الدول العربية, التقارير, فلسطين, قطاع غزة

صيحات الأطفال تعيد النبض لعروق "مشتل الكاراتيه" بغزة (تقرير)

رغم أن رائحة الحريق ما تزال عالقة في جدران نادي "المشتل" الرياضي للكاراتيه غربي مدينة غزة، إلا أن صيحات الأطفال وهم يرددون تعليمات مدربهم أعاد للمكان نبضا ظنه الجميع قد انطفأ بعد عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية.

Jomaa Younis  | 01.12.2025 - محدث : 01.12.2025
صيحات الأطفال تعيد النبض لعروق "مشتل الكاراتيه" بغزة (تقرير)

Gazze

غزة/ الأناضول

- إسرائيل دمرت نادي "المشتل" للكاراتيه غربي مدينة غزة لكنه عاد للحياة من جديد
- المدرب حسن الراعي: عندما يشعر الطفل بالقوة يبدأ بالتعافي ويتحرر من الخوف
- المدربة مروة الحلبي: النادي كان ينبض بالحياة لكن إسرائيل دمرته بالكامل
- طفلة فلسطينية: رغم أنني أعيش في مخيمات النزوح لكنني أتدرب على حماية نفسي

رغم أن رائحة الحريق ما تزال عالقة في جدران نادي "المشتل" الرياضي للكاراتيه غربي مدينة غزة، إلا أن صيحات الأطفال وهم يرددون تعليمات مدربهم أعاد للمكان نبضا ظنه الجميع قد انطفأ بعد عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية.

فوق أرضية متشققة، وبين معدات متهالكة نجت من الدمار الذي خلفته الإبادة الإسرائيلية، يقف عدد من الأطفال الفلسطينيين وهم يتعلمون فنون الدفاع عن النفس بحماسة تفوق أحجام أجسادهم الصغيرة.

وتمنح هذه الرياضة للأطفال فسحة قصيرة للابتعاد عن الواقع المأساوي الناجم عن حرب الإبادة الجماعية التي بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واستمرت لعامين، وانتهت باتفاق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي.

وتعرض القطاع الرياضي خلال أشهر الإبادة لدمار واسع، حيث تشير معطيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أن الجيش الإسرائيلي دمر 292 منشأة وملعبا وصالة رياضية.

** إسرائيل دمرت النادي

يقول المدرب حسن الراعي، المدير العام لاتحاد الكاراتيه الفلسطيني في المحافظات الجنوبية بغزة، إنه ما إن أعلن عن وقف إطلاق النار حتى توجهوا مسرعين إلى النادي، ليجدوه مدمرا بالكامل وخاليا من أي مقومات للحياة، جراء الإبادة الإسرائيلية.

ويضيف الراعي، في حديث للأناضول: "أخذنا على عاتقنا إطلاق مبادرة شخصية، لنخرج من بين الركام ونرسم لوحة أمل جديدة".

وعن الخطوات العملية بعد الوصول للنادي، يقول المدرب: "قمنا بطلاء بعض الجدران وإصلاح ما أمكن من الأدوات الرياضية، لنتمكن من البدء من جديد مع أطفالنا عبر برامج مختلفة".

ويوضح أن "هذه المبادرة انطلقت في مخيمات النزوح، واستهدفت في مرحلتها الأولى 200 طفل وطفلة، معظمهم يعيشون في خيام منذ أكثر من عامين".

وبين تدريب وآخر على الدفاع عن النفس، يوجه المدرب تعليماته للأطفال داخل القاعة، لتتعالى أصواتهم بتناغم واضح، في مشهد يعكس رغبتهم في استعادة حياتهم الطبيعية بعد عامين من الإبادة الإسرائيلية.

هذا الصوت الجماعي بدا كأنه يكسر حالة الصمت التي عاشوها خلال فترة الإبادة الإسرائيلية.

**استعادة الثقة

وبشأن جدوى المبادرة، يقول الراعي إن "ألعاب الدفاع عن النفس تساعد الأطفال على استعادة ثقتهم بأنفسهم، ما يجعل اندماجهم في المجتمع أسهل بعد ما مرّوا به من ضغوط ونزوح".

ويضيف في هذا الشأن: "عندما يشعر الطفل بالقوة يبدأ بالتعافي، ويندمج في المجتمع، ويتحرر من الخوف الذي تركته حرب الإبادة الإسرائيلية في داخله".

وخلفت الإبادة الجماعية واقعا مأساويا يعيشه 2.4 مليون فلسطيني في مناطق مختلفة من القطاع، وسط انعدام مقومات الحياة الأساسية وصعوبة الوصول إلى الخدمات، بعد أن دمر الجيش الإسرائيلي 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.

ورغم مرور أكثر من شهر على انتهاء الإبادة الإسرائيلية، إلا أن الفلسطينيين لم يشعروا بأي تحسن ملحوظ على ظروف حياتهم، حيث ما زالوا يعيشون في خيام مهترئة غرق آلاف منها مع أول هطول للأمطار ما فاقم من معاناتهم.

ويذكر الراعي أن "المبادرة مجانية بالكامل، وتهدف لإعادة تأهيل الأطفال عبر الرياضة، على أمل أن يساهم التدريب في صناعة جيل من الرياضيين القادرين على رفع العلم الفلسطيني، وتحقيق إنجازات للرياضة الفلسطينية خلال السنوات المقبلة".

ووفق إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في أكتوبر الماضي، فإن إسرائيل قتلت 894 فلسطينيا من الملتحقين في جميع الألعاب الرياضية خلال عامي الإبادة.

ومن بين إجمالي القتلى، لاعبون ومدربون وإداريون وحكام وأعضاء مجالس إدارات في الأندية.

**نقف من جديد

بدورها، تقول المدربة المساعدة مروة الحلبي (20 عاما) إن النادي كان قبل الإبادة الإسرائيلية "مكانًا نابضًا بالحياة، لكن القصف (الإسرائيلي) دمّره بالكامل وتركه محترقًا ومفتقرًا لأي معدات رياضية ضرورية، الأمر الذي صعّب كثيرًا استئناف التدريبات".

وتضيف الحلبي للأناضول، أنها لم تتمكن من التدريب طوال العامين الماضيين بسبب الإبادة الإسرائيلية، لكنها عادت بعد وقف إطلاق النار لمواصلة تدريب الأطفال.

وأمام شح الإمكانيات جراء الإبادة الإسرائيلية، تقول المدربة: "لا يوجد أدوات كافية، لكن نحاول بإمكانات بسيطة أن نعود لتدريب الأطفال ونقف على أرجلنا من جديد".

ورغم الظروف القاسية التي نجمت عن الإبادة الإسرائيلية، إلا أن عشرات الرياضيين الفلسطينيين واصلوا ممارسة تمارينهم الرياضية وتطوير مهاراتهم، بالحد الأدنى ووفق المتاح من إمكانيات، وسط أصوات الانفجارات وحمم النيران.

في السياق، تقول الطفلة الفلسطينية حنين فورا (15 عامًا)، وهي من المقيمين في مخيمات النزوح، إنها قررت الانضمام للتدريبات بهدف تعلم فنون الدفاع عن النفس.

وتضيف فورا للأناضول: "نعيش في الخيام، لكنني أفضل أن أتدرب لأتعلم كيف أحمي نفسي".

كما تلفت إلى أن هذه التدريبات تساعدها في الاندماج من جديد بالمجتمع بعد فترة طويلة من النزوح.

وخلفت الإبادة الإسرائيلية أكثر من 70 ألف قتيل فلسطيني ونحو 171 ألف مصاب، ورغم دخول اتفاق وقف أطلاق النار حيز التنفيذ إلا أن تل أبيب خرقته مرارا، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين، بينما أعلنت حركة حماس التزامها بالاتفاق، داعية الوسطاء إلى إلزام إسرائيل بتنفيذه.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın