بمتحف في إدنبرة.. إسكتلندا على موعد مع الفن الفلسطيني المعاصر (تقرير)
رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي ومنظم المعارض الفنية، فيصل صالح للأناضول: اختيار إدنبرة جاء بسبب ما تتمتع به المدينة من أجواء فنية ومهرجانات ثقافية، ما يجعلها مكانًا مثاليًا لمثل هذا المتحف.

İngiltere
لندن/ زحل دميرجي/ الأناضول
رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي ومنظم المعارض الفنية، فيصل صالح للأناضول:- اختيار إدنبرة جاء بسبب ما تتمتع به المدينة من أجواء فنية ومهرجانات ثقافية، ما يجعلها مكانًا مثاليًا لمثل هذا المتحف.
- الإعلام الغربي صور الفلسطينيين بصورة لا إنسانية، حتى أصبح قتلهم، وحرق الأطفال، وتدمير المدن والمناطق السكنية، أمرًا عاديًا وحالة مألوفة.
أعلن رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي ومنظم المعارض الفنية، فيصل صالح، عن استعداده لافتتاح أول متحف مخصص للفن الفلسطيني المعاصر في أوروبا، في العاصمة الإسكتلندية إدنبرة، في 17 مايو/ أيار الجاري.
وأكد صالح أن هذا المتحف سيكون بمثابة "تمرد" في وجه محاولات إلغاء الأنشطة المتعلقة بفلسطين في الغرب.
وخلال حديثه للأناضول، شدد صالح، الذي سبق وأسس متحف فلسطين في ولاية كونيتيكت الأمريكية (شمال شرق) في 2018، على أهمية هذا المشروع، الذي وصفه بنقطة البداية لافتتاح فروع جديدة في عدة مدن بريطانية.
وكان صالح قد أطلق مؤخرًا مبادرة لتحويل مبنى السفارة الإسرائيلية السابق في مدينة دبلن، والذي تم إغلاقه بقرار إسرائيلي، إلى متحف.
وعن ذلك أوضح أن ذلك المسعى واجه عراقيل عديدة، ولم يحصل على رد على طلباته، ما يشير إلى أن الإجراءات أُديرت بطريقة غير شفافة.
- إدنبرة كانت فرصة مثالية لهذا المشروع
وأوضح صالح أنه منذ تأسيس متحف فلسطين في أمريكا في 2018، كان من بين خططهم التوسع وافتتاح فروع جديدة في مدن كبرى حول العالم، وقال: "بعد سبع سنوات، شعرنا أن الوقت قد حان، وهذا هو التوقيت المثالي".
وأشار إلى أن اختيار إدنبرة جاء بسبب ما تتمتع به المدينة من أجواء فنية ومهرجانات ثقافية، ما يجعلها مكانًا مثاليًا لمثل هذا المتحف.
وتابع: "نحن الآن على بعد أيام من الافتتاح، وقد تم تنفيذ الأعمال اللازمة بسرعة كبيرة".
ولفت صالح إلى أن الدعم الذي تحظى به فلسطين في إسكتلندا كان عاملا مهما في اتخاذ قرار افتتاح المتحف هناك.
وأشار إلى وجود العديد من مجموعات التضامن والنشطاء وفريق من المتطوعين المتفانين الذين دعموا المشروع وساهموا في إنجازه.
كما كشف صالح عن خططهم لافتتاح متحف آخر في مدينة شيكاغو الأمريكية، مؤكدًا أن متحف فلسطين سيواصل التوسع على مستوى العالم.
- من أبرز المعروضات.. تمثال يجسد الطبيب "أبو صفية"
وفي معرض حديثه عن محتوى المتحف، أكد صالح أن المعروضات ستكون مشابهة لما يُعرض في فرع المتحف في أمريكا، لكنها بحجم أصغر، وستتضمن لوحات وتماثيل تعكس واقع القضية الفلسطينية.
وسلط صالح الضوء على عمل فني بارز يتمثل في تمثال برونزي من تصميم الفنانة الإسكتلندية أماندا أدلر، يصوّر رأس الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان.
وفي أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي أبو صفية (52 عاما)، عقب اقتحامها "مستشفى كمال عدوان" في شمال القطاع، وأخرجته تحت تهديد السلاح، بعد تدميرها المستشفى وإخراجه عن الخدمة.
وأضاف أن المتحف سيعرض أيضًا تماثيل أنجزها فنانون فلسطينيون محليون، تمثل الكوفيات التي تخلّد ذاكرة الإنسان الفلسطيني، وبعض المقتنيات التي تركها سكان غزة خلال التهجير القسري الذي تعرضوا له.
- تمرد على إلغاء الأنشطة المناصرة لفلسطين في الغرب
المتحف سيشكّل تحديًا لمحاولات إلغاء الأنشطة المؤيّدة لفلسطين في الغرب، وفق صالح.
وواصل أن المتحف سيتبنى سياسة "الباب المفتوح" للفنانين الفلسطينيين، حيث سيتيح لهم عرض أعمالهم بحرية.
وأوضح: "سنعرض الفعاليات التي تم إلغاؤها في أماكن أخرى، ولن يتمكن أحد من إجبارنا على إلغاء أي معرض، طالما لم يأت الجيش ليستولي على المبنى.
ويتابع: "نحن المالكون لعقد الإيجار، ولدينا حق قانوني كامل في تنظيم المعارض، وفق قوانين المملكة المتحدة".
وأشار إلى أن مهمة المتحف الجديد، الذي سيفتتح في 17 مايو الجاري في إدنبرة، هي نقل الرواية الفلسطينية إلى العالم عبر الفن، تمامًا كما يفعل متحف فلسطين في الولايات المتحدة.
وأكد أن هذا التوسّع سيخلق شبكة عالمية من صالات العرض الفلسطينية في المستقبل.
- جعله "حالة مألوفة".. الإعلام الغربي طبّع القتل والتدمير في غزة
وانتقد صالح، مؤسس متحف فلسطين، موقف الإعلام الغربي الذي وصفه بغير الودي تجاه القضية الفلسطينية، واتهمه بالتستر على ما يحدث في غزة.
وقال: "لو أن ما يجري في غزة حدث في دولة أوروبية، لقامت الدنيا ولم تقعد، ولبثت شاشات التلفزة والصحف هذه المآسي مرارًا وتكرارًا، ولرأينا ردود فعل غاضبة في جميع أنحاء العالم".
وأضاف: "لكن عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين في غزة، يُعاملون وكأنهم غير موجودين، وكأنهم ليسوا بشرا".
لقد صوّر الإعلام الغربي الفلسطينيين بصورة لا إنسانية، حتى أصبح قتلهم، وحرق الأطفال، وتدمير المدن والمناطق السكنية، أمرًا عاديًا وحالة مألوفة، وفق صالح.
وتابع: "كل هذا أصبح ممكنًا بفضل إعلام يخلق بيئة تدفع المشاهد لقبول هذه الأفعال واعتبارها حالة طبيعية. الناس يرون كل ذلك، لكنهم لا ينبسون ببنت شفة".
واختتم صالح بالقول إن سكان المدن الكبرى في الغرب يواصلون حياتهم اليومية وكأن شيئًا لم يحدث، في حين أن غزة لم تتلقَ أي مساعدات إنسانية منذ 65 يومًا، و2.2 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة.
وشدد ختاما على أن حدوث ذلك في القرن الحادي والعشرين، أمام أعين مليارات البشر، هو "أمر مخزٍ بكل المقاييس".
وتواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطيني قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت تلك الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 172 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.