الرسامة لمى مهنا: سوريا اليوم بأمس الحاجة إلى الفن والحرية (مقابلة)
الرسامة السورية لمى مهنا قالت للأناضول: بعض لوحاتي لم أستطع عرضها إلا بعد تحرّر سوريا من نظام الأسد
İdlib
دمشق/ الأناضول
الرسامة السورية لمى مهنا قالت للأناضول:- بعض لوحاتي لم أستطع عرضها إلا بعد تحرّر سوريا من نظام الأسد
- سوريا اليوم تحتاج إلى الفن أكثر من أي شيء، لأن الفن هو النفَس الذي يعيد الإنسان
- قصص المهاجرين السوريين الذين غرقوا في البحر أثّرت فيّ بعمق
قالت الرسامة السورية لمى مهنا إن بلادها اليوم بأمس الحاجة إلى الفن والحرية بعد تحررها من نظام الأسد المخلوع الذي كان يضيق على الفن والفنانين.
الرسامة لمى مهنا حولت منزلها في العاصمة السورية دمشق إلى ما يشبه صالة عرض فنية حيث تعرض لوحاتها.
مهنا التي تخرجت في كلية الفنون الجميلة بجامعة بيروت يتضمن منزلها الواقع في منطقة المزة 86 بدمشق لوحات معلَّقة على الجدران، ليبدو البيت وكأنه معرض فني متكامل.
وفي حديث للأناضول، قالت مهنا إنها نشأت في أسرة مثقفة، وتحدثت عن تأثير الصراعات والضغوط السياسية والرقابة في سوريا على الإنتاج الفني.
وأوضحت أن شغفها بالرسم بدأ منذ الطفولة وتطوَّر لاحقا إلى احتراف، وأن لوالدها وهو شاعر وأديب دورا كبيرا في تشكيل مسيرتها الفنية.
وأشارت إلى أنها ورثت مكتبة والدها الكبيرة، فتحوّل منزلها إلى بيت ثقافي تعرض فيه لوحاتها أيضا.

وأضافت: "سوريا اليوم تحتاج إلى الفن أكثر من أي شيء، لأن الفن هو النفَس الذي يعيد الإنسان".
وأكدت أن الضغوط السياسية في البلاد أثّرت على الأعمال الفنية، لافتة إلى أن بعض لوحاتها لم تستطع عرضها إلا بعد "تحرّر سوريا" من نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024.
وروت أن لوحة جسّدَت فيها أجسادا تتعرض للتعذيب تسببت في خوف أصدقائها حين نشرتها عبر وسائل التواصل خلال فترة النظام السابق، فطلبوا منها حذفها فورا.
وذكرت أنها كانت تتلقى عروضا لإقامة معارض في صالات تابعة لجهات رسمية، لكنها رفضت لأنها ما كانت ترغب في عرض فنّها تحت صور القادة السياسيين، في إشارة إلى وجود صور الرئيس المخلوع في كل مكان من المؤسسات الرسمية.
وأضافت: "أنا ضد تقديس الأشخاص. لا يمكن أن أعرض لوحة فيها جسد عار تحت صورة قائد سياسي، فهذا يخالف روح الفن".

وانتقدت الرسامة السورية مظاهر المحسوبية التي كانت منتشرة بين الفنانين في فترة النظام السابق، معتبرة أن غياب معايير الموهبة واعتماد العلاقات الشخصية أضرَّ كثيرا بالمشهد الفني.
كما انتقدت حظر استخدام نموذج الجسد العاري في كليات الفنون الجميلة بعد سقوط النظام، قائلة: "لا يمكن تخيّل رسَّام لا يدرس التشريح. هذا يشبه طبيبا لا يدرس علم التشريح".
وشددت على أن آثار الحرب التي استمرت سنوات طويلة وقصص النزوح انعكست على لوحاتها بوضوح.
وختاما قالت: "قصص المهاجرين السوريين الذين غرقوا في البحر أثّرت فيّ بعمق. قد لا تتعرض للأذى مباشرة لكنك بصفتك فنان تتأثر وتتفاعل مع هذه المآسي".
