تحويلهم إلى جنوب إفريقيا دون إبلاغهم.

وأضاف أنهم سافروا أولا من مطار رامون إلى العاصمة الكينية نيروبي، ثم سافروا في رحلة أخرى إلى جوهانسبرغ، ودخلوا جنوب إفريقيا بدون مشاكل.

وأشار بشير، إلى أن منظمة "المجد" أرسلت له عبر "واتساب" معلومات الفندق الذي سيقيم فيه في جوهانسبرغ لأسبوع.

ولفت إلى أن ابنته أيضا سافرت بنفس الطريقة بعد فترة عبر المنظمة، ولكن مقابل ألفي دولار، وكانت ضمن الرحلة التي شملت 153 فلسطينيا، إذ واجهوا صعوبات كثيرة، ولم يُسمح لهم بالدخول فورا وانتظروا 15 ساعة على متن الطائرة لدى وصولهم.

ووصف بشير، رحلته من غزة بأنها "مسألة بقاء على قيد الحياة"، مضيفا أنهم لم يوقعوا على أي ورقة تعهد بعدم العودة إلى غزة.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي حوّل غزة إلى "خراب بالكامل"، إلا أنه يرغب بالعودة عندما يُبنى القطاع من جديد.

** منظمة مشبوهة

ووفقا للموقع الإلكتروني للمنظمة، تأسست "المجد" عام 2010 في ألمانيا، وأطلقت موقعها الإلكتروني في فبراير/ شباط 2025، ولا يوجد لها أي نشاط على حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي.

ويظهر عنوان المنظمة في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، لكنها لا تمتلك مكتبا هناك، وأرقام الاتصال على الموقع غير فعالة، ولا يوجد سجل رسمي لها في إسرائيل أو ألمانيا.

ووفقا لصحيفة هآرتس العبرية، فإن المعلومات المنشورة عن الشركة "غير صحيحة".

وبحسب سجلات التجارة في إستونيا، فإن مؤسس منظمة "المجد" هو تومر جانار ليند، وهو مزدوج الجنسية (إسرائيلي-إستوني)، في حين تظهر سجلات التجارة البريطانية أن ليند، أسس 4 شركات في بريطانيا خلال السنوات الـ10 الأخيرة، وأنه أغلق 3 منها.

وتواصلت "هآرتس" مع ليند، عبر رقم هاتفه في لندن، حيث لم ينكر عمله في تنظيم هجرة الفلسطينيين من غزة، لكنه امتنع عن التعليق بخصوص الجهة التي تقف وراء ذلك.

وفي 13 نوفمبر الجاري، احتجزت سلطات مطار "أو آر تامبو" في جوهانسبورغ 153 فلسطينيا لعدة ساعات بعد أن هبطوا على متن رحلة ربط من مطار رامون في إسرائيل إلى كينيا، وذلك لعدم وجود ختم خروج إسرائيلي على جوازات سفرهم.

وسمحت لهم هيئة أمن الحدود في جنوب إفريقيا بدخول البلاد وفقا للإعفاءات الحالية من التأشيرة التي تسمح لحاملي جوازات السفر الفلسطينية بزيارة جنوب إفريقيا دون تأشيرة لمدة تصل إلى 90 يوما.

وبخصوص ذلك، ذكر بيان صادر عن وحدة تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية التابعة للجيش الإسرائيلي نقلتها وسائل إعلام عبرية، إن الفلسطينيين غادروا قطاع غزة بعد حصولهم على موافقة من دولة ثالثة لاستقبالهم بموجب سياسة الحكومة الإسرائيلية بالسماح لسكان غزة بالمغادرة.

ويرى مراقبون أن ثمة مخاوف من أن تستخدم إسرائيل هذه الإجراءات كأداة جديدة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.

وكان رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، ذكر في تصريح سابق للصحفيين، أن الحكومة تُجري تحقيقا في تفاصيل رحلة الفلسطينيين الذين "وُضعوا في ظروف غامضة على متن طائرة" ونُقلوا إلى جنوب إفريقيا عبر نيروبي.

وقال: "سنُجري تقييما دقيقا ونرى ما يُخبئه المستقبل".

يذكر أن جنوب إفريقيا رفعت نهاية 2023 دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، لارتكابها إبادة جماعية في قطاع غزة.

** "مغرر بهم"

وعقب الحادثة، أعربت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، عن شكرها العميق للمواقف المبدئية لقيادة وحكومة وشعب جنوب إفريقيا الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته، بما في ذلك استقبالها لعدد من فلسطينيي غزة "المغرر بهم".

وحذرت من "الشركات والجهات التي تغرر بأبناء الشعب الفلسطيني، وتحرضهم على الترحيل، والتهجير، أو تلك التي تمارس الاتجار بالبشر، وتستغل الظروف المأساوية والإنسانية الكارثية بأنها "ستتحمل التبعات القانونية لممارساتها غير القانونية وستكون عرضة للملاحقة، والمحاسبة".

ومرارا تحدث وزراء بالحكومة الإسرائيلية عن فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي شنتها تل أبيب على مدار عامين، توقفت بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد أن خلفت أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın