فائزتان بجوائز إسطنبول: الصورة أداة للحقيقة في أوقات القمع والنزوح
المصورة الفرنسية ماريليز فينو والمصورة الإيطالية فالنتينا سينيس

Istanbul
إسطنبول/ الأناضول
- المصورة الفرنسية ماريليز فينو: المصورون الوثائقيون يحمون الذاكرة ويحفظونها من خلال عملهم، مستخرجين حقائق خفية منها- المصورة الإيطالية فالنتينا سينيس: حين يُخنَق التعبير الشخصي، تصبح كل صورة فعل مقاومة، صرخة صامتة تتحدى النسيان وتستدعي الاهتمام
عبر ذكريات الحرب في جورجيا وصور النساء الأفغانيات تحت حكم طالبان، سلّطت فائزتان بمسابقة "جوائز إسطنبول لأفضل صورة" لعام 2025 الضوء على قوة التصوير الفوتوغرافي كواجب أخلاقي وأداة للحقيقة في أوقات القمع والنزوح.
وفي نسخة المسابقة لعام 2025 التي تنظمها الأناضول، فاز 29 مصورا صحفيا، وشهدت المسابقة منافسة بين 22 ألف صورة في 10 فئات تم التقاطها من مختلف أرجاء العالم.
المصورة الفرنسية ماريليز فينو، الفائزة بالجائزة الثانية لفئة الصورة الفردية، التقطت صورة مؤثرة ترمز إلى "معاناة النازحين بسبب الحروب الإمبريالية وألاعيب القوة".
وتروي صورتها الفائزة التي تظهر امرأة عجوز وبيدها دمية، قصةَ دزابولي بنديلياني، التي فرّت من منطقة أبخازيا الجورجية خلال الحرب الجورجية الأبخازية عام 1992.
وفي حديث للأناضول قالت فينو: "أثناء هروبها مع ابنتها، أسقطت ابنتها دمية، فاستعادتها دزابولي بسرعة. وما زالت هذه الدمية هي كل ما تملكه من حياتها السابقة".
وأضافت: "اخترتُ هذه الصورة لأنها تحمل حزن الزمن الذي شوّهته الحرب. إنها تتحدث عن طفولة لم تُعش بالكامل، وعن شيخوخة غارقة في الصمت، وعن حياة انكشفت قبل أن تكتمل".
-المصورون يحمون الذاكرة
وفي معرض حديثها عن دور التصوير، أكدت فينو أن "كل لحظة نلتقطها بكاميراتنا تحمل معنى. المصورون الوثائقيون يحمون الذاكرة ويحفظونها من خلال عملهم، مستخرجين حقائق خفية منها ومُسلّطين الضوء عليها".
وأضافت: "تبقى الصورة الفوتوغرافية وثيقة للمستقبل، لا سيما في هذه الأوقات التي اتسمت بجرائم حرب في أماكن مثل أوكرانيا وفلسطين".
وحذّرت من المخاطر المتزايدة التي يُشكّلها الذكاء الصناعي في الصحافة المرئية، قائلة: "الصورة المُولّدة بالذكاء الصناعي تُمثّل نقيضا للصحافة التصويرية، التي تتطلّب خوض غمار الميدان، ومواجهة الواقع المُجرّد بتوازن دقيق بين الثقة والتواضع، والسعي إلى الموضوعية".
رحلة معقدة
أما المصورة الإيطالية فالنتينا سينيس ففازت بالجائزة الأولى في مسابقة "قصة حياة يومية"، بسلسلة أعمالها "هل ستفصح النساء الأفغانيات عن حكاياتهن؟" وهو مشروع سعى إلى توثيق الحياة الخفية للنساء في ظل حكم طالبان.
وعن مشروعها قالت: "كان الشروع في مشروع هل ستفصح النساء الأفغانيات عن حكاياتهن رحلة عاطفية معقدة".
وأضافت: "بدأ التحضير قبل وصولي إلى أفغانستان بوقت طويل، وتضمن تخطيطا دقيقا لضمان سلامتي وسلامة النساء اللواتي كنت أهدف إلى تصويرهن".
وأشارت سينيس إلى أنها التقت بأكثر من 50 امرأة وفتاة، شاركت كل منهن قصص صمودهن في مواجهة القيود القاسية والتهديدات الأمنية المستمرة.
ولفتت إلى أنها أرادت التقاط "لحظات يومية تعكس صمودهن وأملهن"، وأن المشروع تطلب تخطيطا دقيقا، وحساسية ثقافية، واحتراما عميقا لسرد قصصهن بأصالة وأمان.
- كل صورة صرخة صامتة
وأردفت: "تُعدّ هذه الصور وسيلة لكسر الصمت المفروض بالنسبة للأشخاص، متيحةً لهم فرصة لمشاركة حقائقهم مع العالم".
وتابعت: "حين يُخنَق التعبير الشخصي، تصبح كل صورة فعل مقاومة، صرخة صامتة تتحدى النسيان وتستدعي الاهتمام".
وأكدت أن التصوير الوثائقي يحمل "قوة ومسؤولية هائلتين" في تشكيل التصورات المجتمعية ودفع عجلة التغيير.
وأوضحت أن هذه المسؤولية تصبح أثقل لدى الحديث عن إبادة جماعية كالتي وقعت في غزة.
وأكملت: "تُشكّل صور الدمار والتشريد واليأس في غزة شهادات عميقة على الفظائع التي تحدث".
ومضت قائلة: "بينما وفرت التطورات التكنولوجية في مجال التصوير الصحفي أدوات متطورة لالتقاط الصور، فإن الذكاء العاطفي للمصور هو في نهاية المطاف أقوى التقنيات".
وأكدت أن هذه القدرة على استشعار المشاعر والاستجابة لها تُمكّن المصورين الصحفيين من التواصل بصدق مع موضوعاتهم، والتقاط لحظات تلهمهم وتروي قصصا آسرة.
جدير بالذكر أن الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا"، وشركة الخطوط الجوية التركية قدمت الدعم والرعاية لمسابقة "جوائز إسطنبول لأفضل صورة 2025" التي رعتها شركة توركسل للاتصالات في نسختها الحادية عشرة، وتنظمها سنويا وكالة الأناضول.
ويمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات حول الصور الفائزة وأعضاء لجنة التحكيم على موقع الجائزة الإلكتروني: istanbulphotoawards.com
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.