تروي ذاكرة القهوة والشاي بتركيا.. سبعيني يجمع 5 آلاف فنجان (تقرير)
على مدى 15 عاما، جاب التركي أحمد سلمان أسواق إسطنبول القديمة بحثا عن فناجين قهوة ودلال وأكواب شاي، حتى كون مجموعة تضم أكثر من 5 آلاف قطعة، تحولت إلى معرض يحكي تاريخ القهوة والشاي في الثقافة التركية من بدايات القرن العشرين حتى اليوم.
Istanbul
إسطنبول/ الأناضول
- على مدى 15 عاما، جاب أحمد سلمان أسواق المستعمل في إسطنبول بحثا عن فناجين قهوة وأكواب شاي- تضم مجموعته قطعا مصنوعة يدويا أو في مصانع قديمة، يعود بعضها إلى بدايات القرن العشرين
** أحمد سلمان قال للأناضول:
- كل فنجان له قصة، ولو كان بإمكانها التحدث لروت كيف شاركت أفراحنا وأحزاننا
- هذه المجموعة ليست ملكا شخصيا بل جزء من الذاكرة الثقافية للمجتمع
- في الماضي كانت القهوة نادرة، لذلك صُمِّمت الفناجين صغيرة
على مدى 15 عاما، جاب التركي أحمد سلمان أسواق إسطنبول القديمة بحثا عن فناجين قهوة ودلال وأكواب شاي، حتى كون مجموعة تضم أكثر من 5 آلاف قطعة، تحولت إلى معرض يحكي تاريخ القهوة والشاي في الثقافة التركية من بدايات القرن العشرين حتى اليوم.

بدأ سلمان (73 عاما)، المتقاعد حاليا، رحلته عام 2010 حين بدأ يتردد على أسواق الأشياء المستعملة، ولاحظ تنوع فناجين القهوة التي تعود إلى مراحل مختلفة من التاريخ التركي.
جذبه هذا العالم سريعا، فاشترى آلاف القطع واحدة تلو الأخرى، حتى بات يمتلك واحدة من أكبر المجموعات الخاصة في تركيا.
وتضم مجموعته فناجين قهوة، وأكواب شاي مصنوعة يدويا أو في مصانع قديمة، يعود بعضها إلى بدايات القرن العشرين، ويعرضها اليوم في خان تاريخي بمنطقة "فاتح" في إسطنبول.
- ذاكرة مجتمع تُروى عبر الفناجين
وفي حديث للأناضول، قال سلمان إنه ما يزال حتى اليوم يشتري قطعا جديدة كلما وجد شيئا مميزا في الأسواق.
وأضاف: "ثقافة القهوة والشاي تحتل مكانة كبيرة في تركيا، لذلك تجد في مجموعتي فناجين بأحجام وأشكال ونقوش وتواريخ مختلفة".

وأوضح أنه جمع معظم القطع من منطقتي "أمينونو" و"بيازيد" التاريخيتين في إسطنبول، بجهوده الفردية على مدى 15 عاما، مشيرا إلى أن "الفناجين في الماضي كانت أصغر حجما لأن القهوة كانت نادرة وغالية الثمن".
وتابع: "خلال حرب الاستقلال، عندما انقطعت القهوة، بدأ الناس بتقديم قهوة الحمص بدلاً منها، اليوم لدينا فناجين يعود عمرها لأكثر من 100 عام".
- تراث حي وليس ملكا شخصيا
وأفاد سلمان بأنه يحلم بتحويل مجموعته إلى معرض داخل متحف عام، قائلا: "هذه المجموعة ليست ملكا لي وحدي، بل هي جزء من الذاكرة الثقافية للمجتمع، فكل قطعة تحمل جهدا لإنسان، الفنان الذي رسم الزخارف، والحرفي الذي صنعها بيده".
وتابع: "لو رأى أحد هؤلاء الحرفيين عمله معروضا في متحف، فسيكون ذلك حافزا كبيرا لمواصلة الإبداع، يجب ألا تنسى هذه الأيدي الماهرة".

- "كل فنجان يحمل قصة"
وأشار سلمان إلى رفوفه الممتلئة بفناجين القهوة وأكواب الشاي، قائلا: "كل فنجان من هذه الفناجين شهد لحظات من حياتنا، كانت تستخدم لتقديم القهوة والشاي في الزيارات العائلية والأفراح والأتراح".
"كل فنجان له قصة، ولو كان بإمكانها التحدث لروت كيف شاركت أفراحنا وأحزاننا"، أضاف سلمان.
وأوضح أنه يرفض بيع أي من القطع رغم العروض المتكررة، ما يزعج بعض الزوار، لافتا إلى أن "هدفي ليس الاحتفاظ بها لنفسي، بل أن يستفيد منها الجميع".
وختم قائلا: "هذه المجموعة ليست ملكا فرديا، بل ذاكرة جماعية نريد الحفاظ عليها".
وتعد القهوة والشاي من أبرز مكونات الثقافة الاجتماعية في تركيا، حيث ارتبطت بهما طقوس الضيافة والتواصل منذ العهد العثماني.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
