سفير السودان بأنقرة يدعو لتحرك دولي حيال "جرائم" "الدعم السريع" بالفاشر
في مؤتمر صحفي بالعاصمة أنقرة قال فيه السفير نادر الطيب إن أحداث الفاشر "جريمة غير مسبوقة في التاريخ المعاصر"...
Ankara
أنقرة/ الأناضول
دعا السفير السوداني لدى أنقرة نادر يوسف الطيّب، الاثنين، إلى تحرك دولي حيال "جرائم" قوات الدعم السريع بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده السفير السوداني في العاصمة التركية أنقرة.
وفي المؤتمر الصحفي، وصف السفير أحداث الفاشر بأنها "جريمة غير مسبوقة في التاريخ المعاصر بعد عامين من الحصار" منعت خلالها "الدعم السريع" الغذاء والدواء عن سكان المدينة.
وذكر السفير السوداني أنّ نائب قائد "قوات الدعم السريع" عبد الرحيم دقلو "أعطى تعليمات لجنوده بأنه لا يريد أسرى" في الفاشر.
وأضاف: "بالفعل نفذوا تعليماته، ففي المستشفى السعودي قتلوا كل المرضى والمرافقين والكوادر الطبية، وبلغ عدد القتلى حوالي 460 شخصا".
وأشار السفير السوداني إلى تقارير قال إنها "غير مؤكدة" تفيد بوصول عدد القتلى إلى 20 ألف شخص.
واستولت قوات الدعم السريع في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على مدينة الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين وفقا لمنظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وفي 29 أكتوبر، أقر قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" بحدوث تجاوزات في الفاشر، مدعيا فتح تحقيق في هذا الشأن.
واتهم السفير السوداني الإمارات بالوقوف وراء "الدعم السريع" بتوفير "كل أنواع الأسلحة الحديثة والمتطورة"، إضافة إلى "خبراء عسكريين من كولومبيا وجنوب السودان ومرتزقة من تشاد والنيجر وجنوب السودان وإثيوبيا ودول أخرى"، الأمر الذي تنفيه الإمارات.
واستغرب السفير السوداني من "انكار الإمارات" لتلك الاتهامات.
كما اتهم الطيب أبو ظبي بـ"توفير دعم سياسي وإعلامي" لـ"الدعم السريع" التي وصفها بأنها "ميليشيات إرهابية".
ولم يصدر تعقيب فوري من الإمارات على اتهامات السفير السوداني.
وأعرب السفير السوداني عن شكره لكل من عبّر عن تضامنه حول العالم بعد أحداث الفاشر الأخيرة.
وقال: "المجتمع الدولي لم يحرك ساكنا حيال الفاشر، في تحد سافر للقوانين الدولية ذات الصلة".
واعتبر ذلك "خيبة أمل"، متسائلا: "هل الدم السوداني رخيص لهذا الحد؟!".
وأشار إلى "رصد 107 مجاز لقوات الدعم السريع" خلال عامين ونصف من الحرب، قال إنه "راح ضحيتها عشرات آلاف من الأبرياء".
ودعا المجتمع الدولي إلى "الضغط بشكل جدي" على الإمارات لإيقاف مساندتها "الدعم السريع".
وقدم السفير السوداني شكره لتركيا لمواقفها الداعمة للسودان.
وأوضح أن تركيا ساعدت كثيراً خلال أزمة الدواء والغذاء التي يعيشها السودان، مضيفا: "لقد رأينا الآن بوضوح من هو الصديق الحقيقي ومن هو العدو".
وأكد السفير مواصلة الجيش السوداني دحر "الدعم السريع".
وتزامنا مع المؤتمر الصحفي، نظم سودانيون مظاهرة رفعوا فيها لافتات ورددوا شعارات تندد بما يجري في الفاشر وتؤكد على أن السودانيين "شعب واحد وله جيش واحد".
وفي حديث للأناضول، أكد الطالب السوداني أحمد عبد الله، المولود في الفاشر أنّ مدينته كانت "مجتمعا مترابطا يعرف بعضه بعضا ويقف أفراده إلى جانب بعضهم في السراء والضراء".
وقال عبد الله: "الوضع في الفاشر كارثي بكل معنى الكلمة، آلاف الأشخاص قُتلوا منذ بداية الأحداث، وفي يومين فقط فقدنا نحو ألفي شخص، وهؤلاء ليسوا مجرد أرقام".
وختم عبد الله حديثه بتوجيه نداء إلى العالم قائلا: "لماذا تسمحون بحدوث ذلك؟ لماذا يُجبر طفل على مواجهة عالم بهذا القسوة في وضع لا يجب أن يُوجد فيه أساسا؟!".
وفي وقت سابق الاثنين، أعلن مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، في بيان، اتخاذه خطوات فورية لجمع أدلة ذات صلة بالأنباء عن "جرائم" الفاشر، لاستخدامها بملاحقات قضائية.
وتسيطر "قوات الدعم السريع" حاليًا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربًا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور، التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، وتشمل محافظات كرنوي وأمبرو والطينة شمال الولاية.
كما توجد مناطق تحت سيطرة قوات حركة "تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد محمد نور، بما فيها منطقة "طويلة" التي تضم أكبر عدد من نازحي الفاشر.
ويسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية من أصل 18 ولاية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.
ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان، غير أن غالبية السودانيين، البالغ عددهم 50 مليون نسمة، يعيشون في مناطق تحت سيطرة الجيش.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
             