الدول العربية, التقارير, المغرب

المغرب.. مطالب شباب "زد" على الطاولة وتحذيرات من التصعيد (تقرير إخباري)

** وزيرة الإسكان المغربية: - مطالب شباب "زد" مشروعة وهي تعبير عن الواقع المر للمغاربة

Khalid Mejdoub  | 01.10.2025 - محدث : 01.10.2025
المغرب.. مطالب شباب "زد" على الطاولة وتحذيرات من التصعيد (تقرير إخباري)

Rabat

الرباط/ الأناضول

** وزيرة الإسكان المغربية:
- مطالب شباب "زد" مشروعة وهي تعبير عن الواقع المر للمغاربة
-لو كنا قد نجحنا بالفعل لم نكن اليوم لنسمع هذه الأصوات في الشارع بالمقابل البلاد نجحت في بعض المحطات
** الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المعارض:
-الشباب المنخرط في احتجاجات جيل "زد" إلى "وقف المظاهرات"
-استمرار العنف سيفقد الاحتجاجات مشروعيتها
** حزب "التجمع الوطني للأحرار" الحكومي:
- نتفاعل مع مطالب الشباب ونؤكد استعدادنا للحوار
- نشيد بالمقاربة المتوازنة لسلطات الأمن ودورها في حفظ الأمن 

رغم تحول مظاهرات شباب "زد" الداعية لإصلاح التعليم والصحة، إلى مواجهات مع رجال الأمن ما خلف إصابات وتوقيفات وخسائر مادية، إلا أن تلك الاحتجاجات وجدت صداها لدى الحكومة، وسط تحذيرات من "التصعيد".

إذ اعتبرت وزيرة مغربية، أن مطالب هؤلاء الشباب "مشروعة"، وهي تعبير عن "الواقع المر" للمغاربة، فيما اعتبر قيادي حزبي بارز (معارض) أن "استمرار العنف سيفقد الاحتجاجات مشروعيتها"، داعيا لوقف المظاهرات.


وخلال الأيام القليلة الماضية، منعت السلطات المغربية، شباب كانوا يعتزمون تنظيم مظاهرات بعدة مدن مثل طنجة وتطوان (شمال) ووجدة (شمال شرق)، للمطالبة بـ"إصلاح التعليم والصحة ومحاربة الفساد"، وهو منع شابه مشاحنات ومواجهات، بحسب محتجين.

ودعا لتلك المظاهرات شباب من جيل "زد" وهو الجيل الذي ولد ما بين منتصف التسعينات من القرن الماضي، والسنوات الأولى من القرن الحالي، في أوج ثورة التكنولوجية الحديثة والإنترنت.

وأعلنت وزارة الداخلية المغربية، الأربعاء، في بيان، إصابة 263 عنصر أمن بجروح متفاوتة الخطورة، و23 محتجا، وإضرام النار وإلحاق أضرار جسيمة بـ 142 عربة أمن و20 سيارة خاصة، وتوقيف 409 أشخاص.


وتزامنا مع تلك التطورات التي اعتبرها مراقبون "الأعنف" منذ سنوات، أعلنت الحكومة الثلاثاء "استعدادها للتجاوب الإيجابي والمسؤول مع المطالب الاجتماعية" التي تنادي بعدة مطالب بينها إصلاح التعليم والصحة ومحاربة الفساد".


وذكرت الأحزاب الثلاثة المشكّلة للحكومة وهي "التجمع الوطني للأحرار" و"الأصالة والمعاصرة" و"الاستقلال"، في بيان مشترك، أن "المقاربة المبنية على الحوار والنقاش هي السبيل الوحيد لمعالجة مختلف الإشكالات التي تواجهها البلاد".

** مظاهرات لليوم الخامس

ولليوم الخامس، اندلعت مظاهرات شبابية جديدة الأربعاء، بعدد من المدن المغربية.

وانضمت الأربعاء، عدد من المدن إلى الاحتجاجات، مثل العيون الشرقية (شمال شرق) وتازة (شرق) وخريبكة (شمال)، وفق إعلام محلي مثل موقع "هسبريس"، وناشطون بوسائل التواصل الاجتماعي.

وخلال اليوم الخامس، لم تمنع السلطات المغربية، آلاف الشباب من تنظيم مظاهرات بعدة مدن مثل، الدار البيضاء (غرب) وسيدي سليمان وطنجة وتطوان (شمال) ووجدة (شمال شرق).

وردد المتظاهرون شعارات من قبيل "ما بغيناش (لا نريد) كأس العالم، الصحة أولا".

** الحكومة: نتفاعل مع مطالب الشباب

وفي بيان صادر الأربعاء، قال حزب "التجمع الوطني للأحرار"، قائد الائتلاف الحكومي، إنه يتفاعل مع مطالب التعبيرات الشبابية التي تشهدها البلاد، وأكد استعداده للانخراط في كل مبادرات النقاش والحوار.

وأضاف الحزب في بيان، أنه يشيد بالمقاربة المتوازنة للسلطات الأمنية، ودورها في حفظ الأمن العام، وحماية المواطنين وممتلكاتهم.

واستنكر "محاولة أطراف سياسية السطو على طموحات التعبيرات الشبابية"، معبرا عن رفضه "مساهمة هذه الأطراف في تحريض الشباب".

**وزيرة: مطالب الشباب مشروعة

وقالت وزيرة الإسكان وسياسة المدينة المغربية، فاطمة الزهراء المنصوري، إن "مطالب حراك الجيل الجديد الذي انطلقت بمنصات التواصل الاجتماعي ثم الشارع مشروعة".


واعتبرت المنصوري الأربعاء، أن "مطالب الشباب بإصلاح التعليم والصحة ومحاربة الفساد تعبر عن الواقع المر للمغاربة".

ودعت المنصوري، وهي المنسقة الوطنية للأمانة العامة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة (المشارك في الائتلاف الحكومي)، في لقاء حزبي، إلى "ضرورة الإنصات لهؤلاء الشباب"، بحسب ما ورد في مقطع مصور أرسل لوسائل الإعلام.

وقالت: "لو كنا قد نجحنا (الحكومة) بالفعل، لم نكن اليوم لنسمع هذه الأصوات في الشارع، وفي منصات التواصل الاجتماعي، ولما استمر هذا الغضب".

واستدركت: "بالمقابل فإن البلاد نجحت في بعض المحطات، فلا يمكن الزعم أن وضعية اليوم هي نفسها إبان الثمانينيات أو التسعينيات، ومن يرفض الاعتراف بهذا الواقع فذلك ينم عن سوء نية، لكن هذا لا يعني أنه ليست هناك مشاكل، بل هناك مشاكل حقيقية".

المنصوري وهي أيضا عمدة مدينة مراكش (شمال)، أضافت أن "احتجاج الشباب مشروع، لكن يجب أن يكون منظما، حتى يتم التمكن من التحاور معكم، والاحتجاجات في حد ذاتها تعكس حيوية وديمقراطية".

** المنصوري: الاحتجاجات دليل نضج ديمقراطي

وأقرت المنصوري بوجود مشاكل بعدد من القطاعات مثل الصحة، مضيفة أن: "المغاربة يعانون في قطاع الصحة، لكن لا أعتقد أن الحكومة هي السبب المباشر، فالمشاكل قديمة ومتجذرة منذ السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات".

وتابعت: "جميع الدول تعاني من مشاكل الصحة، والمغرب لديه نقص ويحتاج حاليا إلى 30 ألف طبيب إضافي".

وتساءلت: "هل يمكن توفير هذا العدد من الأطباء بين عشية وضحاها؟ قطعاً لا، ولا يمكن أن نكذب على المغاربة ونقول: سنحل أزمة الصحة غدا، ولم أكذب يوما على المغاربة ولن أفعل، وإذا كان لابد أن أغادر الحكومة فسأفعل، لكن دون أن أخدع الناس".


وأكملت: "فتوفير 30 ألف طبيب لا يمكن في عام أو عامين، ولا حتى في ولاية حكومية واحدة، هذا إصلاح يحتاج إلى وقت طويل".

وشددت المسؤولة على أن "الاحتجاجات الحالية ليست مقلقة، بل دليل على نضج ديمقراطي".

وأبرزت ضرورة البحث عن "مواطن الفشل في إقناع شباب آخرين غاضبون، وناقمين على المؤسسات والانتخابات والأحزاب السياسية".

وقالت إن الدستور والقانون هو الذي يؤطر كل شيء، وخيار الديمقراطية اختارته البلاد، مبينة أنها متفقة مع مطالب الشباب الذين خرجوا.

** بنكيران يدعو لوقف المظاهرات

وعقب أعمال العنف التي جرت الثلاثاء، دعا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي (معارض) عبد الإله بنكيران، الشباب المنخرط في احتجاجات جيل "زد" إلى "وقف المظاهرات".


وحذر من أن استمرارها بعد تسجيل أعمال عنف وإتلاف للممتلكات "قد يهدد أمن الوطن واستقراره".

وأوضح بن كيران في كلمة مصورة بثها على منصات التواصل الاجتماعي، الأربعاء، أن حزبه "يقر بحقهم في التعبير السلمي، غير أن تطور الأحداث نحو رشق بالحجارة، واستهداف لعناصر الأمن، وإحراق سيارات واعتداء على ممتلكات خاصة وعامة، يُخرج الحراك من إطار المطالب الاجتماعية إلى دائرة الانفلات الأمني "الذي لا تُحمد عقباه".

وأضاف أن "استمرار العنف سيفقد الاحتجاجات مشروعيتها، بل قد يرتد سلبا على المطالب التي رفعتها، خصوصا قضايا التعليم والصحة ومحاربة الفساد."

وبحسب بنكيران، رئيس الحكومة المغربية الأسبق، فإن "المنطق السياسي يقتضي التوقف الآن، حتى لا تتحول الحركة من مبادرة إصلاحية إلى سبب في إفساد الأوضاع"، مبرزا أن المصلحة الوطنية "تظل فوق كل اعتبار".

الأمين العام للعدالة والتنمية أكد في ندائه على أن المغرب يعيش "نعمة الأمن والاستقرار"، محذرا من أن أي مساس بهذه النعمة ستكون له عواقب وخيمة على البلاد والعباد.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın