"الهجرة الدولية": نزوح نحو 3 آلاف سوداني جراء الاشتباكات بالفاشر
في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع مع استمرار النزوح من الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي السودان "لاستمرار انعدام الأمن"
Sudan
عادل عبد الرحيم/ الأناضول
أعلنت منظمة الهجرة الدولية، نزوح ما بين 2500 إلى 3 آلاف شخص جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، الأحد، بمدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور (غرب).
وتشهد الفاشر منذ أيام، اشتباكات ضارية بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، إثر هجوم تشنّه الأخيرة على المدينة المحاصرة من خمسة محاور، في محاولة لبسط السيطرة عليها لما تحمله من أهمية استراتيجية.
وأفادت المنظمة الدولية، في بيان: "اليوم، أفادت فرق تتبع حركة النزوح الميدانية بنزوح ما بين 2500 و3000 شخص بسبب الاشتباكات الدائرة في الفاشر".
وأوضح البيان، أن "هذه الأرقام الأولية مرشحة للارتفاع وقابلة للتغيير، نظرًا لاستمرار انعدام الأمن وتسارع وتيرة النزوح".
ووفقًا للفرق الميدانية، أفادت التقارير بنزوح بعض الأشخاص إلى مواقع داخل الفاشر، وربما يتجهون نحو منطقة طويلة و(مدينة) مليط، بشمال دارفور، حسب الظروف الأمنية وقيود الحركة، حسب البيان.
ولفتت المنظمة الدولية، إلى أنه "قبل الاشتباكات التي تم الإبلاغ عنها اليوم، نزح ما يقدر بنحو 2000 شخص من مدينة الفاشر خلال الفترة الممتدة بين 23 و25 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري".
وأشارت إلى أن التقارير الأولية من الفرق الميدانية أشارت إلى أن الأشخاص نزحوا إلى مواقع مختلفة في أنحاء الفاشر و"طويلة" في شمال دارفور.
وأكدت المنظمة، أن الوضع لا يزال متوترًا ومتقلبًا للغاية، في ظل استمرار انعدام الأمن وتطور ديناميكيات النزوح.
والأحد، تواصلت اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في الفاشر، وسط ادعاءات الأخيرة بسيطرتها على مقر الجيش بالمدينة، فيما لم يصدر تعقيب من الجيش والقوات المشتركة للحركات المسلحة المتحالفة معه بشأن ذلك.
إلا أن "المقاومة الشعبية" بالفاشر (متطوعون يقاتلون بجانب الجيش)، أكدوا، في بيان، أن "المدينة لا تزال صامدة أمام هجمات مليشيا الدعم السريع"، معتبرة أن الأخيرة "تشن حملة إعلامية مضللة ومفضوحة، لإثار الهلع والرعب بشأن (ادعاء) دخولها لمقر رئاسة الفرقة السادسة مشاة للجيش، وكأنه يعني سقوط الفاشر".
وتعاني آلاف الأسر في المدينة المحاصرة من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، في ظل انعدام انقطاع الإمداد نتيجة للحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية من قبل الدعم السريع، ما يجعل حياة المدنيين، وخاصة الأطفال وكبار السن، تحت خطر المجاعة والأوبئة.
والخميس الماضي، قالت 4 وكالات تابعة للأمم المتحدة "الهجرة الدولية، ومنظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة (يونيسيف) وبرنامج الأغذية العالمي، ومفوضية اللاجئين، إن هناك 260 ألف مدني محاصرين في الفاشر، بينهم 130 ألف طفل يعانون من نقص الغذاء وانعدام الخدمات الصحية.
وتحاصر "الدعم السريع" الفاشر منذ 10 مايو/ أيار 2024، فيما يسعى الجيش السوداني لكسر الحصار عن المدينة، التي تُعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
ومنذ 15 أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش و"قوات الدعم السريع" حربا لم تفلح وساطات إقليمية ودولية عديدة في إنهائها، وسط معاناة المدنيين.
وقُتل في الحرب نحو 20 ألف شخص وتشرد أكثر من 15 مليونا بين نازحٍ ولاجئ، وفقا لتقارير أممية ومحلية، في حين قدّرت دراسة أعدّتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.
