​​​​​​​شمال لبنان / وسيم سيف الدين / الأناضول

زار رئيس أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربي "YTB" (حكومي) عبد الله أرن، الخميس، البلدات التركمانية في محافظة عكار ومدينة طرابلس شمال لبنان.

ورافق أرن في الزيارة سفير أنقرة لدى بيروت مراد لوتيم، حيث استهلها بزيارة بلدة الكواشرة واستقبله الأهالي بالأغاني التركية عبر مكبرات الصوت والفرقة الموسيقية وعلمي البلدين.

وزار أرن ولوتيم والوفد المرافق النصب التذكاري لشهداء 15 يوليو/ تموز (محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا 2016) في بلدة الكواشرة وقرؤوا الفاتحة لأرواح الشهداء، وفق مراسل الأناضول.

وخلال حفل استقبال نظمه الأهلي في قاعة مسجد البلدة، أعرب أرن عن شكره للترحيب الذي لقيه من أهل الكواشرة الذين يكن لهم كل الحب والامتنان.

وأضاف أرن: "نسعى إلى أن نكون أينما تواجد الأتراك الذي يشعرون بقربهم لنا".

وأشار إلى أن لبنان "له أهمية خاصة لتركيا، وخاصة أن التركمان اللبنانيين هم أحد المكونات الأصيلة في البلاد".

وأعلن أرن أنهم "سيعملون على زيادة المنح الدراسية لطلاب بلدة الكواشرة لتلقي تعليمهم في تركيا".

من جهته، قال السفير لوتيم في كلمة، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "عندما كان رئيسا للوزراء، قام بزيارة تاريخية إلى الكواشرة والقرى المحيطة بها عام 2010".

وأضاف أن آثار تلك الزيارة "لا تزال في الذاكرة"، لافتا إلى أن تركيا "ستواصل الوقوف إلى جانب القرى التركمانية في المنطقة".

وتشكّل الكواشرة إحدى أبرز القرى التي تحتضن سكّانا حافظوا على هويتهم، وما زالوا يتحدّثون اللغة التركية إلى اليوم، ويبلغ عددهم نحو 5 آلاف نسمة.

وبحسب مراسل الأناضول، انتقل أرن والوفد المرافق إلى بلدة البيرة حيث استقبله الأهالي في مسجد البلدة قبل أن ينتقل إلى بلدة عيدمون حيث استقبله مئات من الأهالي مرحبين به وقدموا له الورود.

وقال إمام مسجد بلدة البيرة الشيخ محمد مرعب في كلمة، إن "المسلمين في لبنان يعتبرون أنفسهم جزءا من تركيا ويتابعون كل تطور في فيها".

ومن ثم انتقل الوفد إلى بلدة عيدمون حيث قال رئيس بلديتها كمال مقصود في كلمة: "بفضل المنح الدراسية التي تقدمها تركيا من خلال YTB، أصبح الأطفال التركمان في المنطقة يتلقون تعليمهم في تركيا بدلاً من بلدان أخرى في العالم".

وأضاف أنه عاد إلى بلدته عيدمون للخدمة بعد حصوله على تعليم جامعي في تركيا، مشددا على أن "الشباب التركماني الذين يتلقون تعليمهم في تركيا يتعلمون أيضًا الثقافة والتقاليد التركية".

وأعرب مقصود عن أملهم "أن تزيد مؤسسة YTB المنح الدراسية المقدمة لهم حتى يتمكن مزيد من شبابنا من تلقي التعليم في تركيا".

وختم أرن زيارته لشمال لبنان بزيارة مدينة طرابلس حيث تجول في أسواقها التاريخية وزار التكية المولوية التي رممتها وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا"، واجتمع لاحقا برؤساء الجمعيات التركمانية.

ويتوزّع تركمان لبنان على مناطق عدّة بالبلاد، وتأتي محافظة عكّار (شمال) في مقدّمتها، ويتركّزون في قرى الكواشرة وعيدمون (أكبر قريتين للتّركمان)، والدبّابية، والدوسة، ووادي الجاموس.

وفي محافظة البقاع (شرق) يتواجد التركمان في مدينة بعلبك، وقرى النعنعية والشحيمية، وعدّوس، والحديدية.

كما ينتشرون بأعداد أقلّ في كلّ من مدينة صيدا (جنوب)، وبلدة القلمون (شمال)، والعاصمة بيروت، ومدينة طرابلس (شمال)، وقضاء الضّنّيّة، في قرية الحوّارة.

أمّا طرابلس، فتحتوي على أتراك جزيرة كريت، فبعدما فقدت الدّولة العثمانيّة السّيطرة على هذه الجزيرة في 1897، استقرّ أغلب سكّان هذه الجزيرة في مناطق مرسين وإزمير (تركيا) ومنهم من توجّه إلى طرابلس اللبنانيّة، ودمشق.

وبالنسبة للعاصمة بيروت فتحتوي على الأتراك الماردينيين، الذين غادروا منطقة ماردين (جنوب تركيا) بسبب الأزمات الاقتصاديّة والبطالة واستقروا في بيروت.