سيواس / الأناضول

تحتضن ولاية سيواس وسط تركيا مجموعة من الكهوف الصخرية التي تكون شكل منازل سكنية، وما زالت تلك الكهوف متماسكة وصامدة منذ آلاف السنين.

تقع الكهوف في قضائي "زارا" و "غورون" اللذين يتميزان بكهوفهما الصخرية وثرائهما التاريخي وجمالهما الطبيعي، إذ يعتبران من أقدم الأماكن التي استوطن فيها الإنسان في الأناضول.

اصطفاف الكهوف جنبًا إلى جنب وواحدة تحت الأخرى على منحدر الجبل، يجعلها تشبه مبنى سكني بدائي مكون من 3 و5 طوابق.

يُعتقد أن الحيثيين هم من شكلوا هذه الكهوف وجعلوها تبدو وكأنها هياكل متعددة الطوابق بسبب طبيعة الصخور سهلة التآكل في المنطقة.

وفي حديثه للأناضول، يوضح رئيس بلدية غورون، نامي تشيفتجي، أن عمر الكهوف الصخرية نحو 4 آلاف عام، ويعود تاريخها إلى فترة الحيثيين.

ويشير تشيفتجي إلى أنهم توصلوا إلى عمر تلك الكهوف من خلال نقوش تعود لحقبة الحيثيين موجودة داخلها وفي وادي شوغول بالمنطقة.

والحيثيون كانوا شعبا أناضوليا لعب دورا مهما في تأسيس إمبراطورية كان مركزها خاتوشا (تشوروم حاليا) شمال وسط الأناضول عام 1600 قبل الميلاد تقريبا، بحسب مؤرخين.

ويلفت تشفتجي إلى أن الناس كانوا يعيشون في تلك الكهوف آنذاك، ويقول: "اليوم نقوم بتشييد مباني متعددة الطوابق وفنادق، ولكن هذه الكهوف كانت بمثابة المنازل والفنادق في ذلك الوقت".

ويتحدث عن العثور على العديد من تلك الكهوف الصخرية في قرى متفرقة تابعة للقضاء، مضيفًا: "نستشهد على وجود حياة في تلك الكهوف من خلال الصور والرسوم وبعض الأشكال داخلها، وبدورنا نسعى لإبراز كل جانب جميل في غورون".

ويردف قائلا: "حصلنا على تمويل من وزارة الثقافة والسياحة فيما يتعلق بالكهوف، وطوّرنا المنطقة المحيطة بالكهوف وزودناها بإضاءة".

ويذكر أنه بالإضافة إلى الكهوف، هناك أماكن مهمة للزيارة والمشاهدة في غورون، مثل بحيرة غوك بنار ووادي شوغول.

ويتابع: "نحن نقوم بدورنا بقدر استطاعتنا لجعل غورون تسهم في قطاع السياحة، ونرحب بجميع زوارنا".

كما تعتبر الكهوف الصخرية في قرية "تودورغه" في قضاء زارا مقصدًا للزوار في جميع أوقات العام، حيث تضم حوالي 100 كهف منحوتة في الصخر واستخدمت مساكن منذ سنوات عديدة.

وتشير تقديرات أن عمر تلك الكهوف يعود إلى نحو 3 آلاف و200 عام، وكانت تستخدم مساكن وأماكن إيواء، حيث تشبه أشكال الأبنية الطابقية.

ويعتقد أن الكهوف استخدمت من قبل الحضارة الرومانية وحضارات مختلفة أخرى.