عقوبات أمريكية تتعلق بحزب الله تزامنا مع تصعيد إسرائيلي على لبنان
وفق بيان صادر عن الخزانة الأمريكية
Istanbul
إسطنبول / الأناضول
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، الخميس، فرض عقوبات على أفراد قالت إنهم سهلوا تحويل عشرات ملايين الدولارات من إيران إلى "حزب الله" اللبناني عام 2025.
يأتي ذلك بالتزامن مع تصعيد إسرائيل غاراتها على الجنوب اللبناني.
وقالت الخزانة الأمريكية إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها "قرر اتخاذ إجراء لدعم نزع سلاح حزب الله عبر فرض عقوبات على أفراد سهلوا تحويل عشرات ملايين الدولارات من حزب الله إلى إيران في 2025".
واتهمت في بيان نشر عبر الموقع الإلكتروني للخزانة الأمريكية، الأفراد باستخدام شركات الصرافة للاستفادة من الطابع النقدي للقطاع المالي اللبناني.
وأضافت أن "حزب الله يستخدم هذه الأموال لدعم قواته شبه العسكرية، وإعادة بناء بنيته التحتية الإرهابية، ومقاومة جهود الحكومة اللبنانية الرامية إلى بسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية"، على حد قولها.
واعتبر البيان أن "استغلال حزب الله لشركات الصرافة والاقتصاد النقدي لغسل الأموال غير المشروعة يهدد نزاهة النظام المالي اللبناني من خلال مزج تمويل الإرهاب بالتجارة المشروعة".
وذكر أن "إجراء اليوم يستهدف العناصر المالية في حزب الله الذين يشرفون على نقل الأموال من إيران".
وتابع: "يشمل ذلك الأموال الناتجة عن أنشطة تجارية سرية يديرها الفريق المالي لحزب الله، بما في ذلك بيع النفط الإيراني وسلع أخرى، والتي تُحوَّل إلى لبنان عبر شركات صرافة مرخصة وغير مرخصة".
واعتبر أن "شركات الصرافة غير المرخصة، وكذلك تلك التي لا تُجري عمليات تدقيق كافية على عملائها، تتيح لحزب الله استغلال الطبيعة النقدية إلى حد كبير للاقتصاد اللبناني لغسل الأموال غير المشروعة".
وبشأن ما سماه "استغلال حزب الله للاقتصاد النقدي في لبنان"، قال بيان الخزانة الأمريكية إن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني حوّل أكثر من مليار دولار إلى حزب الله منذ يناير/ كانون الثاني 2025 معظمها عبر شركات صرافة.
وتستهدف العقوبات الجديدة شخصيات رئيسية ضمن الفريق المالي لحزب الله، أبرزهم أسامة جابر، الذي جمع أو حوّل ملايين الدولارات بين سبتمبر/ أيلول 2024 وفبراير/ شباط 2025، بالتعاون مع صرافين محليين، إضافة إلى جعفر محمد قصير، نجل القيادي الراحل محمد قصير، والذي تسلم إدارة الفريق المالي للحزب بعد وفاة والده في أكتوبر 2024، ومعه علي قصير، ابن شقيق محمد قصير.
كما طالت العقوبات سامر كسبار، مدير شركة Hokoul SAL Offshore Company، وهي "شركة واجهة لحزب الله"، ويتعاون بانتظام مع أعضاء الفريق المالي لحزب الله في صفقات تجارية مختلفة، بحسب البيان الأمريكي.
ومن المستهدفين أيضا، "رجل الأعمال السوري ياسر حسين إبراهيم، المقرب من النظام السوري السابق، الذي شارك في صفقات نفطية وتجارية لدعم الحزب".
وجاء في البيان أنه "نتيجة لإجراء اليوم، تُجمَّد جميع مصالح وممتلكات الأشخاص أو الكيانات الذين تم تصنيفهم أو حظرهم كما ورد أعلاه، سواء كانت موجودة في الولايات المتحدة أو في حيازة أو سيطرة أشخاص أمريكيين، ويجب الإبلاغ عنها إلى مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC)".
"بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر محظورة أيضا أي كيانات مملوكة، بشكل مباشر أو غير مباشر، فرديا أو مجتمعا، بنسبة 50 بالمئة أو أكثر من قبل شخص أو أكثر من الأشخاص المحظورين".
وتأتي الخطوة الأمريكية بالتزامن مع تصعيد الجيش الإسرائيلي عدوانه على لبنان، حيث شنّ مساء الخميس سلسلة غارات جوية على عدة بلدات جنوبية، وذلك عقب إنذاره المواطنين بالإخلاء في أوسع إنذار منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
وصباح اليوم، قتل شخص جراء شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على قضاء صور جنوبي لبنان، مستهدفاً منطقة مفتوحة في حي الوادي.
وتزامنت غارة الصباح مع حديث القناة العبرية 12 عن أن "إسرائيل تستعد لاحتمال خوض جولة قتال أخرى ضد حزب الله"، مشيرة إلى أن الجيش "يستعد لتدخل عسكري يهدف إلى إضعاف الحزب، ودفعه والحكومة اللبنانية إلى توقيع اتفاقية مستقرة مع إسرائيل".
وفي أكتوبر 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان حولته في سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين.
كما خرقت أكثر من 4500 مرة اتفاق وقف إطلاق النار الساري مع "حزب الله" منذ نوفمبر 2024، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى.
وتتحدى إسرائيل الاتفاق بمواصلة احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
