الدول العربية, التقارير, فلسطين, قطاع غزة

من مقبرة الأحياء.. الفلسطيني دحلان يتنفس الحرية بعد 21 شهرا بالأسر (تقرير إخباري)

عبد المعز دحلان تحدث للأناضول واصفا خروجه من معتقلات إسرائيل بأنه "عودة من مقبرة الأحياء إلى الحياة"..

Ramzi Mahmud  | 13.10.2025 - محدث : 13.10.2025
من مقبرة الأحياء.. الفلسطيني دحلان يتنفس الحرية بعد 21 شهرا بالأسر (تقرير إخباري)

Gazze

غزة/ رمزي محمود/ الأناضول

على بوابة مركز استقبال الأسرى الفلسطينيين في مجمع ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وقف الأسير المحرر عبد المعز دحلان، بوجه متعب وعينين غائرتين وملامح تختصر حكاية 21 شهرا من التعذيب والمعاناة.

لكن كل ذلك تلاشى في لحظة واحدة حين احتضن طفلته الصغيرة، التي ارتدت الكوفية الفلسطينية وتمسكت به بقوة، فغمرته دموع الفرح كأنها تغسل آثار الشهور التي قضاها خلف القضبان.

**مقبرة الأحياء

"الحمد لله.. طالعين من مقبرة الأحياء"، قال دحلان بصوت مرتجف وهو يصف شعوره بالحرية بعد الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل بين حركة حماس وإسرائيل التي دخلت حيز التنفيذ ظهر الجمعة.

وتحدث دحلان عن شعوره بعد تحرره من السجن الإسرائيلي بثقة رغم علامات الوهن التي تركها الاعتقال الطويل، وقال: "شعور لا يوصف.. الفضل لله ثم لشعبنا الذين صمد، وللمقاومة التي لم تدخر جهد من أجل تحريرنا".

وبين جموع المستقبلين، كان يحيه الفلسطينيون ويقدمون له التهاني، ويربتون على كتفيه، فيما كان يوزع ابتسامات متعبة، يختلط فيها الامتنان بالألم، والفخر بالدموع.

وتمنى وهو يتحدث لمراسل الأناضول أن ينعم زملائه في الأسر بالحرية، مؤكدا أنهم يعيشون ظروفا غاية في الصعوبة.

ودحلان هو واحد من مئات الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال حرب الإبادة على قطاع غزة، وأفرجت عنه اليوم الاثنين، ضمن صفقة تبادل بين حركة "حماس" وإسرائيل، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار دخلت مرحلته الأولى حيز التنفيذ، الجمعة الماضية.

ووفق ما ينص عليه الاتفاق، أتمّت "حماس"، الاثنين، إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء من غزة، إضافة إلى تسليم رفات 4 من جثامين 28 أسيرا تقول إسرائيل إنهم موجودين في غزة، على أن يتم استكمال تسليم البقية في وقت لاحق لم يُعلن بعد.

فيما قالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في فلسطين في بيان مشترك، أن إسرائيل أفرجت اليوم عن 1968 أسيرا بينهم 250 من المحكومين بالمؤبد و1718 من أسرى غزة اعتقلوا بعد الحرب.

يأتي ذلك وسط اتهامات فلسطينية لتل أبيب بالتلاعب بقوائم الأسرى.

**لن نسامح

وتذكر دحلان اللحظات القاسية والجوع الطويل في السجن، وقال: "لن ننسى، ولن نغفر، ولن نسامح".

كلماته كانت تختصر وجع مئات الأسرى الفلسطينيين من غزة أفرج عنهم مؤخرا بعد اعتقالهم خلال حرب الإبادة، كثير منهم عانوا من التعذيب، وسوء المعاملة، والحرمان من الطعام والدواء.

وفي لحظة مؤثرة، احتضن دحلان زوجته وطفلته، وكأنه يحتضن الحياة من جديد.

وكان الأسرى الفلسطينيين وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي جنوبي غزة بأوضاع صحية صعبة بعد أشهر وأعوام من الاعتقال، تعرضوا خلالها لأنواع مختلفة من التعذيب.

وقال مراسل الأناضول إن علامات التعذيب كانت واضحة على أيدي وأرجل بعض الأسرى المفرج عنهم، في حين بدا الهزال الشديد على أجساد كثيرين منهم نتيجة سياسة التجويع التي انتهجتها إسرائيل بحقهم.

وأشار إلى أنه تم نقل عدد من الأسرى إلى المجمع بسيارات الإسعاف، فيما تم نقل بعضهم الآخر على كراسٍ متحركة، فيما لوحظ عدم قدرة الكثيرين من على الحركة أو الكلام.

واستقبل آلاف الفلسطينيين بغزة الأسرى المفرج عنهم، واحتشد مئات منهم في ساحات المشفى، فيما تجمع آخرون في الخارج بانتظار وصولهم.

وفي الضفة الغربية المحتلة، وصل في وقت سابق الاثنين عدد من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من سجن "عوفر" الإسرائيلي إلى مدينة رام الله (وسط).

وجرى نقل الأسرى المحررين بحافلات تابعة للصليب الأحمر، عبرت من محيط سجن "عوفر" باتجاه بلدة بيتونيا قبل وصولها إلى رام الله.

والخميس، أعلن ترامب توصل إسرائيل و"حماس" لاتفاق على المرحلة الأولى من خطته، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بشرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.

ويستند الاتفاق إلى خطة طرحها ترامب، تقوم على وقف الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع، ونزع سلاح "حماس".

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و869 قتيلا، و170 ألفا و105 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.​​​​​​​

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın