خبراء روس: قمة بوتين وترامب قد ترسم خريطة للسلام في أوكرانيا (تقرير)
رجّح خبراء روس أن تسفر قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، المقررة في ولاية ألاسكا الأمريكية منتصف الشهر الجاري، عن خريطة طريقة لحل الأزمة الأوكرانية دون التوصل لاتفاق مباشر لوقف إطلاق النار.

Moskova
موسكو/ دميتري تشيرجيو/ الأناضول
- خبراء روس رجّحوا، في مقابلات مع الأناضول، التوصل إلى خريطة طريق لحل الأزمة دون اتفاق مباشر لوقف إطلاق النار**مدير معهد التنمية الحكومية المعاصرة في روسيا، دميتري سولوننيكوف:
- يمكن لروسيا أن تتعهد بوقف القتال كبادرة حسن النية
- روسيا لن توقع أي اتفاق مع زيلينسكي، لأنه من وجهة نظرها رئيس غير شرعي
- بعد قمة ألاسكا، من المرجح أن يقوم ترامب بزيارة إلى روسيا ولقاء بوتين في أقصى شرق البلاد
- اختيار ألاسكا مكانا للاجتماع خطوة مناسبة، لكونها قريبة وآمنة ما يجنب بوتين السفر عبر دول ثالثة أو مناطق خطرة
**الخبير في نادي فالداي الدولي للحوار في روسيا، أندريه كورتونوف:
- إدارة ترامب تركز على إبرام اتفاقات منفصلة، بحيث إذا تحقق اتفاق في ملف أوكرانيا، يمكن الانتقال إلى ملفات أخرى
- "انعقاد القمة في ألاسكا يخدم مصالح الطرفين
- ترامب يريد إيصال رسالة بأنه قادر على استقبال بوتين على أراض أمريكية دون وسطاء
- تمنح القمة بوتين فرصة للظهور في دولة غربية بعد غياب طويل، ما يعكس أن روسيا ليست معزولة
**نائبة مدير معهد البحوث السياسية في روسيا، داريا غريفتسوفا:
- من الممكن التوصل إلى توافق حول معايير وقف إطلاق النار لكن قد يصطدم برفض أوكراني أوروبي
- واشنطن ترغب في الظهور كقوة عظمى قادرة على حل النزاعات الإقليمية، وهو ما يدفع ترامب لإنهاء الحرب
- ترامب يريد رفع العقوبات المفروضة على روسيا، لكن لا بد من وجود مبرر لذلك
رجّح خبراء روس أن تسفر قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، المقررة في ولاية ألاسكا الأمريكية منتصف الشهر الجاري، عن خريطة طريقة لحل الأزمة الأوكرانية دون التوصل لاتفاق مباشر لوقف إطلاق النار.
وفي حديث للأناضول، قال مدير معهد التنمية الحكومية المعاصرة في روسيا، دميتري سولوننيكوف، إنه من المتوقع أن يتوصل الزعيمان خلال اللقاء المزمع في مدينة أنكوريج بولاية ألاسكا إلى تفاهم بشأن سبل حل الأزمة الأوكرانية.
وأضاف: "قد يظهر سيناريو أو خريطة طريق لحل الأزمة، لكن لن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لأن مثل هذا الاتفاق لا يمكن أن يُوقَّع إلا بين روسيا وأوكرانيا".
وتابع: "في أفضل الأحوال، يمكن لروسيا أن تتعهد بوقف القتال كبادرة حسن النية، لكن هذا لن يُلزم أوكرانيا بأي شكل على وقف القتال. قبل كل شيء، سيعلن الجانب الروسي مباشرة نهجه نحو الحل، وهذا أمر مهم للغاية".
وبشأن إمكانية لقاء بوتين بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال سولوننيكوف: "روسيا لن توقع أي اتفاق مع زيلينسكي، لأنه من وجهة نظرها رئيس غير شرعي. لذلك، لا حاجة للقاء يجمع بوتين بزيلينسكي".
وتطرق سولوننيكوف إلى تأثير قمة الرئيسين بوتين وترامب على العلاقات الثنائية، مذكرًا بأن الزعيمين اجتمعا عام 2018 في العاصمة الفنلندية هلسنكي.
وتابع القول: "في ذلك الوقت، قيل إن العلاقات الاقتصادية ستتحسن، لكن ذلك لم يحدث. لذلك، بعد قمة ألاسكا قد يكون هناك احتمال لتحسن العلاقات الثنائية، لكن لا شيء مضمون".
وتوقع سولوننيكوف ألا تكون هذه القمة الأخيرة، مرجحا أن يقوم ترامب بزيارة إلى روسيا ولقاء بوتين في أقصى شرق البلاد.
واعتبر أن اختيار ألاسكا مكانا للاجتماع خطوة مناسبة، لكونها أقرب الولايات الأمريكية إلى روسيا وآمنة، ما يجنب الرئيس الروسي السفر عبر دول ثالثة أو مناطق خطرة.
كما شدد على أهمية الحفاظ على سرية المحادثات، لافتا إلى أن انعقاد القمة في دولة ثالثة يزيد احتمالات تسريب مضمونها، "وهو ما لا يرغب به الطرفان".
- حل الأزمة يتطلب عملا جادا
بدوره، أشار الخبير في نادي فالداي الدولي للحوار في روسيا، أندريه كورتونوف، إلى أن المسائل الفنية المتعلقة بحل الأزمة الأوكرانية تتطلب عملا جادا على عدة أصعدة.
وقال: "لهذا السبب، يمكن في قمة ألاسكا التشاور فقط حول القضايا الأساسية المتعلقة بحل المسألة، ومعايير السلام المستقبلي. ومن غير المرجح أن تشكل هذه القضايا أساسا لوثيقة مشتركة، لكنها يمكن أن تكون قاعدة لأعمال مستقبلية على مستويات ومضامين مختلفة".
ولفت كورتونوف إلى أن روسيا والولايات المتحدة تتبنيان نهجين مختلفين تماماً تجاه تحسين العلاقات الثنائية.
وأضاف موضحًا: "النهج الروسي منهجي. تنطلق روسيا من حقيقة أن علاقاتها مع الولايات المتحدة معقدة ومتعددة المستويات".
ورأى أنه "من أجل إحراز تقدم، يجب العمل على جميع أبعاد العلاقات في الوقت نفسه، بما في ذلك إعادة إرساء الحوار الدبلوماسي، وتشجيع المشاريع الاقتصادية المشتركة، وإعادة إطلاق المشاورات المتعلقة بالاستقرار الاستراتيجي".
وأكد ضرورة تناول جميع هذه القضايا مجتمعة، "بحيث يمكن حتى لتقدم بسيط في القمة أن يشكل قوة دافعة للعلاقات الثنائية".
وبيّن كورتونوف أن إدارة ترامب تولي أهمية للاتفاقات، وتركز على إبرام اتفاقات منفصلة، بحيث إذا تحقق اتفاق في ملف أوكرانيا، يمكن الانتقال إلى ملفات أخرى، أما إذا تعثر التقدم، فقد تلجأ واشنطن إلى فرض عقوبات جديدة على موسكو.
واعتبر أن "انعقاد القمة في ألاسكا يخدم مصالح الطرفين، فترامب يريد إيصال رسالة بأنه قادر على استقبال بوتين على أراض أمريكية دون وسطاء، بينما تمنح القمة بوتين فرصة للظهور في دولة غربية بعد غياب طويل، ما يعكس أن روسيا ليست معزولة".
كما لفت كورتونوف إلى اهتمام البلدين بملف القطب الشمالي، معتبرا أن هذا الجانب يضفي على ألاسكا أهمية خاصة كمكان لانعقاد القمة.
- توافق ممكن
من جانبها، شددت نائبة مدير معهد البحوث السياسية في روسيا، داريا غريفتسوفا، على أهمية القمة المرتقبة بين بوتين وترامب، مشيرة إلى إمكانية التوصل لتوافق لوقف إطلاق النار، لكنها حذرت من أنه قد يصطدم برفض أوكراني أوروبي.
وقالت إنه "سيتم خلال القمة توثيق التوافقات التي تم التوصل إليها مسبقًا. ومن المهم أن يُظهر بوتين وترامب رغبة حقيقية للعمل البنّاء. يجب أن تسفر هذه القمة التاريخية عن نتائج ملموسة".
وأضافت غريفتسوفا أن حل الأزمة الأوكرانية سيكون من أبرز الملفات المطروحة على طاولة النقاش، مشيرة إلى إمكانية التوصل إلى توافق حول معايير وقف إطلاق النار.
وأوضحت: "في البداية يمكن الاتفاق على وقف الهجمات على المدن، ثم الانتقال لاحقًا إلى وقف الاشتباكات على خط التماس في دونباس".
وشددت على أهمية أن تتعهد أوروبا بعدم نشر قوات في أوكرانيا، ووقف شحنات الأسلحة إليها، وإلغاء التعبئة العسكرية داخل أوكرانيا، معتبرة أن هذه النقاط قد تكون شروطا أساسية لوقف إطلاق النار.
واتهمت غريفتسوفا الرئيس الأوكراني زيلينسكي والقادة الأوروبيين بالسعي لمواصلة الحرب، قائلة: "قد ترفض كييف والدول الأوروبية الاتفاقات التي يمكن أن يتوصل إليها بوتين وترامب، وتطالب بمفاوضات تشارك فيها، ما قد يؤدي إلى تأجيل جميع المبادرات".
وأشارت إلى وجود تباين جوهري بين المقاربتين الروسية والأمريكية لحل الأزمة الأوكرانية؛ فبالنسبة لروسيا، القضية لا تقتصر على الأراضي، بل تشمل أيضًا "تطهير" أوكرانيا من النازيين، وحل المسائل المتعلقة باللغة الروسية والكنيسة، وهي أهداف العملية العسكرية الخاصة.
أما الولايات المتحدة، تضيف غريفتسوفا "فترغب في الظهور كقوة عظمى قادرة على حل النزاعات الإقليمية، وهو ما يدفع ترامب لإنهاء الحرب باعتبار ذلك مكسبا سياسيا له".
ورأت أن ترامب يريد رفع العقوبات المفروضة على روسيا، لكن لا بد من وجود مبرر لذلك، مشيرة إلى أن العقوبات تبطئ النمو الاقتصادي للولايات المتحدة.
وختمت غريفتسوفا، حديثها بالقول: "سيفعل ترامب ما هو مفيد اقتصاديا لبلاده، والتعاون مع روسيا في مجالات متعددة سيكون في مصلحة الولايات المتحدة أيضا".
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.