متحف وقلعة وشلالات.. سينوب التركية لؤلؤة البحر الأسود (تقرير)
- تتميز بشواطئها التي جعلتها مركز جذب لعشاق السياحة الساحلية وشوارعها المحاطة بالأسوار وتراثها الثقافي وجمالها الطبيعي

Istanbul
إسطنبول/ عائشة حُميراء أقغون/ الأناضول
- تتميز بشواطئها التي جعلتها مركز جذب لعشاق السياحة الساحلية وشوارعها المحاطة بالأسوار وتراثها الثقافي وجمالها الطبيعي- تضم معالم طبيعية وتاريخية جذابة أهمها مسجد علاء الدين والقلعة والمحميات الطبيعية والشلالات
- مقهى يالي أحد أقدم منشآت المدينة وأكثرها جمالا، يطل على البحر الأسود، وكان في الماضي وجهة للبحارة والمسافرين
- تقع محمية هامسيلوس التي تضم ميناء طبيعيا، على بُعد 14 كيلومترًا من مركز المدينة
وسط أحضان الطبيعة في البحر الأسود، تبدو ولاية سينوب شمالي تركيا وكأنها متحف مفتوح، وتستقطب مئات آلاف السياح المحليين والأجانب بفضل تاريخها الذي يمتد على مدى آلاف السنين.
الولاية تتميز بشواطئها التي جعلتها مركز جذب لعشاق السياحة الساحلية، فضلا عن شوارعها المحاطة بالأسوار، وتراثها الثقافي، وجمالها الطبيعي.
وتزخر سينوب بالعديد من آثار الحضارات التي تعاقبت على المنطقة، لا سيما العثمانية والفارسية.
وكانت الولاية منذ العصور القديمة مركز تجارة ونقطة عبور من الشواطئ الشمالية للبحر الأسود إلى الأناضول والبحر الأبيض المتوسط.
وتستقبل الولاية زوارها على مدار العام لما تزخر به من معالم سياحية، مثل السجن التاريخي المدرج على قائمة التراث العالمي المؤقتة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، وخليج هامسيلوس، وشاطئ قره قم الممتد على طول الساحل.
ويعد مسجد علاء الدين ومدرسة برفانه، اللذان يحملان آثار العصرين السلجوقي والعثماني في المدينة، من بين المعالم السياحية التي تجذب الزوار المحليين والأجانب.
ويمكن لعشاق الطبيعة اكتشاف المناظر الفريدة للبحر الأسود في خليج هامسيلوس، بينما تتمتع المنطقة بمعالم طبيعية خلابة أبرزها منارة إنجه بورون، وشلالات أرفلك تاتليجه.
**متحف سينوب والقصر
افتُتح متحف سينوب الأثري عام 1941، قبل أن تبدأ عملية تحسينه 1970، وبعد إجراء تعديلات تتماشى مع النهج المعاصر للمتاحف، أُعيد افتتاحه للجمهور في أبريل/ نيسان 2006.
ويضم المتحف قطعا أثرية اكتشفت في الجزء الغربي من المدينة، كما يتمتع بقيمة كبيرة من ناحية الذاكرة الثقافية للبلاد على المستويين المحلي والوطني، حيث شهدت المدينة حضارات مختلفة عبر التاريخ.
وتمتلك سينوب ثراء أثريا يتعلق بالتقاليد البحرية والتجارية
وليس المتحف الشيء الوحيد الذي يلفت الانتباه، بل يشاطره الأهمية قصر أوسلان الذي يقع في حي كفوي، ويتكون من ثلاثة طوابق مبنية من الأحجار ومزيج من الإطارات الخشبية والطوب.
ويضم الطابق الأول من القصر معرضا ومطبخا وقاعة، فيما الطابق الثاني يعرض مجوهرات وسيوف وأنوال النسيج المستخدمة في سينوب والمناطق المحيطة بها.
أما في الطابق الثالث، فيتم تصوير الحياة في القصر العثماني في قاعة كبيرة، فضلا عن وجود أربع غرف مخططة بشكل متماثل.
**مسجد ومدرسة وقلعة
ومن الأبنية التاريخية في سينوب مسجد علاء الدين، الذي تم بناؤه مباشرة بعد فتح الدولة السلجوقية لولاية سينوب عام 1214، بحسب النقوش الموجودة في سجلات التأسيس التي تخص السلطان السلجوقي علاء الدين كيكوبات.
ويشبه المسجد بفنائه الواسع مخطط الجوامع في العصور الأولى، وقد خضع لعدة ترميمات خلال الحقبة العثمانية.
أما محرابه الرخامي فيحمل زخارف متقنة على الطراز السلجوقي، ما يثير اهتمام الزائرين.
كما تقع مدرسة برفانه مقابل المدخل الشمالي لفناء مسجد علاء الدين، وبناها الوزير السلجوقي معين الدين سليمان برفانه.
وتستخدم المدرسة ذات الفناء المفتوح حاليا، لأغراض ثقافية وسياحية، كما تضم سوقا لمتاجر الحرف اليدوية والمنتجات المحلية الفريدة في سينوب، فضلا عن وجود مقاهٍ ومطاعم في ساحتها المفتوحة.
وتعتبر قلعة سينوب واحدة من المعالم المهمة في الولاية، إذ يعود تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد، ويُعتقد أن مستعمري ملطية (مدينة إغريقية قديمة) هم من بناها للدفاع عن المدينة.
وفي عهد مملكة البنطس، وتحديدًا في عهد الملك ميثريداتس الرابع، رُممت أسوار القلعة وأُحيطت المدينة بالأسوار، بينما خضعت القلعة فيما بعد لعمليات ترميم مختلفة خلال العصور الرومانية والبيزنطية والسلجوقية والعثمانية، وتم تعزيزها لأغراض دفاعية وأضيفت إليها بعض الهياكل.
**مقهى ومحميات وشلالات
يُعد مقهى يالي أحد أقدم منشآت المدينة وأكثرها جمالا، بموقعه المطل على البحر الأسود، حيث كان في الماضي وجهة شهيرة للبحارة والمسافرين.
ويوجد أيضا سجن سينوب التاريخي الذي بني عام 1887 في عهد الوالي ويسل باشا، وسُجن فيه بعض الشخصيات الأدبية والسياسية.
وفي عام 1999 تم تحويل السجن إلى متحف يقصده الزوار المحليون والأجانب إلى جانب المواقع الأثرية الأخرى بالولاية.
وتقع محمية هامسيلوس التي تضم ميناء طبيعيا فريدا من نوعه، إلى جانب مستنقعات وكثبان رملية ومناطق حرجية، على بُعد 14 كيلومترًا من مركز المدينة.
وتتيح المحمية إمكانية رؤية الميناء الذي يعود تاريخه إلى العصور القديمة، ومقابر البحارة القدماء، وحمام نساء.
ولعل منارة إنجه بورون التي تعمل بالولاية منذ عام 1863 تُعتبر أقصى نقطة شمالا في تركيا، وتبعد نحو 20 كيلومتر عن مركز سينوب.
كما تتزين الطبيعة في الولاية بشلالات أرفلك تاتليجه التي تتكون من 28 شلالا بأحجام مختلفة، وتوفر إمكانية ممارسة أنشطة، مثل مراقبة الطيور والتصوير الفوتوغرافي، وتضم مسارات خشبية للمشي، وشرفات للمشاهدة، ومقهى، وكشك، وملاعب للأطفال.
وفي أغسطس/ آب المنصرم، قال فاتح غوزل مدير الثقافة والسياحة في سينوب للأناضول، إن المدينة تستضيف حوالي 600 ألف شخص يوميا خلال موسم الصيف للاستمتاع بشواطئها التي تعتبر ملجأ الفارين من الحرارة المرتفعة.
وأكد غوزول أن المدينة بماضيها التاريخي وموقعها الاستراتيجي على البحر الأسود، تعد وجهة سياحية جذابة للغاية وخاصة في أشهر الصيف، مشيرا إلى أن مستويات ملوحة البحر المنخفضة وصفاء مياهه وهدوئه تجعل السياحة البحرية فيها مرغوبة للغاية.