حوار "من رحم الجحيم".. جلادو صيدنايا في مواجهة ضحاياهم (تقرير إخباري)
مقطع فيديو مصور بثته وزارة الداخلية السورية أظهرت فيه مواجهات بين معتقلين سوريين وسجانين

Syria
ليث الجنيدي/ الأناضول
- مقطع فيديو مصور بثته وزارة الداخلية السورية أظهرت فيه مواجهات بين معتقلين سوريين وسجانين- 400 ضربة بكبل على القدمين عقوبة من يرفض شرب الشاي الذي بال فيه سجان في صيدنايا
- سجان يقر باغتصاب 9 نساء بينما قتل مع زملائه 130 سجينا
في تأكيد من الإدارة السورية الجديدة على تحقيق العدالة، وإعطاء كل ذي حق حقه، نشرت وزارة الداخلية مقطعا مصورا، أظهرت فيه مواجهة بين جلادي سجن صيدنايا سيئ الصيت بعهد نظام بشار الأسد المخلوع، وعدد من ضحاياهم.
في الحوار الذي يراه سوريون بأنه "من رحم الجحيم"، ذكر كل ضحية أدق ما تعرض له من تعذيب في "مسلخ صيدنايا"، حيث كان سجانوهم يتلذذون بألمهم دون أدنى إنسانية.
إفادات رواها جلادو صيدنايا، تؤكد دموية النظام المخلوع تجاه شعبه، فعندما يتوه السجان برقم من شارك بإعدامهم، وهم مئات، فإن ذلك لا يدع مجالا للشك بأن الثورة ضده لم تكن رفاها وإنما احتياجا، وصرخة في وجه الظلم.
وفي تقرير سابق لها عن سجن صيدنايا بعنوان "المسلخ البشري"، أكدت منظمة العفو الدولية، على وجود ادعاءات ذات أساس قوي حول إعدام آلاف الأشخاص تحت الأرض في سجن صيدنايا.
**إعدام 130 نزيلا
يقول أحد السجانين، وفق ما يظهر بمقطع الداخلية السورية، إن خمسة سجانين كانوا يتناوبون على تعذيب كل مسجون بعد ربطه بالسلاسل الحديدية، حتى الموت.
فيما يشير إلى أنه كان يتم حجز بعض المعتقلين وتركهم في سجون منفردة بلا طعام أو شراب، حتى لا تنبعث منهم الروائح بعد موتهم.
لا يمكن للعقل البشري أن يتصور بشاعة ما قام به النظام المخلوع بحق شعب لم يطلب سوى حرية تحفظ له كرامته، لكنها كانت كبيرة بعين الأسد وأعوانه، ليمعن مقابل ذلك قتلاً وتعذيبا بهم بلا أي رحمة.
ويشير "جلاد" آخر إلى أن أكبر عدد من المعتقلين رآهم مقيدين بالسلاسل هو 200 سجين دفعة واحدة.
وبلا أي مشاعر إنسانية، وكأن ما قام به ليس بالأمر الجلل، يكشف سجان آخر أنه اقتاد برفقة زملائه 130 سجينا، ونفذوا فيهم حكم الإعدام.
ذات الشخص، يضيف بأنه كان يقدم طلبا لمدير السجن كي يحضر لهم فتيات لاغتصابهن، ويبين أنه اغتصب 9 إناث، وقتلهن بعد ذلك.
بدوره، يقول أحمد محيميد، أحد ضحايا صيدنايا، وهو يجلس بمواجهة معذّبه، إنه اعتقل عام 2019، وأن سجانه المدعو ماهر درويش، كان من بين 12 عسكريا يستقبلون المعتقلين بالضرب والإهانات، وكان بعضهم يموت من شدة التعذيب، وخاصة كبار السن.
▪️حوار "من رحم الجحيم".. الإدارة السورية الجديدة تنشر مقطعًا يظهر مواجهة بين جلادي سجن صيدنايا سيئ الصيت وضحاياهم، تأكيدًا على تحقيق العدالة
— Anadolu العربية (@aa_arabic) August 24, 2025
- في الحوار ذكر كل ضحية أدق ما تعرض له من تعذيب، حيث كان سجانوهم يتلذذون بألمهم دون أدنى إنسانية
https://t.co/6P0pcXT51K pic.twitter.com/cZ65mK2VdF
**شرب البول
ومن لا يشرب الشاي الذي بال فيه ماهر درويش، فإن عقوبته هي 400 ضربة على قدميه بكبل كهرباء، وفق ما أوضح محيميد.
ضحية أخرى بترت ساقه، يجلس بمواجهة سجّانه، ويسأله "هل تذكرتني؟"، ومحاولا استحضار ما كان يمارس بحقه، يمضي: "التفتيش.. الحلاقة.. الزيارات.. التعجيب فينا (إشارة إلى ابتكار أساليب التعذيب)".
وبعد أن خلع ملابسه عن جسمه من الأعلى، ليريه آثار التعذيب التي أصبحت جزءاً منه وشهادة حية، يقول: "بتذكر بشو كنت تضربني (بماذا كنت تضربني)؟".
وتفيد تقارير دولية بأن آلاف المعتقلين قتلوا بشكل منظّم وسرّي داخل سجن صيدنايا، حيث نفذ النظام المنهار إعدامات جماعية دون محاكمات.
وقدرت تلك التقارير أن النظام المخلوع أعدم آلاف السجناء بمعدل 50 شخصا أسبوعيا بين عامي 2011 و2015.
ولتوثيق تلك الانتهاكات، أسس سجناء سابقون في سجن صيدنايا في فبراير/ شباط الماضي "رابطة معتقلي الثورة السورية"، لفضح الانتهاكات التي تعرض لها نزلاء السجن الشهير بالتعذيب وسوء المعاملة، والدفاع عن حقوقهم.
وبعد هروب الرئيس المخلوع بشار الأسد وسيطرة الفصائل السورية على المدن وفتح السجون والمعتقلات والأفرع الأمنية والإفراج عن المعتقلين، ظل عشرات آلاف المعتقلين مفقودين دون أثر، مع اكتشاف مقابر جماعية تشير إلى احتمال أن يكون المفقودون في عداد الموتى.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 سنة من حكم حزب البعث الدموي، بينها 53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.
وأعلنت الإدارة السورية الجديدة، في 29 يناير/ كانون الثاني 2025، أحمد الشرع رئيسا للبلاد خلال فترة انتقالية تستمر 5 سنوات.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.