تركيا, الدول العربية, التقارير, السودان

الهلال الأحمر التركي يغيث السودان بـ100 طن مساعدات إنسانية (تقرير)

- الأمين العام للهلال الأحمر السوداني أحمد الطيب سليمان: الهلال الأحمر التركي في مقدمة داعمينا بما يقدمه من مساعدات إنسانية

Adel Abdelrheem, Ahmed Satti  | 15.12.2025 - محدث : 15.12.2025
الهلال الأحمر التركي يغيث السودان بـ100 طن مساعدات إنسانية (تقرير)

Sudan

عادل عبد الرحيم – أحمد أسامة ساتي/ الأناضول

- رئيس فريق الهلال الأحمر التركي بالسودان فاروق آقصوي: سنواصل تقديم المساعدة وعلى المجتمع الدولي زيادة دعمه للسودان

أعلن الهلال الأحمر التركي تقديمه 100 طن من مواد إغاثية للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية الناجمة عن استمرار الحرب في السودان.

ومنذ أبريل/ نيسان 2023 تحارب "قوات الدعم السريع" الجيش السوداني؛ جراء خلاف بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، مما تسبب بمقتل عشرات آلاف السودانيين وتشريد نحو 13 مليون شخص.

وتعمل منظمات تركية، بينها الهلال الأحمر والوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) ووقف الديانة التركي، في تقديم المساعدات الإنسانية والصحية في أنحاء السودان.

وعقب اندلاع الحرب نشطت هذه المنظمات التركية بوتيرة أكبر في تقديم المساعدات للنازحين السودانيين والمجتمعات المستضيفة.

وتسعى منظمات إغاثة دولية، في مقدمتها الهلال الأحمر التركي، إلى الوصول إلى الأسر المحتاجة وتقديم الدعم لها، بالتعاون مع السلطات السودانية.

وفي مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر (شرق) تحدث للأناضول كل من رئيس فريق الهلال الأحمر التركي بالسودان فاروق آقصوي والأمين العام للهلال الأحمر السوداني أحمد الطيب سليمان بشأن الأزمة الإنسانية والجهود لتخفيف معاناة السودانيين.

** مساعدات تركية

وقال رئيس فريق الهلال الأحمر التركي بالسودان للأناضول إن الجمعية، إضافة للمشاريع التي ستنفذها في الأيام المقبلة، ستكون قد أوصلت ما مجموعه 100 طن مساعدات غذائية إلى الأسر المحتاجة بالسودان منذ نوفمبر/ تشرين الثاني.

وأضاف فاروق آقصوي أن الهلال الأحمر التركي، وضمن عملياته بالسودان خلال عام 2024، أرسل "سفينتي خير" محملتين بـ2111 طنا من مواد إغاثة إنسانية.

وأشار إلى تفاقم الأزمة الإنسانية عقب اقتحام "قوات الدعم السريع" لمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب) في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقال آقصوي: "بعد التطورات التي شهدتها الفاشر في أكتوبر تحرّك الهلال الأحمر التركي بسرعة، وأوفد فريقا إلى (مدينة) بورتسودان" (شرق).

وأضاف: "بعد 4 أيام فقط من وصول الفريق، تم توزيع طرود غذائية على 500 أسرة في مخيم العفّاض للنازحين بمدينة الدبة بالولاية الشمالية، وإيصال 655 عبوة حليب أطفال".

آقصوي تطرق إلى الصعوبات التي واجهتها الأسر النازحة من الفاشر خلال رحلة النزوح، قائلا: "العائلات التي التقينا بها في مدينة الدبة وصلت إليها قبلنا بأيام قليلة قادمة من الفاشر".

وأكمل: "عائلات سارت على الأقدام، وأخرى أُصيب أفراد منها في هجمات بالطائرات المسيّرة".

"وكان لنا شرف زيارة مواطنين يتحلّون بكرامة عالية، مثل الحاجة ناهدة التي وصلت إلى الدبة برفقة تسعة أطفال، بعد أن فقدت إخوتها وتكفّلت بأطفالهم"، كما أردف آقصوي.

** 5 ولايات

وأفاد آقصوي بأن الهلال الأحمر التركي وزّع في بورتسودان 1000 بطانية على 500 أسرة، وأوصل 1500 سلة غذائية إلى أسر اضطرت للنزوح من الفاشر (غرب) وكردفان (جنوب) إلى مخيم النهضة بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل (شمال).

وأضاف: "سيقوم فريقنا خلال الأيام المقبلة بتوزيع 1500 سلة غذائية في الخرطوم، و1000 سلة بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان".

وتابع: "سنوزع 1000 سلة غذائية في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض (جنوب)، وسيشارك فريقنا في عمليات التوزيع بالخرطوم".

وشدد على أن جميع هذه الأنشطة تُنفَّذ بتنسيق وثيق وتعاون مباشر مع الهلال الأحمر السوداني، وتسهم الكوادر التطوعية التابعة للهلال الأحمر السوداني في مختلف الولايات في تنفيذ الأعمال بسلاسة.

وبشأن التحديات التي تواجههم، قال إن من أكبرها الأضرار الكبيرة التي لحقت بالطرق، مما يؤخر أحيانا وصول الفرق والمساعدات لأيام.

وشدد على أن السودان يواجه أكبر أزمة إنسانية في العالم، إذ يزيد عدد المحتاجين عن 25 مليون شخص (من أصل نحو 52 مليون)، ويتجاوز عدد النازحين 10 ملايين.

وأردف: "سنواصل تقديم المساعدة قدر استطاعتنا في هذه الأزمة الإنسانية، ولكن نعتقد أن على المجتمع الدولي أيضا أن يزيد دعمه للسودان ويواصل هذا الدعم".

** دور محوري

من جانبه قال الأمين العام للهلال الأحمر السوداني أحمد الطيب سليمان إن "الهلال الأحمر السوداني اضطلع بدور محوري منذ اليوم الأول لبدء موجات النزوح".

وعزا هذا الدور إلى "اعتباره مؤسسة رائدة في الاستجابة للاحتياجات العاجلة للمتضررين".

وأفاد ببذل جهود مكثفة لتوفير الأمن والحماية العاجلة والمأوى، وتقديم المساعدات الغذائية والخدمات الصحية الأساسية.

ويعد الهلال الأحمر السوداني في مناطق عديدة "الجهة الإنسانية الرائدة، بل والوحيدة"، التي تقدّم خدمات إنسانية ميدانية، بحسب سليمان.

ولفت إلى أن للهلال الأحمر السوداني 18 فرعا في ولايات السودان الـ18، ويعمل فيه نحو 800 ألف متطوع نشط.

** مقتل 33 متطوعا

سليمان قال إنه تم حشد المتطوعين لتقديم الخدمات الإنسانية والعاجلة للفئات المتأثرة، وهم يواجهون تحديات جسيمة في مقدمتها التحديات الأمنية.

وتابع: "فقد 33 متطوعا من الهلال الأحمر السوداني حياتهم أثناء أداء واجبهم في المخيمات أو مقار الجمعيات منذ بداية الحرب".

واستطرد: "آخرهم كان 5 من متطوعي الهلال الأحمر في مدينة بارا بولاية شمال كردفان (جنوب)".

وفي 28 أكتوبر الماضي أعلن الهلال الأحمر مقتل 5 من عناصره المتطوعين في بارا بولاية شمال كردفان، جنوبي البلاد، وسط اتهامات من منظمات وهيئات حقوقية محلية ودولية لقوات الدعم السريع بقتلهم بعد يومين من سيطرتها على المدينة، دون تعليق من الأخيرة.

وتابع سليمان حديثه قائلًا: "في بداية الأحداث، أطلق الهلال الأحمر السوداني، بالتعاون مع أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، نداءً إنسانياً بقيمة تقارب 80 مليون دولار. ورغم أن نحو 30 بالمئة فقط من هذا النداء تم تلبيته، فإن الجمعية واصلت تقديم خدماتها الإنسانية".

وأشار إلى أن الهلال الأحمر التركي يأتي في مقدمة الجهات الداعمة التي برزت بمساعداتها الإنسانية. مضيفا "وباسم الأمانة العامة للجمعية ومتطوعيها والشعب السوداني، نتقدم بأصدق عبارات الشكر والتقدير للشعب التركي على ما قدّمه من دعم ومساندة".

وأعرب سليمان عن تطلعهم إلى مزيد من الدعم من الهلال الأحمر التركي مع اقتراب شهر رمضان، مشيرًا إلى أن لدى الهلال الأحمر التركي خبرة واسعة في هذا المجال.

** تعهّد بالدعم

وأشار سليمان إلى لقائه سفير تركيا لدى السودان فاتح يلدز، موضحا أن السفير أكد أنه سيبذل جهودا لتحريك جميع المؤسسات والهيئات في تركيا من أجل دعم الشعب السوداني والفئات المتضررة.

وقال الأمين العام للهلال الأحمر السوداني: "نحن حاليا في طور نقل مكتبنا من مدينة بورتسودان إلى العاصمة الخرطوم".

ولفت إلى أن الجمعية فقدت جميع أصولها الثابتة والمنقولة، وأن المقر الرئيسي في الخرطوم تعرّض للنهب الكامل، بما في ذلك المستودعات والمخزونات الاستراتيجية ونحو 70 مركبة.

وأوضح أن معظم مكاتب الهلال الأحمر السوداني باتت بحاجة ماسة إلى دعم عاجل، مضيفا: "في هذا الإطار، نثق بأن جميع أعضاء المجتمع الدولي سيقدّمون الدعم اللازم لجمعيتنا، ونتطلع إلى هذا الدعم حتى نتمكن من مواصلة رسالتنا الإنسانية".

ومن أصل 18 ولاية في البلاد، تسيطر "الدعم السريع" على ولايات دارفور الخمس غربا، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، الذي يفرض بدوره نفوذه على معظم الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.