
Istanbul
إسطنبول / بيبرس جان / الأناضول
** رئيس الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي في تركيا مهدي الجميلي:- يشارك مراكز ثقافية وعلمية وبحثية وأصحاب مكتبات من بلغاريا ومقدونيا والنرويج وفرنسا والسويد وفلسطين
- الحرف العربي أصبح مائدة تجمع الشعوب الإسلامية وفيها يكمن البعد الثقافي لمعرض الكتاب بإسطنبول
** المنسق العام لمعرض إسطنبول للكتاب العربي محمد أغير أقجه:
- معرض الكتاب أصبح عرسا ثقافيا عربيا وسط إسطنبول
- نعتز بالحرية المطلقة لنشر الكتب، ويمكن للقارئ أن يجد ما يبحث عنه في المعرض
يشكل "معرض إسطنبول للكتاب العربي" ملتقى عشاق لغة الضاد من كافة أنحاء العالم، وبات وجهة لا تقتصر على العرب وحسب بل أيضا لمتقني العربية من الأتراك والأجانب القادمين من دول أخرى.
ويعد موقع مدينة إسطنبول الرابط بين قارتي آسيا وأوروبا وقربه من إفريقيا عاملا مهما للراغبين باقتناء الكتب العربية من القراء الذين يعانون صعوبات في الحصول عليها، وحتى لدور النشر والمكتبات المعنية بالثقافة واللغة العربية في أوروبا وآسيا.
السبت الماضي، انطلقت النسخة العاشرة من "معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي" تحت شعار "وتبقى العربية"، بمشاركة أكثر من 300 دار نشر من 20 دولة.
كما يشارك في المعرض الذي يعقد في "صالة أوراسيا" بمركز يني قابي للمعارض، مجموعة واسعة من الجامعات والمدارس ومنظمات مدنية.
ويشرف على تنظيم المعرض الذي يستمر حتى 17 أغسطس/ آب "الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي"، بالتنسيق مع اتحاد الناشرين الأتراك، وجمعية الناشرين الأتراك، وبدعم من وزارة الثقافة التركية، وغرفة تجارة إسطنبول، وتعد وكالة الأناضول شريكا إعلاميا فيه.
** 150 ألف عنوان كتاب
وفي حديث للأناضول قال رئيس الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي في تركيا مهدي الجميلي، إن المعرض بنسخته العاشرة ضم نحو 150 ألف عنوان كتاب من مختلف التفرعات.
وأشار إلى أن المعرض يشهد حضورا عربيا رسميا لعدد من وزارات الثقافة العربية، والأمين العام لاتحاد الناشرين العرب بشار شبارو، ورؤساء اتحادات النشر في الدول العربية.
ووصف الجميلي المعرض بأنه "تظاهرة ثقافية كبيرة في إسطنبول، ويتجاوز حدود كونه معرض كتاب".
وأوضح أنّ البرنامج الثقافي للمعرض "يضم أكثر من 100 محاضرة وندوة وأمسية شعرية وأدبية، يشارك فيها عدد كبير من العلماء والأدباء والشعراء من العرب في كافة أنحاء العالم".
وبحسب الجميلي فإن استضافة إسطنبول لمعرض الكتاب العربي "يحمل أهمية تجارية وثقافية، الأمر الذي يفسر جانبا من حضور الكبير لعشاق العربية من دول آسيوية وأوروبية".
وقال: "بدأنا العمل في إسطنبول عام 2014 كجمعية ناشري الكتاب العربي، وبلغ حاليا عدد أعضائها أكثر من 100 عضو (دار نشر)، واتبعنا سياسة من أجل أن تكون تركيا مركزا لطباعة الكتاب العربي وتوزيعه واليوم تحقق هذا الهدف".
وأشار الجميلي إلى أنّ دور النشر "أصبحت تطبع الكتب العربية في تركيا وتوزعها في الدول العربية والعالم".
وقال: "أصبح معرض الكتاب العربي بإسطنبول مثل سوق عكاظ (في شبه الجزيرة العربية بحقبة الجاهلية) يلتقي فيه الناشرون ويعرضون كتبهم".
ولفت إلى أن معرض الكتاب بات يجذب حضورا نوعيا قائلاً: "يشارك في المعرض مراكز ثقافية وعلمية وبحثية وأصحاب مكتبات يحضرون من بلغاريا ومقدونيا والنرويج وفرنسا والسويد وفلسطين المحتلة يجمعون الكتب من المعرض".
وبين الجميلي أن "توزيع الكتاب العربي من إسطنبول إلى أوروبا وآسيا بات أقل تكلفة من نقله سواء من بيروت أو القاهرة".
ومن الناحية الثقافية أشار إلى أن تركيا "أصبحت قبلة لمن ضاقت بهم أوطانهم والأمر لا يقتصر على العرب بل على جاليات إسلامية مليونية تقرأ الكتاب العربي".
وقال: "لمسنا هذا الشيء في المعرض، قراء العربية من غير العرب يأتون بكثرة في الساعات الأولى من افتتاح المعرض سواء من المقيمين داخل تركيا أو ممن يأتي من خارجها".
وأضاف: "هذا الحرف (العربي) أصبح المائدة التي تجتمع إليها الشعوب الإسلامية ومنها يكمن البعد الثقافي لمعرض الكتاب العربي بإسطنبول".
** عرس ثقافي عربي
ومن جانبه وصف المنسق العام للمعرض محمد أغير أقجه الفعالية بأنها "عرس ثقافي عربي وسط إسطنبول".
وأكد "عدم وجود قيود على الكتب"، مشيرا إلى أن "كافة الكتب من كل التفرعات العلمية والثقافية والدينية موجودة في المعرض".
وقال أغير أقجه: "نحن نعتز بالحرية المطلقة لنشر الكتب، والقارئ بإمكانه أن يجد ما يبحث عنه من الكتب هنا".
وأشار إلى الحضور المغاربي اللافت متمثلا بمشاركة وزارتي الثقافة الجزائرية والمغربية إلى جانب مشاركة كبرى دور النشر العربية.
ويشهد المعرض بحسب أغير أقجه "توقيع بروتوكولات تعاون مستقبلية بين دور نشر تركية وعربية".
** إعجاب بالمعرض
وأعرب دانييل أحمد شاه من روسيا في حديث للأناضول، عن إعجابه الشديد بالمعرض قائلاً: "كنت أبحث عن كتب ابن خلدون وكتب إخوان الصفا ووجدتها هنا".
وأشار أحمد شاه الذي يدرس الفقه الإسلامي بولاية بورصة التركية وحضر خصيصا إلى إسطنبول لحضور المعرض إلى أن الحدث أتاح له "فرصة كبير للوصول إلى الكتب والمراجع العربية"، معربا عن "إعجابه الكبير بحضور القضية الفلسطينية وغزة بالمعرض".
أما الزائر الماليزي يوسف إبراهيم، أشار إلى أنه قدم للمعرض من السعودية، وأن أكثر ما لفت نظره مشاركة عدد كبير من دور النشر.
وقال إبراهيم للأناضول: "رأينا دور نشر من المغرب الغربي ومن مصر وغيرها، هذا المعرض يعتبر حدثا عالميا للكتاب العربي".
وأكثر ما لفت نظر إبراهيم في المعرض هو "الكتب الدينية التي كان يبحث عنها بحكم تخصصه في الفقه الإسلامي".
أما آمنة عادل بدوي الفلسطينية من غزة، فأعربت عن سعادتها لما رأته من "حضور للقضية الفلسطينية ولغزة (التي تشهد إبادة جماعية إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) في المعرض".
وقصدت بدوي معرض إسطنبول للكتاب العربي من أجل صقل ثقافتها أكتر من خلال اقتنائها للكتب لا سيما الروايات وفق ما قالت.