لقاء ترامب ونتنياهو في عيون محللين إسرائيليين (تقرير إخباري)
وفق ما نشره إعلام عبري في تقارير ومقالات الثلاثاء، تعقيبا على لقاء جمع نتنياهو وترامب مساء الاثنين في فلوريدا
Quds
القدس / الأناضول
وفق ما نشره إعلام عبري في تقارير ومقالات الثلاثاء، تعقيبا على لقاء جمع نتنياهو وترامب مساء الاثنين في فلوريدا- المعلق السياسي في صحيفة "معاريف" ماتي توشفيلد: ترامب احتضن نتنياهو كزعيم مفضل وأثر فعليا على الانتخابات الإسرائيلية
- المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إيتمار آيخنر: ترامب منح نتنياهو ضوءا أخضر لشن هجوم على إيران ودعا إلى العفو عنه
- المحلل في صحيفة "إسرائيل اليوم" داني زاكن: إعادة إعمار غزة ستبدأ قريبا جدا
- المعلق في موقع "واللا" الإخباري باراك ساري: مديح ترامب لنتنياهو مرتبط برغبته في إنهاء الحروب بشكل عامل والانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة
قال محللون إسرائيليون إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حصد مكاسب سياسية وأمنية خلال لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما يتعلق بوضعه الداخلي والهجوم على إيران، دون تبني موقف تل أبيب بالكامل بخصوص غزة وتأكيده وجود "إعمار قريب" بالقطاع.
جاء ذلك وفق ما نشره إعلام عبري في تقارير ومقالات الثلاثاء، تعقيبا على لقاء جمع نتنياهو مع ترامب في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا مساء الاثنين.
وأثار المديح المتكرر الذي وجهه ترامب لنتنياهو انتباه عدد من المعلقين الإسرائيليين، الذين رأوا فيه "احتضانا سياسيا"، في وقت تستعد فيه إسرائيل لاحتمال إجراء انتخابات عامة خلال عام 2026.
ورسميا تنتهي ولاية الكنيست (البرلمان) الحالي في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ومع ذلك فإن العديد من الأوساط الإسرائيلية لا تستبعد انتخابات مبكرة ربما في يونيو/ حزيران 2026.
وخلال مؤتمر صحفي عقده ترامب أثناء استقباله نتنياهو، قال إنه يدعم "هجوما سريعا" على إيران إذا استمرت في تطوير قدراتها النووية، ولم تذهب لاتفاق.
وفي حديثه عن ملف غزة، قال ترامب إنه "يسارع الخطى بخصوص صفقة السلام"، وأكد العزم على "نزع سلاح حماس".
فيما قال إن عملية إعادة إعمار غزة "ستبدأ قريبا" دون تحديد مدة زمنية، لافتا إلى أنه سيبحث هذا الملف مع نتنياهو خلال اللقاء.
** دعم سياسي
المعلق السياسي في صحيفة "معاريف" ماتي توشفيلد، قال: "ترامب لم يدعم إسرائيل فقط، بل احتضن نتنياهو كزعيم مفضل، وانحاز إلى خطوطه في غزة وإيران، وأثر فعليا على الانتخابات الإسرائيلية".
وتحت عنوان: "العناق الذي سيشل المعارضة: نتنياهو عاد مع البضائع الموعودة"، أضاف توشفيلد: "تصريحات ترامب الواضحة والحاسمة تشير إلى أن فوز نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية لا يقل أهمية بالنسبة له عن أمن إسرائيل".
وأشار إلى أن حالة القرب من نتنياهو والتي أبداها ترامب "ستبقى مستمرة في حملة حزب الليكود القادمة"، لافتا إلى أن نتنياهو سيحاول توظيفها في دعايته الانتخابية.
وتابع توشفيلد أن نتنياهو سيحاول إيصال رسالة مماثلة للجمهور الإسرائيلي، الذي سيتوجه إلى صناديق الاقتراع خلال أقل من عام، مفادها أن استمرار ولايته لا يخدم مصلحته الشخصية فقط أو مصلحة الليكود والائتلاف اليميني بل إنه "يصب في المصلحة الوطنية"، وفق قوله.
وأضاف: "بعد الانتخابات في إسرائيل، سيبقى لدى ترامب أكثر من عامين في البيت الأبيض، والسؤال الذي سيطرح في حملة الليكود (...) من تود أن يعمل مع زعيم أهم قوة في العالم؟ سواء صدقوا ذلك أم لا فهذا موضوع آخر. سيبذل نتنياهو قصارى جهده ليكون ورقة ضغط. أما ترامب، فقد قام بالفعل بدوره".
** دعم أمني
من جهته، اعتبر المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إيتمار آيخنر، أن ترامب منح نتنياهو ضوءا أخضر لمهاجمة إيران، بينما دعا لمنحه العفو عن تهم الفساد الموجهة إليه.
وقال آيخنر: "منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضوء الأخضر للهجوم على إيران وأعرب مرة أخرى عن دعمه لمنح العفو لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
يأتي ذلك وسط تصاعد الحديث في الإعلام العبري عن استعدادات إسرائيلية لمهاجمة إيران مجددا بدعوى تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية.
** ملف غزة
وفيما يتعلق بملف غزة، قال آيخنر إن ترامب لم يربط بين بدء المرحلة الثانية من خطته لإنهاء الحرب الإسرائيلية، وإعادة جثة آخر أسير من القطاع.
وهذا ما تصر عليه تل أبيب من أجل الشروع في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار المستند إلى خطة ترامب، والذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتقول حركة "حماس" إن عملية البحث عن هذه الجثة تحتاج إلى وقت بسبب حجم الدمار الهائل الذي خلفه عامان من الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال محلل "يديعوت أحرونوت": "ترامب، الذي التقى أيضا بعائلة ران جويلي ووعدهم بأنه سيعيد (جثة) ران (من غزة)، مهتم بالتقدم إلى المرحلة الثانية ولا يخلق صلة بين عودة آخر مختطف، والتقدم في الاتفاق".
وأوضح أن ترامب تطرق أيضا إلى "قضية نزع سلاح حركة حماس، بينما لم يذكر جداول زمنية لذلك".
من جانبه، قال المحلل في صحيفة "إسرائيل اليوم" داني زاكن، إن ترامب كرر موقفه من ضرورة "نزع حماس للسلاح فورا"، معتبرا أن ذلك "تصريح مهم".
لكنه في السياق نفسه، أشار إلى أن ترامب أكد أيضا أن "إعادة إعمار غزة ستبدأ قريبا جدا"، دون ذكر موعد زمني.
وسبق أن اشترط نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون بدء إعمار غزة بنزع سلاح حركة حماس، وخروجها من المشهد السياسي.
وتشمل المرحلة الثانية من خطة ترامب لوقف إطلاق النار بغزة "تشكيل لجنة تكنوقراط مؤقتة لإدارة القطاع، وملف الإعمار، وتشكيل مجلس السلام، وإنشاء قوة دولية، وانسحاب إضافي للجيش الإسرائيلي من القطاع، إضافة لنزع سلاح حماس".
وأشار زاكن إلى أن هذا اللقاء هو السادس الذين يجمع ترامب ونتنياهو في أقل من عام، مضيفا: "بينما صرح ترامب بأنه سيسعى إلى دفع عجلة الانتقال للمرحلة الثانية من خطة إنهاء الحرب في غزة، يركز نتنياهو، من جانبه، على جهود إيران لإعادة بناء قدراتها الصاروخية".
ولفت إلى أن نتنياهو خرج من اللقاء "راضيا"، وتابع: "ترامب كان حازما وواضحا بشأن إيران، ومن ناحية أخرى، في غزة، يريد الأمريكيون رؤية الجرافات أثناء العمل، أي إعادة الإعمار".
** حسابات سياسية
من جانبه، قال المعلق في موقع "واللا" الإخباري باراك ساري، إن الدعم والمديح اللذين أبداهما ترامب لنتنياهو، يندرجان في إطار حسابات سياسية ترتبط برغبته في إنهاء الحروب بشكل عام، وبالمرحلة الثانية من اتفاق غزة خصوصا.
وقال ساري في مقال الثلاثاء: "ترامب سياسي خارق ورجل أعمال ماهر للغاية. هذا المزيج يجعله يقضي على أي مقاومة وعقبة بمدح كبير للناس الذين يحتاجهم".
وبهذا الصدد، أشار ساري إلى أن ترامب يحتاج نتنياهو من أجل "المضي قدما في المرحلة الثانية في غزة، نحو إعادة إعمار القطاع بمئات المليارات من الشواكل".
وفي 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قالت "يديعوت أحرونوت" إن الولايات المتحدة "طلبت من إسرائيل تولي المسؤولية الكاملة عن إزالة الدمار الواسع في قطاع غزة تمهيدا لبدء مرحلة إعادة الإعمار، وهي عملية يُقدّر أن تكلف مليارات الشواكل (الدولار= 3.21 شيكل)، وتمتد لسنوات".
وزعم مصدر سياسي إسرائيلي، تحدث للصحيفة آنذاك، أن "الحكومة الإسرائيلية وافقت مبدئيًا على الطلب الأمريكي، في خطوة قد تبلغ كلفتها مئات ملايين الشواكل لمراحل الإزالة الأولية، بينما تُقدّر التكلفة الإجمالية للمشروع كله بعدة مليارات".
ووفق معطيات حكومية فلسطينية، فإن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة خلال عامي حرب الإبادة خلف نحو 70 مليار طن من الركام.
وفي سياق متصل، قال ساري: "ترامب يريد السلام، وهدوءا إقليميا، وإنهاء الحروب وأموالا كبيرة. ولذلك هو مستعد لأن يدفع بالمديح الكبير. وقد تلقى نتنياهو مجاملات كبيرة من أقوى رجل في العالم. كم عدد هذه المجاملات التي ستستمر خلال بضعة أسابيع؟ إلى أي مدى سيقنع الناخبون الذين تركوه بعد المجزرة المروعة والفشل الكبير في 7 أكتوبر؟ الزمن كفيل بكشف ذلك".
ورغم فشل 7 أكتوبر الذي يلاحق نتنياهو، فإن المعلق الإسرائيلي يقول إنه خرج "متألقا بالسعادة" من الاجتماع جراء مديح ترامب له.
وفي 7 أكتوبر 2023 هاجمت "حماس" قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة قطاع غزة، وقتلت وأسرت مئات الإسرائيليين، ردا على "جرائم الاحتلال اليومية منذ عقود بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى"، بحسب الحركة.
ويعتبر مسؤولون إسرائيليون أن ما حدث في 7 أكتوبر، يمثل "أكبر فشل مخابراتي وعسكري" ألحق أضرارا كبيرة بصورة إسرائيل وجيشها أمام العالم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
