الدول العربية, رئاسيات تونس 2019

صحف تونس.."الشعبوية تهزم الماكينات" في "تسونامي" الرئاسيات

توصيفات نتائج الانتخابات تباينت وفق الصحف المحلية، فالبعض وصفها بأنها "أولية صادمة"، وآخرون اعتبروها "متوقعة"

17.09.2019 - محدث : 17.09.2019
صحف تونس.."الشعبوية تهزم الماكينات" في "تسونامي" الرئاسيات

Tunisia

تونس / الأناضول

تارة بأنها "أولية صادمة"، وأخرى بأنها "متوقعة"، هكذا كانت توصيفات نتائج سباق الرئاسيات المبكرة بتونس، التي أفرزت مرشحين من خارج صندوق التوقعات السياسية وفق نتائج أولية، وهما القانوني قيس سعيد، والمحتجز في تهم فساد ينفيها، نبيل القروي.

تلك النتائج دفعت صحيفة "الشروق" التونسية لتصدر مانشيت صفحتها الأولى الثلاثاء بعبارة بـ"الشعبوية تهزم الماكينات"، في إشارة لتقدم سعيد والقروي، اللذين يعدان من خارج الصندوق السياسي والذي يمتلك قواعد شعبية كحال حركة "النهضة" أو من داخل الدولاب الحكومي.

وأسفل العبارة أوردت الصحيفة صور المرشحين المتقدمين بالترتيب سعيد (مستقل)، والقروي، والإسلامي مرشح "النهضة" عبد الفتاح مورو، ووزير الدفاع السابق عبد الكريم الزبيدي (مستقل)، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد (حزب تحيا تونس - ليبرالي).

والأمر كان أكثر وضوحا في جريدة "الصحافة"، حيث أورد محمد بوعود، مقالا بالعناوين الجريئة التالية: "تونس تختار مرشّحيها وتُسقط المتخاذلين"، "سقوط السيستم (المنظومة) ومسؤولية الذين يحكمون".

وقال بوعود: "لن نصدّق أحدا حتى لو أقسم أنه كان متأكدا من صعود قيس سعيّد ونبيل القروي إلى الدور الثاني".

واستدرك قائلا: "لكننا بالمقابل سنصدّق كل من تنبّأ بسقوط الفاشلين ممن حكموا ويحكمون سنوات طويلة ولم يقدّموا شيئا يمكن أن يسمّى انجازات".

وأضاف: "أمس الأول (الأحد) لم يسقط المترشحون بل سقط السيستم بأكمله، سقط النظام كما يُقال وصعد مترشحان لا علاقة لهما بالحُكم من قريب أو من بعيد".

وتابع: "أمس الأول انتقم الشعب التونسي من الذين حكموه، سواء بالديكتاتورية أو بالدين أو بالديمقراطية الزائفة، انتقم من أحزاب وحكومات وبرلمان وجميع السلطات".

وعلى عكس ذلك، رأى الكاتب لطفي السنوسي، في الصحيفة ذاتها، في مقال بعنوان "النخبة السياسية تستفيق على دويّ سقوطها"، أن النتائج الأولية كانت متوقعة.

وقال: "ما حدث كان متوقعا بل كان نتاجا طبيعيا لِنَبْتٍ رمت بها النخب السياسية والحزبية وسط أرض خصبة، قطف ثمرته في الأخير من كنا نعتقد أنهم على هامش الحياة السياسية والحزبية، وأن وجودهم إنما هو وجود «فولكلوري» ومجرد صور «كاريكاتورية» على واجهة الصورة الرسمية التي تشيعها النخبة عن نفسها".

وأضاف أن النخبة "هي التي شيّدت بينها وبين التونسيين حائطًا اسمنتيًا حجب عنها مشاغل الناس وقضاياهم".

وبين الصخب المدوي بين الصدمة والتوقع، لا يزال يحتاج "تسوماني" ترقب النتائج الأولية في الصحف والمواقع الإلكترونية.

واستمرت "الشروق" في رصد النتائج الأولية، وترقبها في مختلف الدوائر بأنحاء البلاد.

وكمثلها استمرت البوابة الإلكترونية لصحيفة "الصباح" التونسية، في نشر النتائج.

وكذلك استمرت إذاعة "موازييك" عبر موقعها الإخباري ‎في الرصد والترقب للنتائج الأولية في مختلف الدوائر أيضا.

وأظهرت نتائج رسمية جمعتها اللجنة العليا للانتخابات، الإثنين، استمرار تقدم المرشحين قيس سعيد، ونبيل القروي، وعبد الفتاح مورو على الترتيب بعد فرز 77 بالمائة من الأصوات.

وكشفت النتائج عن حصول المرشح المستقل سعيد على 18.8 بالمائة، ومرشح حزب "قلب تونس" نبيل القروي على 15.5 بالمائة، ومرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو على 12.9 بالمائة من الأصوات.

وتعد هذه النتائج متوافقة حتى اللحظة مع ما نشرته وكالة "سيغما كونساي" لسبر الآراء (خاصة) من نتائج غير رسمية للانتخابات استنادا إلى استطلاع خروج المواطنين من اللجان.

وأظهرت إحصاءات "سيغما كونساي" إجراء جولة إعادة بين المرشحين قيس سعيد ونبيل القروي، فيما حل عبد الفتاح مورو في المركز الثالث.

والأحد جرت الانتخابات الرئاسية المبكرة، وسط إقبال متوسط بنسبة 45 بالمائة من الناخبين، وفق الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فيما أظهرت النتائج إمكانية اللجوء إلى جولة ثانية بسبب عدم حسم التنافس من الجولة الأولى.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.