من ملاعب كأس إفريقيا إلى المجتمع.. مبادرات مغربية لتعزيز القيم (تقرير)
المغرب يسعى إلى توظيف بطولة كأس إفريقيا لكرة القدم لتقوية التضامن والتسامح والمواطنة
Rabat
الرباط / الأناضول
- المغرب يسعى إلى توظيف بطولة كأس إفريقيا لكرة القدم لتقوية التضامن والتسامح والمواطنة- مدير اليونسكو بالمغرب العربي شرف أحمد: كرة القدم تتيح فرصا حقيقية لبناء جسور التواصل
- الباحث محمد زريات: برنامج اليونسكو وكأس أمم إفريقيا يهدف لتعليم الشباب مهارات تفيدهم بحياتهم
لكرة القدم أدوار في التوعية وتعزيز القيم والحوار تضاف إلى كونها رياضة عالمية، لذلك يسعى المغرب إلى توظيف بطولة كأس أمم إفريقيا التي يستضيفها أواخر العام الجاري لتقوية التضامن والتسامح بين الشعوب وتعزيز مفهوم المواطنة.
ولا تقتصر كرة القدم على الملاعب ومدرجات الجماهير، بل ترتبط بتقوية قيم لدى الأجيال والشباب، سواء من خلال أفكار وتصرفات اللاعبين والمدربين، فضلا عن المبادرات التي يقومون بها من زيارات لدور الأيتام أو باقي المبادرات الاجتماعية والإنسانية الأخرى.
ويراهن المغرب على تحويل بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم التي يستضيفها بين 21 ديسمبر/كانون الأول 2025 و18 يناير/كانون الثاني 2026، إلى منصة لإبراز قدراته التنظيمية وتعزيز مكانته الاقتصادية عالميا.
كما يسعى لتوظيف البطولة القارية كمحطة اختبار قبل استضافة مونديال 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، وما يرتبط بذلك من مشاريع ضخمة في البنى التحتية واللوجستيات والسياحة.
** مبادرات تطوعية
اللجنة المحلية المنظمة للبطولة دربت 15 ألف متطوع من أنحاء البلاد، بينهم أكثر من ألف طالب إفريقي مقيمون بالمغرب، بهدف المشاركة في تنظيم هذا العرس الإفريقي، لا سيما فيما يخص التعامل مع الجماهير في محطات القطارات والساحات العامة والمطارات والفنادق.
ويهدف البرنامج المنظم بالشراكة مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (حكومي)، إلى الاستفادة من الشباب المغربي والإفريقي في مجالات الاستقبال والتوجيه ومواكبة الجماهير، بحسب بيان للجنة المنظمة.
وتهدف هذه الخطوة إلى تقوية تقنيات التواصل مع الجمهور، وتعزيز قيم التبادل الثقافي، والعمل الجماعي.
ولا تقتصر المبادرات على البرامج الرسمية، بل يعمل لاعبون مشهورون على تمرير بعض القيم داخل الملاعب، مثل رفع علم فلسطين، أو كتابة عبارة تدل على قيمة الوالدين، فضلا عن إطلاق مبادرات اجتماعية وإنسانية خارج الملاعب، بحسب اللجنة المنظمة.
ولا تزال صور سجود لاعبي المنتخب المغربي لكرة القدم، واحتفالهم مع أمهاتهم داخل الملاعب، خلال مونديال قطر 2022 راسخة في أذهان المغاربة والكثير من البلدان الأخرى.
** قيم الرياضة
ومن بين هذه المبادرات أيضا إطلاق برنامج "اليونسكو – كأس الأمم الإفريقية للمواطنة"، المنظم بشراكة بين منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" ومؤسسة المغرب 2030، بهدف تعزيز الإرث الاجتماعي للفعاليات الرياضية الكبرى.
وقال شرف أحمد، المدير الإقليمي لليونسكو بالمغرب العربي، إن البرنامج يندرج في إطار برنامج “اليونسكو حول قيم الرياضة”، ويتيح فرصا للمنضمين للمشاركة في ورشات عمل تعنى بتعزيز قيم الرياضة، مثل المساواة والاحترام.
وأضاف أحمد في تصريحات للأناضول أن الرياضة بشكل عام وكرة القدم على وجه خاص تتيح فرصا حقيقية لبناء جسور التواصل بين الشعوب، سواء على المستويات الدولية أو المحلية.
وأوضح أن البرنامج سينطلق ابتداء من مدينة سلا (غرب)، مرورا بعدة مدن أخرى، حيث سيتم التعامل مع أكثر من 2000 مشارك ومشاركة عبر مختلف مناطق المملكة.
وأكد أن هذه المبادرة تشكل فرصة مهمة للشباب المغربي للاستفادة من الدينامية التي تخلقها الفعاليات الدولية التي تحتضنها المملكة، في سبيل تنظيم فعاليات كبرى أخرى، مشيرا إلى أن اليونسكو ستكون حاضرة لدعم هذه الجهود.
** مهارات الشباب
وقال الباحث في المجال الرياضي محمد أمين زريات، إن المبادرات المواكبة لمجال كرة القدم تهدف إلى التشارك في قيم الرياضة مع الشباب، ومنحهم الفرصة لتطوير مهاراتهم التقنية والفكرية والاجتماعية في المجال الرياضي.
وفي تصريح للأناضول، أكد زريات أهمية إبراز "كيف يمكن توظيف الرياضة بطريقة مختلفة، ليس فقط كرياضة تنافسية، بل أيضا كوسيلة لترسيخ القيم، وتعزيز قدرات الشباب والشابات المشاركين فيها".
وأشار إلى أن بعض المبادرات مثل برنامج "اليونسكو – كأس الأمم الإفريقية للمواطنة" يهدف إلى تعليم الشباب مهارات تفيدهم في حياتهم اليومية، وفي مسارهم الدراسي، ومع أسرهم، وكذلك في مستقبلهم.
وفوق عشب 9 ملاعب موزعة على 6 مدن، يستضيف المغرب بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 2025، في حدث رياضي هو الأبرز قاريا خلال العام.
وتخوض المنتخبات المشاركة في البطولة مبارياتها في ملاعب الرباط والدار البيضاء غربي البلاد، وأكادير في الوسط، ومراكش وفاس وطنجة شمالا.
والمنشآت الرياضية في المغرب طورتها المملكة عبر استثمارات ضخمة في البنية التحتية، استعدادا للبطولة القارية ولتنظيم كأس العالم 2030 بالشراكة مع كل من إسبانيا والبرتغال.
