القاهرة/ الأناضول

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، تطلعهما لأن يسفر اجتماع الآلية الرباعية المقرر عقده في واشنطن خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عن نتائج ملموسة تؤدي إلى وقف الحرب في السودان.

جاء ذلك خلال لقاء جمع الرئيسين، في القاهرة، بحضور رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، ونظيره السوداني الفريق أول أحمد مفضل، بحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية.

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يشهد السودان، الجار الجنوبي لمصر، حربا بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، لم تفلح وساطات إقليمية ودولية في إنهائها.

وأسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

وأوضح بيان الرئاسة المصرية، أن المباحثات تناولت تطورات الأوضاع الميدانية في السودان، والجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى إنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار.

وجدد السيسي، تأكيد دعم بلاده "الكامل لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفضها القاطع لأي محاولات من شأنها تهديد أمنه أو النيل من تماسكه الوطني أو تشكيل أي كيانات حكم موازية للحكومة السودانية الشرعية".

كما تناول اللقاء "أهمية الآلية الرباعية (مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة) كمظلة للسعي لتسوية الأزمة السودانية، ووقف الحرب، وتحقيق الاستقرار المطلوب".

وأعرب الرئيسان عن التطلع لأن "يسفر اجتماع الآلية الرباعية الذي سوف يعقد في واشنطن خلال أكتوبر الجاري، عن نتائج ملموسة بغية التوصل لوقف الحرب وتسوية الأزمة"، وفق البيان.

وتطرق اللقاء إلى "مستجدات ملف مياه النيل، حيث جدد الجانبان رفضهما القاطع لأي إجراءات أحادية تُتخذ على النيل الأزرق، بما يتعارض مع أحكام القانون الدولي ذات الصلة".

وفي السياق ذاته، شدد البرهان، على "وحدة الموقف بين مصر والسودان، وتطابق مصالحهما إزاء قضية السد الإثيوبي"، بحسب البيان المصري.

واتفق الرئيسان، في هذا الإطار، "على تعزيز وتكثيف آليات التشاور والتنسيق بين البلدين لضمان حماية الحقوق المائية المشتركة"، وفق ذات المصدر.

يأتي ذلك في ظل وجود خلافات بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي الذي بدأ بناؤه في 2011، حيث تطالب القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي قانوني ملزم بشأن الملء والتشغيل.

في المقابل، تعتبر إثيوبيا أن الأمر لا يستلزم توقيع اتفاق، وتقول إنها لا تعتزم الإضرار بمصالح أي دولة أخرى، ما أدى إلى تجميد المفاوضات لـ3 أعوام، قبل أن تُستأنف في 2023، وتجمد مرة أخرى في 2024.

وفي وقت سابق الأربعاء، أفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية، بأن المباحثات تناولت مسار العلاقات بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون بينهما في المجالات كافة وتطورات الأوضاع بالسودان، وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ووصل البرهان، الأربعاء، إلى القاهرة في زيارة رسمية غير معلنة المدة.