التقارير

روح النوبة ومنازل ملونة.. قرية "غرب سهيل" المصرية وجهة سياحية عالمية (تقرير)

- تجوّلت "الأناضول" في قرية "غرب سهيل" جنوبي مصر لتستعرض جمالها وتاريخها الذي أبهر زوارها من مختلف الجنسيات

İbrahim Khazen  | 12.05.2025 - محدث : 12.05.2025
روح النوبة ومنازل ملونة.. قرية "غرب سهيل" المصرية وجهة سياحية عالمية (تقرير)

Al Qahirah

إبراهيم الخازن/ الأناضول

- تجوّلت "الأناضول" في قرية "غرب سهيل" جنوبي مصر لتستعرض جمالها وتاريخها الذي أبهر زوارها من مختلف الجنسيات
- ترتبط القرية بتاريخ النوبة أصحاب أحد أقدم الحضارات في تاريخ مصر القديم قبل آلاف السنين
- اختارتها منظمة السياحة لعالمية التابعة للأمم المتحدة كـ"أحد أفضل القرى الريفية السياحية لعام 2024"
- مسؤول مصري: قرية "غرب سهيل" جنوبي مصر تبدو وكأنه ستوديو مفتوح كسر جمود السياحة التقليدية
- في "غرب سهيل" لا يُترك جانب من أركان المنازل دون رسومات تراثية لتاريخ النوبة.
- مواطن: غرب سهيل تستحوذ على النصيب الأكبر في السياحة بين قرى النوبة بفضل ما تتمتع به من جمال بخلاف تناسق ألوان منازلها وزينتها
- مسؤول محلي: نجحت "غرب سهيل" في إيجاد مفهوم جديد للسياحة بمصر من خلال تحويل منازل القرية النوبية إلى أماكن وفنادق بيئية لاستقبال السائحين

إلى ضفاف النيل بمحافظة أسوان جنوبي مصر، يشد سياح أجانب من مختلف الجنسيات رحالهم لقرية "غرب سهيل" التي شقت طريقها للعالمية بفضل عادات أهلها وتقاليدهم النوبية الشهيرة، وحفاظهم على تاريخ مصر الذين يستعرضون تفاصيله بالألوان على جدران منازلهم وفي شوارعهم.

المراكب الشراعية تعد وسيلة المواصلات الأبرز في تلك القرية، حيث تجوّلت "الأناضول" لترسم لوحة مفصلة للقرية التي يزيد عمرها عن 100 عام، ولتستعرض جمالها وتاريخها الذي يبهر زوارها المحليين والأجانب.

بين أحضان الطبيعة

ترتبط القرية بتاريخ النوبة أصحاب أحد أقدم الحضارات في تاريخ مصر القديم قبل آلاف السنين، والذين جاوروا النيل وأخذوا منه سخاءه كما يقول سكانها ونالوا من الطبيعة لون سماءها الأزرق.

وبمجرد الوصول إلى القرية، يستطيع من يزورها أن يستنشق نسمات هواءها الصاف، والتمتع بالرسومات الجدارية لتي تزين منازلها ومبانيها البسيطة التقليدية، حيث رسمت بمهارة وألوان بهية تحاكي مشاهد من الحياة اليومية للنوبيين.

كما تخطف الأنظار رسومات أخرى عن النيل والمراكب الشرعية التي تعد روح تلك القرية، بالإضافة إلى الجداريات التي تحتفي بمحمد صلاح، لاعب كرة القدم المصري المحترف في نادي ليفربول الإنجليزي.

وبجانب الواجهات الخارجية لمبان القرية، لا يُترك جانب من أركان المنازل دون رسومات تراثية لتاريخ النوبة، لاسيما للنيل والمراكب الشراعية أحد أبزر وسائل التنقل لساكني ضفاف النهر.

- عادات مبهجة

وداخل أحد منازل "غرب سهيل" التقت الأناضول بنصر الدين عبد الستار، الشهير بالحاج ناصر، وهو أحد وجهاء القرية، حيث رسمت تجاعيد وجه الستيني بعضا من ملامح وتاريخ قريته النوبية.

وقال للأناضول ولسانه يذوب عشقا في قريته إن غرب سهيل "تستحوذ على النصيب الأكبر في السياحة بين قرى النوبة المتواجدة في جنوب مصر"، بفضل ما تتمتع به من جمال، بخلاف تناسق ألوان منازلها وزينتها، سواء بالمنتجات اليدوية أو المأكولات أو التماسيح.

ويشير ناصر خلال لقاءه مع الأناضول إلى ذلك الحوض المبني بالطوب داخل منزله والذي يحتوي عددا من التماسيح.

وأوضح أن قريته تشتهر بتربية التماسيح الصغيرة المتواجدة في النيل منذ فترات طويلة، لافتا إلى أن بدأ في هذه العادة منذ العام 1995.

ويخرج ناصر أحد ذلك التماسيح الصغيرة ممسكا به بمهارة من خلف فكه بيد، وبيد أخرى بذيله، بينما التمساح يفتح فمه ويعلو صوته أحيانا.

وعن تربية هذه الزواحف، أوضح الرجل الستيني أن "التمساح يأكل نحو مرتين أو ثلاثة في الأسبوع، ويتم تنظيف حوضه الذي يمتد بعرض متر في مترين باستمرار".

وبين أنه مع حلول فصل الشتاء يبدأ التمساح بياتا شتويا، فلا يأكل من منتصف ديسمبر/ كانون الثاني وحتى مطلع مارس/ آذار، إذ يعيش على الماء فقط.

ووفقا للحاج ناصر، يمكن أن تعيش التماسيح معه لفترات زمنية طويلة، ويتذكر أنه أعاد تمساحا عمره 20 عاما للنيل مرة أخرى بعد أن كبر حجمه.

- قرية عالمية

وكان تمسك أهل "غرب سهيل" بحياتهم التقليدية البسيطة، حيث تنعكس بيئتهم على تفاصيل حياتهم اليومية بدءا من ملابسهم، وشكل ومعمار منازلهم، وطريقة تنقلهم، وراء اختيار منظمة السياحة لعالمية التابعة للأمم المتحدة لقريتهم كـ"أحد أفضل القرى الريفية السياحية لعام 2024".

وجاءت "غرب سهيل" ضمن قائمة مكونة من 55 قرية وصلوا إلى المرحلة النهائية على مستوى العالم من بين 260 قرية تقدموا للحصول على لقب "أفضل القرى الريفية السياحية" في العالم.

وأُنشئت القرية منذ أكثر من 100 عام، عند بناء خزان أسوان القديم عام 1902، وتعليته الأولى عام 1912.

وترجع تسمية القرية إلى وقوعها غرب جزيرة سهيل، بحسب إعلام مصري محلي.

وتقع جزيرة سهيل على بُعد أربعة كيلو مترات جنوب غرب مدينة أسوان، على ضفاف النيل، ولها بعد تاريخي إذ كانت منذ ألاف السنين، مستقرا للمصري القديم، وتضم صخورها نقوشا تاريخية.

وسبق وأكد محافظ أسوان إسماعيل كمال، في تصريحات لـوكالة الأنباء المصرية (أ ش أ)، عقب الفوز بالجائزة أن "قرية غرب سهيل النوبية استطاعت أن تصل إلى العالمية، بفضل الجهود التي حولت زيارتها إلى تجربة فريدة في مجال السياحة البيئية".

وتحدث عن تحويل منازل القرية إلى "مواقع سياحية تستقبل آلاف السائحين الأجانب سنويا، وبالتالي تحولت المحافظة إلى قبلة للسياحة العالمية"

- تجربة بيئية فريدة

وآنذاك، أبرز خيري محمد على رئيس غرفة شركات السياحة ووكلاء السفر بأسوان، مزايا القرية، قائلين إنها "نجحت في إيجاد مفهوم جديد للسياحة بمصر من خلال تحويل منازل القرية النوبية إلى أماكن وفنادق بيئية لاستقبال السائحين الأجانب الباحثين على السياحية البيئية الفريدة".

واعتبروا أن أهم ما يميز القرية هو منحها الهدوء لزائريها والقدرة على معايشة أهالي النوبة داخل منازلهم، وهي من الأنواع السياحية الجديدة التي تختلف عن السياحة التقليدية الصاخبة داخل الفنادق الكبرى والقرى السياحية"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء المصرية.

وتمكنت قرية غرب سهيل بمفهومها الجديد بحسب علي من "خلق تنوع سياحي فريد بابتكارها نمط السياحة البيئة، بعد أن تحولت معظم مبانيها ومنازلها إلى لوحة فنية مبهجة من حيث الألوان والرسومات ذات الطابع والطراز النوبي الفريد".

وفي السياق، أكد عبد الناصر صابر نقيب المرشدين السياحيين السابق بأسوان، في تصريحات منفصلة أن القرية باتت وكأنها "ستوديو (موقع تصوير) طبيعي مفتوح، حيث كسرت جمود السياحة التقليدية التي تبحث فقط عن الترفيه وزيارة المعالم الأثرية".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.