الدول العربية, التقارير, اليمن

تصاعد التوتر شرقي اليمن وسط سيطرة الانتقالي و"تحييد" النفط (تقرير إخباري)

- وفد سعودي أعلن عن اتفاق لتحييد النفط عقب لقاء مع مشايخ وأعيان حضرموت

Mohammed Sameai  | 10.12.2025 - محدث : 10.12.2025
تصاعد التوتر شرقي اليمن وسط سيطرة الانتقالي و"تحييد" النفط (تقرير إخباري) أرشيفي

Yemen

اليمن/ الأناضول

- وفد سعودي أعلن عن اتفاق لتحييد النفط عقب لقاء مع مشايخ وأعيان حضرموت
- "المجلس الانتقالي" أعلن استكمال قواته السيطرة على محافظة المهرة ووادي حضرموت
- رئيس حلف قبائل حضرموت قال إن "المليشيات المدعومة خارجيا تسعى لفرض مشروع سياسي بقوة السلاح"
- المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، دعا جميع الأطراف إلى "ضبط النفس وخفض التصعيد عبر الحوار"
- الولايات المتحدة وبريطانيا وبعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن أعلنوا "دعم جهود التهدئة وخفض التصعيد"

يستمر التوتر في شرقي اليمن، الثلاثاء، مع إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي استكمال سيطرته على محافظة المهرة وبسط نفوذه على وادي حضرموت، بينما كشف وفد سعودي عن اتفاق مبدئي لتحييد حقول النفط وسط دعوات دولية لخفض التصعيد.

بدأ التصعيد الميداني بعد إعلان المجلس الانتقالي إطلاق عملية عسكرية باسم "المستقبل الواعد" الأربعاء الماضي، تمكن خلالها من السيطرة على مساحات واسعة من حضرموت، بينها حقول النفط ومدينة سيئون الحيوية التي تضم مطارًا دوليًا.

وفي الأحد الماضي، فرضت قوات المجلس الانتقالي سيطرتها على أجزاء واسعة من محافظة المهرة، ثاني أكبر محافظات اليمن بعد حضرموت، والتي تضم مطار الغيضة الدولي وموانئ بحرية. وجاءت السيطرة بعد مواجهات محدودة مع قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وكذلك مع قوات "حلف قبائل حضرموت"، وهو كيان قبلي محلي.

## اتفاق لتحييد النفط

وفي تطور جديد، أفاد بيان صادر عن السلطة المحلية في حضرموت، الثلاثاء، بأن الوفد السعودي برئاسة اللواء الدكتور محمد بن عبيد القحطاني عقد لقاءً مع مشايخ وأعيان وادي وصحراء حضرموت.

ونقل البيان عن القحطاني قوله إن "موقف المملكة ثابت تجاه محافظة حضرموت، ويدعم فرض التهدئة ووقف الصراع، وتعزيز الأمن والاستقرار، ورفض أي محاولات لفرض أمر واقع بالقوة أو جر المحافظة إلى صراعات جديدة".

وأكد استمرار موقف الرياض الداعي إلى "انسحاب جميع قوات المجلس الانتقالي من محافظتي حضرموت والمهرة، على أن تتولى قوات درع الوطن استلام المواقع والمعسكرات".

وشدد القحطاني على "رفض أي محاولات تعيق مسار التهدئة"، معتبرًا أن حضرموت "ركيزة أساسية للاستقرار وليست ساحة للصراع".

وأوضح أنه تم التوصل إلى صيغة مبدئية مع أطراف السلطة المحلية وحلف قبائل حضرموت لضمان استمرار تدفق إنتاج النفط في شركة بترومسيلة، وعدم تعطيل مصالح السكان، وتحييد مواقع النفط عن الصراع.

وأشار إلى أن تحييد الحقول سيجري عبر "خروج القوات الموجودة حاليًا من بترومسيلة، وتسلّم قوات حضرمية للمواقع تحت إشراف مباشر من السلطة المحلية، بما يضمن تطبيع الحياة".

وتعد "بترومسيلة" شركة وطنية يمنية تعمل في الاستكشاف والإنتاج النفطي في حضرموت، وتدير محطة كهرباء غازية بقدرة تقارب 75 ميغاوات. وتنتج نحو 10 آلاف برميل يوميًا، وتشكل إحدى ركائز الإنتاج النفطي في البلاد.

وأضاف القحطاني أن زيارة الوفد السعودي شهدت الاتفاق على "مصفوفة متكاملة من الإجراءات لدعم الأمن والاستقرار والتهدئة مع جميع الأطراف، بما في ذلك المجلس الانتقالي".

ولفت إلى أن "التحالف العربي بقيادة السعودية يبذل جهودًا حثيثة لإنهاء الأزمة وحل الصراع وإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها".

## استكمال السيطرة على المهرة

وفيما لم يصدر تعليق فوري من المجلس الانتقالي بشأن اتفاق تحييد النفط، أعلن رئيس المجلس عيدروس الزبيدي استكمال قواته السيطرة على محافظة المهرة ووادي حضرموت.

وقال الزبيدي خلال اجتماع مع قادة في المجلس بمدينة عدن إن "الجنوب اليوم يقف أمام مرحلة مصيرية ووجودية فرضتها معادلات الواقع السياسي والعسكري، وشعب الجنوب قدم تضحيات جسيمة للوصول إلى هذه اللحظة الحاسمة".

وأشار إلى أن المرحلة القادمة ستكون "مرحلة بناء مؤسسات دولة الجنوب العربي القادمة".

الزبيدي هو رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، وأحد النواب السبعة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، الذي يمثل الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا.

حلف قبائل حضرموت: ثابتون على أرضنا

وفي أول ظهور له عقب سيطرة المجلس الانتقالي على كامل وادي حضرموت، قال رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش إن "مليشيات المجلس الانتقالي القادمة من خارج المحافظة شنّت هجومًا غادرًا على مواقع الحلف الخميس الماضي، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة".

وأوضح أن قوات الانتقالي استخدمت أيضًا الطيران المسيّر وعربات مدرعة، بمشاركة حشود بشرية كبيرة، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى بينهم ضابط برتبة رائد.

وأضاف بن حبريش أن الهجوم "جاء نقضًا للاتفاق المبرم بين حلف قبائل حضرموت والسلطة المحلية، وأثناء إعادة تموضعنا تنفيذًا للاتفاق".

وتابع: "رغم الهجوم الغادر، ثبت رجالنا ولقنوا تلك المليشيات درسًا، وسقط العديد منهم قتلى وجرحى".

وأكد أن "المليشيات المدعومة خارجيًا تسعى لفرض مشروع سياسي بقوة السلاح، وهذا مرفوض من أبناء حضرموت الذين نطمئنهم بأننا ثابتون على أرضنا ومستمرون في النضال حتى تحقيق الأهداف التي سقط من أجلها شهداء وجرحى".

## هدنة مهددة واحتجاجات مستمرة

وعقب الأحداث وبوساطة محلية ورعاية سعودية، أعلنت السلطة المحلية بحضرموت الأربعاء الماضي "وقفًا فوريًا للتصعيد العسكري والأمني والإعلامي والتحريضي، واستمرار هدنة بين الطرفين إلى أن تنتهي لجنة الوساطة من أعمالها وتوصل إلى اتفاق كامل".

لكن الهدنة لم تستمر، حيث لا تزال الأوضاع متوترة وسط مطالبة الحكومة الشرعية بانسحاب قوات الانتقالي، الذي يواصل لليوم الثالث اعتصامًا مفتوحًا في عدة محافظات جنوبي اليمن، للمطالبة بما أسماه "تحقيق استقلال الجنوب" ومطالبات بتغيير محافظ حضرموت.

ولم يصدر تعليق فوري من السلطات الحكومية بشأن تصريحات الزبيدي أو اتفاق تحييد النفط، لكن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي اتهم الاثنين المجلس الانتقالي بـ"اتخاذ إجراءات أحادية تشكل تهديدًا مباشرًا لوحدة القرار الأمني والعسكري"، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).

## دعوة أممية ودعم دولي لخفض التصعيد

دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الثلاثاء، جميع الأطراف إلى "ضبط النفس وخفض التصعيد عبر الحوار" في محافظتي حضرموت والمهرة.

وجاء ذلك في بيان عقب زيارة غروندبرغ إلى الرياض، حيث التقى وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني، وسفراء السعودية والإمارات لدى اليمن، وممثلين عن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى جانب عدد من الدبلوماسيين.

وشدد غروندبرغ على "ضرورة الحفاظ على مساحة للنقاش بين الأطراف اليمنية، دعمًا للاستقرار ومصلحة الشعب اليمني".

وأكد التزامه بمواصلة العمل مع الأطراف اليمنية والإقليمية والدولية لدعم خفض التصعيد وتعزيز آفاق التسوية السياسية التفاوضية للنزاع.

##مواقف دولية

في بيانين منفصلين، أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا عن دعم جهود التهدئة وخفض التصعيد في محافظتي حضرموت والمهرة، مؤكدتين دعم الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي لتعزيز الأمن والاستقرار.

من جانبها، قالت السفارة الروسية لدى اليمن إنها تتابع عن كثب آخر المستجدات في شرق اليمن، ودعت مواطنيها في البلاد إلى توخي اليقظة والحذر، مؤكدة أن الصراع الأهلي لم ينته بعد ولم يدخل مرحلة الحل الفعلي.

كما شددت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن على ضرورة تسوية الخلافات السياسية بالوسائل السياسية والحوار، معربة عن دعمها للجهود الرامية إلى خفض التصعيد والوقوف إلى جانب الشعب اليمني.

وتأسس حلف قبائل حضرموت عام 2013، وينادي بالحكم الذاتي للمحافظة، ولا يتبع للمجلس الانتقالي الجنوبي ولا للحكومة الشرعية.

أما المجلس الانتقالي الجنوبي، فقد تأسس عام 2017، وينادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله وإعادة الأوضاع إلى ما قبل الوحدة اليمنية.

وشكل جنوب اليمن وشماله وحدة طوعية في 22 مايو 1990، إلا أن خلافات قيادات الائتلاف الحاكم وشكاوى قوى جنوبية من التهميش والإقصاء أدت إلى عودة الدعوات للانفصال، خصوصًا مع اندلاع الحرب الحالية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.