عادل عبد الرحيم / الأناضول

بعد إغلاق دام 921 يوما، عاد مطار الخرطوم الدولي إلى الواجهة مجددا، عشية إعادة تشغيله، إثر توقف العمل به منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في 15 أبريل/ نيسان 2023.

وبعد ساعات من إعلان هيئة الطيران المدني، مساء الاثنين، عزمها إعادة تشغيل المطار، الأربعاء، شنت طائرات مسيرة هجوما على المطار في حادثة أثارت المخاوف من تشغيله مجددا.

وأعلن الجيش السوداني في بيان، الثلاثاء، عن تعرض المطار إلى هجوم بطائرات مسيرة فجر اليوم ذاته تصدت لها قوات الجيش وأسقطتها جميعها.

كما تفقد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش مطار الخرطوم عقب الحادثة، مؤكدا على عزمهم القضاء على التمرد، في إشارة لـ"قوات الدعم السريع".

*قصف قبيل تشغيل مرتقب الأربعاء

تلك التطورات الميدانية جاءت بعد ساعات من إعلان هيئة الطيران المداني، عودة تشغيل مطار الخرطوم الدولي، الأربعاء، للرحلات الداخلية بعد إعادة تأهيله عقب الدمار الكبير الذي لحق به.

وأشارت إلى أن هذا القرار يأتي تأكيدا على جاهزية المطار لاستقبال الرحلات بصورة تدريجية، بعد استكمال الترتيبات الفنية والتشغيلية اللازمة.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدّتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.

*استعادة الجيش للمطار

وكما كان مطار الخرطوم محط مواجهات عند اندلاع الحرب عقب سيطرة "قوات الدعم السريع" على المطار في اليوم الأول من اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023.

حظي بذات الاهتمام عند استعادة الجيش للمطار، ففي 26 مارس/آذار 2025 حطت الطائرة الخاصة للبرهان قائد الجيش في مطار الخرطوم لأول مرة منذ عامين.

قبل أن يتوجه إلى القصر الرئاسي معلنا عن تحرير الخرطوم بعد أن نفذ الجيش أكبر عملية اجتياح بري سيطر من خلالها على مواقع عسكرية ومدنية في العاصمة.

ونجح الجيش في 21 مايو/أيار الماضي، من السيطرة على كامل الخرطوم، معلنا خلوها من قوات الدعم السريع، بعد انتصاره في معارك في منطقة صالحة جنوبي مدينة الخرطوم غربي العاصمة الخرطوم.

وقد أثر توقف مطار الخرطوم الدولي إلى شلل كبير في حركة الطيران والمسافرين في البلاد، بحكم موقعه الفريد الذي يتوسط السودان وقدرته الاستيعابية الكبيرة.

إذ كان مطار الخرطوم شريانًا رئيسًا لحركة الاقتصاد والسفر حيث خدم المطار وفق آخر إحصائية في العام 2018 ما يربو عن 5.3 ملايين مسافر.

ونتيجة لتوقف مطار الخرطوم الدولي جراء الحرب تم نقل السفريات إلى مطار بورتسودان الدولي شرق البلاد وهو ثاني مطارات السودان.

*محطات الإنشاء والتوقف

وأنشئ مطار الخرطوم في العام 1947 في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وتمت توسعته ليستوعب الحركة الجوية في السبعينات الثمانينات، وقد تم إعادة تأهيله المطار ما بين 2000 و2010.

والتوقف الحالي لمطار الخرطوم ليس الوحيد الذي تعرض له، ففي يونيو/حزيران 2019، أوقفت شركات الطيران الأجنبية رحلاتها بشكل مؤقت نحو مطار الخرطوم الدولي بسبب الأوضاع الأمنية والاحتجاجات التي عرفتها مدينة الخرطوم، لكن عادت شركات الطيران لتشغيل رحلاتها من المطار في نفس الشهر بعد تحسن الأوضاع.

وفي 14 يناير/كانون الثاني 2020، توقفت حركة الطيران في المطار وتم فرض حظر جوي، وتحويل الطائرات القادمة للخرطوم لمطارات أخرى، وجاء هذا الإجراء بعد أن قام جنود بتمرد عسكري وإطلاق النار قرب محيط المطار، وقد أعيد فتح المطار في 15 يناير 2025.