الدول العربية, فلسطين, قطاع غزة

حلم النازحين وقف الإبادة.. رحبوا وشككوا بجدوى الاعتراف بفلسطين

- صلاح نصار: بريطانيا وكندا وأستراليا مؤيدة لإسرائيل، واليوم تعترف بنا! هذا نصر كبير لقضيتنا

Mohamed Majed  | 22.09.2025 - محدث : 22.09.2025
حلم النازحين وقف الإبادة.. رحبوا وشككوا بجدوى الاعتراف بفلسطين

Gazze

إسطنبول / الأناضول

- صلاح نصار: بريطانيا وكندا وأستراليا مؤيدة لإسرائيل، واليوم تعترف بنا! هذا نصر كبير لقضيتنا
- غازي الحطاب: الاعتراف خطوة متأخرة في الاتجاه الصحيح، ونأمل أن تشكل خطوة لإنهاء الإبادة
- أم خالد الشنطي: من واقع معاناتنا الشعب الفلسطيني دُمر، والقرار لن يغير شيئا في واقع غزة

مواقف متباينة أبداها نازحون بقطاع غزة تجاه اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين، ففي حين اعتبره بعضهم "خطوة مهمة ونصرا" لقضيتهم، رأى آخرون أنه "لن يغير شيئا من واقعهم"، لكن كلا الفريقين يأملان بوقف الإبادة التي ترتكبها إسرائيل منذ عامين.

ونزح فلسطينيون من أحياء مدينة غزة سيرا على الأقدام، أو عبر عربات تجرها دواب أو دراجات هوائية، في رحلة وصفوها بأنها "عذاب وموت"، وذلك بعد اشتداد الهجمات الإسرائيلية منذ 11 أغسطس/ آب الماضي ضمن مساعيه لاحتلال المدينة.

ورغم مشاهد النزوح والفوضى على "شارع الرشيد"، يقول فلسطينيون إنهم يأملون أن تسهم الاعترافات الجديدة بالدولة في دفع العالم إلى اتخاذ خطوات مماثلة، وربطها بجهود حقيقية لوقف الإبادة الجماعية بالقطاع.

والأحد أعلنت كل من كندا وأستراليا وبريطانيا اعترافها بدولة فلسطين، في بيانات رسمية لتلك الدول التي سبق أن أعلنت اعتزامها الاعتراف بالدولة بالتزامن مع أعمال الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق غدا الثلاثاء.

ومن أصل 193 دولة عضوا في المنظمة الأممية، ارتفع عدد المعترفين بدولة فلسطين بعد الدول الثلاث إلى 152 دولة، منذ أن أعلن قيامها الرئيس الراحل ياسر عرفات في الجزائر بالعام 1988.

ومؤخرا، أعلنت 11 دولة، بينها مالطا ولوكسمبورغ وفرنسا وأرمينيا وبلجيكا، اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين خلال أعمال الدورة الأممية.

والاثنين، يجتمع قادة العالم في مقر الأمم المتحدة خلال المناقشة العامة رفيعة المستوى ضمن المؤتمر الدولي لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين، الذي ترأسه فرنسا والسعودية.

**"نصر وخطوة مهمة"

المسن صلاح نصار، النازح من مخيم جباليا، جلس على قارعة الطريق مرتديا قبعة تقيه أشعة الشمس بعد رحلة مرهقة، وقال للأناضول: "بريطانيا وكندا وأستراليا دول مؤيدة لإسرائيل، واليوم تعترف بنا! هذا نصر كبير لقضيتنا الفلسطينية".

وأضاف: "يجب أن تعترف كل دول العالم بدولة فلسطين، فهذا يمنحنا شعورا بالفرح، ويؤكد أن فلسطين قائمة على أرضها من أجل حياة الأجيال القادمة".

وتابع موضحا أنه نزح نحو سبع مرات خلال العامين الماضيين، قائلا: "نزحنا من تل الزعتر شمال القطاع قبل أشهر إلى مخيم الشاطئ بمدينة غزة، ثم قصفنا وأجبرنا على الخروج مجددا نحو الجنوب".

ووصف رحلة النزوح بأنها "رحلة عذاب وموت لا تمت للإنسانية بصلة، وليست الأولى ولن تكون الأخيرة"، وفق قوله.

وبين 11 أغسطس الماضي وحتى 13 سبتمبر/ أيلول الجاري، دمر الجيش الإسرائيلي بشكل كامل أو بليغ أكثر من 3600 بناية وبرج سكني في مدينة غزة، فيما دمر نحو 13 ألف خيمة تؤوي نازحين، وفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وفي 8 أغسطس أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لاحتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.

ومنذ ذلك التاريخ، يواصل الجيش الإسرائيلي شن هجوم واسع على مدينة غزة، شمل تدمير منازل وأبراج وممتلكات المواطنين وخيام النازحين، وقصف مستشفيات، وتنفيذ عمليات توغل.

**"خطوة متأخرة لكن مهمة"

من جانبه، قال النازح غازي الحطاب (48 عاما) من سكان حي الشجاعية: "الاعتراف بدولة فلسطين خطوة في الاتجاه الصحيح، جاءت متأخرة لكننا نثمنها ونشكرهم لأنها استحقاق شرعي نصت عليه كل الأعراف والمواثيق الدولية".

وأضاف: "نأمل من كل الدول أن تعترف بدولة فلسطين وبحق الشعب الفلسطيني، فهذا حق شرعي نصت عليه كل الأعراف والمواثيق الدولية".

وأعرب عن أمله بأن تشكل تلك الخطوة "بداية لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة"، و"أن يحظى الشعب الفلسطيني بحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وهذا حلم لكل مواطن".

وأشار الحطاب إلى معاناته خلال النزوح، موضحا أنه اضطر لمغادرة المدينة على دراجة هوائية بسبب عدم توفر المال، لافتا إلى أن تكلفة النزوح تفوق 2000 دولار أمريكي مع انعدام موارد الدخل.

وذكر أنه نزح من الشجاعية إلى حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، قبل أن يغادرها مجددا تحت القصف والدمار متوجها إلى جنوب القطاع.

** "لن يغير شيئا"

بدورها، قالت النازحة الفلسطينية أم خالد الشنطي، بينما تواصل سيرها قادمة من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة: "منذ عامين نعاني من هذه الحرب، إلى متى ستستمر؟ هناك من يقف معنا (من الدول) وهناك من لا يقف".

وأضافت: "من واقع معاناتنا يمكن القول أن شعبنا تدمّر، لا مستقبل لنا، وهذا القرار لن يغير من واقعنا شيئا".

ورأت السيدة الفلسطينية أن "الدول العربية لم تقف إلى جانب فلسطينيي غزة، بينما تبقى مواقف الدول الأوروبية شكلية بلا جدوى".

وأكدت أنها عانت من الحرب المتواصلة منذ عامين، لافتة إلى خروجها "زحفا من مكان تواجدها في مخيم الشاطئ بينما كان القصف فوق رؤوسهم".

وتأتي الاعترافات بدولة فلسطين بالتزامن مع إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفرت عن مقتل 65 ألفا و283 فلسطينيا وإصابة 166 ألفا و575 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى مجاعة أودت بحياة 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.