سوريا ترفض دعوات "جماعات خارجة عن القانون" لما تُسمى "حماية دولية"
- وزارة الخارجية اعتبرت أنها "محاولة واضحة لتدويل وضع يجب أن يُعالج حصرا ضمن مؤسسات الدولة السورية". - منطقة صحنايا بريف دمشق، حيث يتمركز سكان دروز، شهدت اشتباكات بين الأمن و"مجموعات خارجة عن القانون".

Syria
ليث الجنيدي/ الأناضول
أعلنت سوريا، مساء الأربعاء، رفضها "بشكل كامل" لدعوات إلى ما تُسمى "حماية دولية" أطلقتها "جماعات خارجة عن القانون شاركت في أعمال عنف".
يأتي ذلك على خلفية "أعمال عنف" شهدتها منطقة صحنايا بمحافظة ريف دمشق (جنوب) وحي جرمانا بالعاصمة دمشق، ما أسفر عن قتلى وجرحى.
وقالت الخارجية السورية، في بيان عبر منصة "إكس": "تؤكد الجمهورية العربية السورية رفضها القاطع لجميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية".
ونددت بـ"الدعوات الأخيرة التي أطلقتها جماعات خارجة عن القانون، شاركت في أعمال عنف على الأراضي السورية، للمطالبة بما تُسمى حماية دولية".
واعتبر أنها "دعوات غير شرعية ومرفوضة بشكل كامل".
الوزارة أكدت أن هذه المناشدات "تأتي من أطراف تعمل خارج إطار القانون السوري، في محاولة واضحة لتدويل وضع يجب أن يُعالج حصرا ضمن مؤسسات الدولة السورية".
وحذرت من أن هذه الأفعال تمثل "تهديدا مباشرا لوحدة البلاد، وتقوض الجهود الوطنية الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار في كافة أنحاء الوطن".
وأكدت الخارجية التزام سوريا "الراسخ بحماية جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء، بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية الكريمة، التي كانت ولا تزال جزءا أصيلا من النسيج الوطني السوري".
وأعربت الحكومة عن "تقديرها البالغ للدور الحكيم والمسؤول الذي اضطلع به عدد من مشايخ وعقلاء الطائفة الدرزية في إطفاء نار الفتنة والحفاظ على السلم الأهلي"، وفق البيان
وجددت الخارجية السورية تأكيدها "التام" على أن "جميع القضايا الوطنية تعالج عبر الآليات الوطنية وحدها".
وأكدت رفض دمشق لأي "إملاءات أو تدخلات خارجية، فسيادة سوريا ليست موضع نقاش أو تفاوض".
وليلة الثلاثاء الأربعاء، شهدت منطقة صحنايا بريف دمشق، التي يتمركز بها سكان دروز، اشتباكات بين الأمن السوري و"مجموعات خارجة عن القانون"، على خلفية تسجيل صوتي منسوب لدرزي يسيء فيه للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ما أودى بحياة 5 أشخاص.
فيما أعلنت وزارة الداخلية، الأربعاء، مقتل 11 من عناصر الأمن، في هجمات شنتها تلك المجموعات صباحا على "نقاطا وحواجز أمنية على أطراف" المنطقة، التي تحركت قوات الأمن لضبط الأوضاع الأمنية بها.
وبعد ساعات من التوترات الأمنية، أعلنت مديرية الأمن العام بريف دمشق، مساء الأربعاء، انتهاء العملية الأمنية بجميع أحياء صحنايا، وانتشار القوات الأمنية لاستعادة الأمن والاستقرار، بينما قصفت طائرة إسرائيلية ما ادعت تل أبيب أنها 3 "أهداف أمنية" داخل صحنايا، بزعم الدفاع عن الدروز.
وجاءت هذه الأحداث غداة اشتباكات مماثلة في حي جرمانا بدمشق، الذي يتمركز فيه سكان دروز كذلك، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
ومنذ أشهر تتصاعد تحذيرات من داخل وخارج سوريا من محاولات إسرائيل استغلال الدروز لترسيخ انتهاكاتها للسيادة السورية، بينما تؤكد دمشق أن لجميع الطوائف في البلاد حقوق متساوية دون أي تمييز.
وتحتل إسرائيل منذ 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
كذلك احتلت "جبل الشيخ" الاستراتيجي، الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى بنحو 35 كلم، ويقع بين سوريا ولبنان ويطل على إسرائيل، كما يمكن رؤيته من الأردن، وله أربع قمم أعلاها يبلغ طولها 2814 مترا.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، لم تهدد إسرائيل بأي شكل، إلا أن تل أبيب تشن بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى لمقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد، بينها 24 عاما تولى خلالها بشار الأسد الرئاسة (2000-2024).
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.