عمان/ ليث الجنيدي/ الأناضول

فاز العالم العربي عمر ياغي، الأربعاء، بجائزة نوبل للكيمياء رفقة الياباني سوسومو كيتاغاوا، والبريطاني المولد ريتشارد روبسون، بفضل "تطويرهم أطرا معدنية عضوية".

وأفاد تلفزيون "المملكة" الأردني (رسمي) بأن ياغي (65 عاما) عالم "أردني"، فيما قالت قناة "الإخبارية" السعودية إن "العالم السعودي عمر بن يونس ياغي، نال جائزة نوبل للكيمياء".

وقررت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم منح جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025 لكل من عمر ياغي، وسوسومو كيتاغاوا، وريتشارد روبسون، "لتطويرهم أطرا معدنية عضوية".

وابتكر العلماء الثلاثة "تراكيب جزيئية ذات مساحات واسعة تسمح بتدفق الغازات والمواد الكيميائية الأخرى عبرها".

وهذه التراكيب تعرف باسم الأطر المعدنية العضوية (MOFs)، ويمكن استخدامها لاستخلاص الماء من هواء الصحراء، واحتجاز ثاني أكسيد الكربون، وتخزين الغازات السامة، أو تحفيز التفاعلات الكيميائية.

وتُمنح جوائز مؤسسة نوبل، التي أُنشئت في 9 يونيو/ حزيران 1900، تنفيذا لوصية السويدي المهندس المخترع ألفريد نوبل، لمَن يقدمون خدمات للإنسانية.

وتشير تقارير إلى أن ياغي، عالم كيمياء أردني من أصل فلسطيني، ويحمل أيضا الجنسية الأمريكية، ومُنح الجنسية السعودية بأمر ملكي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.

وهاجر ياغي، إلى الولايات المتحدة في سن الخامسة عشرة، وحصل على الدكتوراه في الكيمياء من جامعة إلينوي عام 1990.

وشغل مناصب أكاديمية في جامعات مرموقة، منها جامعة ولاية أريزونا وجامعة ميتشيغان وجامعة كاليفورنيا.

وصُنف ياغي، مرارا ضمن أفضل العلماء والمهندسين في العالم، وحصل على جائزة نوابغ العرب عن فئة العلوم الطبيعية لعام 2024.

كما فاز بجائزة الملك فيصل العالمية في العلوم 2015، وجائزة وولف في الكيمياء 2018، ونال ميدالية امتياز من الدرجة الأولى من ملك الأردن عبد الله الثاني.

ونُشر لياغي، أكثر من 300 بحث علمي، وحظيت أعماله بأكثر من 250 ألف استشهاد علمي، ولديه ما يزيد على 70 براءة اختراع.

وفي مقابلة مع موقع جائزة نوبل بعد إعلان فوزه بالجائزة، عبّر ياغي، عن شعوره الأولي قائلا: "مندهش، سعيد، غمرني شعور عارم، كان الأمر مميزا جدا بطرق كثيرة".

ياغي، استعاد بداياته المتواضعة قائلا إنه نشأ في بيت بسيط للغاية، حيث كان مع عائلته المكونة من اثني عشر فردا يتقاسمون غرفة صغيرة واحدة مع الماشية التي كانوا يربونها.

وأضاف أنه وُلد (في الأردن) لعائلة لاجئة، وكان والداه بالكاد يعرفان القراءة والكتابة؛ فوالده أنهى الصف السادس فقط، فيما لم تكن والدته تجيد القراءة والكتابة.

وأكد ياغي، أن رحلته الطويلة لم تكن ممكنة لولا العلم، الذي وصفه بأنه "أعظم قوة مساواة في العالم ودليل على أن الموهبة موجودة في كل مكان، تحتاج فقط إلى الفرصة لتزدهر".

وأشار إلى أنه بدأ مسيرته المستقلة في جامعة ولاية أريزونا، وكان حلمه آنذاك أن ينشر مقالا واحدا على الأقل يحصل على 100 اقتباس، لكنه اليوم يرى أن مجموع الاقتباسات التي حققها مع طلابه تجاوز 250 ألفا، وهو ما لم يكن يتوقعه على الإطلاق.

وتابع ياغي، أن "جمال الكيمياء يكمن في القدرة على التحكم بالمادة على المستوى الذري والجزيئي، وهو ما يفتح آفاقا هائلة من الإمكانات والاكتشافات".

وعبر ملك الأردن عبدالله الثاني، في تدوينة على منصة شركة "إكس" الأمريكية عن الفخر بحصول ياغي على الجائزة، قائلا: "نفخر ونعتز بالعالم الأردني البروفيسور عمر ياغي، ونبارك له وللأردن فوزه بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2025".

وأضاف: "هذا الإنجاز فخر جديد يضاف إلى سجل الأردنيين المشرف في مختلف الميادين حول العالم، ويثبت أن الأردني قادر على إحداث الفارق أينما تواجد".