
Üsküp
سكوبيه / جهاد علييو – عايدة جاكو / الأناضول
- وادي ماتكا يقع على بُعد نصف ساعة من العاصمة المقدونية سكوبيه- المكان يسحر الزوار بطبيعته وكهوفه المائية ويجمع بين الهدوء والمغامرة
في قلب شمال مقدونيا وعلى بعد دقائق من العاصمة سكوبيه، حيث تتعانق الصخور الجيرية الرمادية مع المياه الزمردية وتغزل الطبيعة لوحاتها الساحرة، يظهر "وادي ماتكا" أيقونة للجمال الطبيعي والهدوء.
هنا تتحول لحظات الزائرين إلى ذكريات لا تُنسى، بين كهوف غامضة وقمم شاهقة ومياه زمردية تعكس جمال الطبيعة في منطقة البلقان.
يقع وادي ماتكا - أحد أجمل الكنوز الطبيعية في منطقة البلقان - على بعد 25 كيلومترًا فقط من العاصمة المقدونية، ويجذب الأنظار بجمال صخوره الجيرية الرمادية التي تعانق المياه الخضراء الزمردية.
هذا المكان الخلاب الذي يمتد على مساحة تقارب 5 آلاف هكتار، يقدم تجربة فريدة تمزج بين الطبيعة والتاريخ وروح المغامرة.
عند الصباح، تنعكس ظلال الصخور المحيطة على مياه الوادي الهادئة، لتتحول تدريجيًا مع ارتفاع الشمس إلى ألوان ذهبية تخطف الأنظار.
أما القوارب التي تنساب بهدوء على سطح الماء، فتأخذ الزائرين في رحلة شاعرية يصاحبها صوت الطيور القادمة من الغابات المحيطة، وكأن الزمن قد توقف.
القوارب الصغيرة التي تجوب الوادي تمنح الزوار لحظات من الصفاء وفرصة لاكتشاف الزوايا المخفية، بينما تتلوّن المشاهد بمسارات تمرّ أحيانًا تحت ظلال الصخور وأحيانًا عبر مساحات تنفتح على السماء وزقزقة الطيور.
** كهف "فريلو"
ومن أبرز محطات الزيارة في وادي ماتكا، كهف "فريلو" الشهير، الذي يمكن الوصول إليه بالقارب أو عبر ممرات مشي ضيقة.
ويجذب الكهف الأنظار بتشكيلاته الطبيعية من الصواعد والهوابط، ومياهه الصافية التي تأسر كل من يدخل إليه، سواء كانوا علماء أو سياحًا.
الرحلات سَيرًا على الأقدام التي تحيط بالوادي، تمنح فرصة فريدة لعشاق الطبيعة للاستمتاع بالهواء النقي، وعبق الأشجار المحمول بالنسمات، وأشعة الشمس التي تتسلل بين أغصان الصنوبر.
** فريد بموقعه
وفي وصفه للوادي، يقول المرشد السياحي جلال رمضان، للأناضول، إنه يتمتع بموقع جغرافي مميز يجعله وجهة استثنائية، ويوفر باقة واسعة من الأنشطة الممتعة.
ويضيف: "هنا يمكنكم السباحة وركوب القوارب وتسلّق الجبال والمشي وركوب الدراجات، كما يوجد قمم شهيرة مثل قمة راسا على ارتفاع 1369 مترًا، وقمة فودنو على ارتفاع 1044 مترًا".
ويتابع رمضان حديثه مشيرًا إلى أن كهف "فريلو" يُصنّف كأعمق كهف مائي في منطقة البلقان، وثالث أعمق كهف مائي في أوروبا.
ويردف: "يتكوّن الكهف من ثلاثة أقسام هي الجزء العلوي، والجزء الجاف، ومدخل الكهف تحت الماء، بعرض 4 أمتار وارتفاع مترين".
ويؤكد أن المنطقة تستقطب اهتمامًا كبيرًا من السياح المحليين والأجانب على حد سواء، لافتًا إلى أن السياح الأتراك هم من أكثر الزائرين ترددًا على المكان.
** لغة الطبيعة
الزائرة التركية إرم سلطان شن القادمة من مدينة مرسين جنوب تركيا، تقول للأناضول: "رأينا صور هذا المكان أثناء بحثنا على الإنترنت عن وجهات للزيارة، فأعجبنا جدًا وقررنا القدوم".
وتتابع: "أجرينا جولة بالقارب وكان المنظر رائعًا، والمياه براقة. الكهف يذكرني ببعض الكهوف الموجودة في مرسين".
أما السائح النرويجي يود بارد، فيشير إلى أن "طبيعة شمال مقدونيا ساحرة، وأطباقها لذيذة جدًا".
ويضيف: "لم نركب القارب بعد، لكننا وصلنا إلى الكهف عبر الطريق الجبلي وكان ذلك ممتعًا، الكهف رائع وبارد وهواؤه نقي ويمنح شعورًا بالانتعاش لا يُوصف".
** بعيدة عن الضجيج
وادي ماتكا، الذي يبعد نحو 30 دقيقة بالسيارة من مركز سكوبيه، يُعدّ ملاذًا مثاليًا للراغبين في الهروب من صخب المدينة، سواء في رحلات قصيرة أو من خلال التخييم في المنطقة.
ويُصنّف الوادي كواحد من أكثر الأماكن التي يفضلها السكان المحليون لقضاء عطلاتهم، فهو قريب جغرافيًا من المدينة لكنه بعيد عن ضجيجها وضغوط الحياة اليومية.
وفي مشهد لا يُنسى، يمكن للزائر أن يستقبل شروق الشمس بين الصخور الرمادية في الصباح الباكر، ثم يختم يومه بالتجديف في مياه الوادي الباردة، مستسلمًا لحضن الطبيعة وسحرها الذي لا يُقاوم.