دولي, الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

والنزوح يقضّ مهده.. الرضيع رمضان ينهشه المرض بغزة (تقرير)

على سطح مبنى "جامعة الأقصى" في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة، تجلس الفلسطينية أم محمد المصري وهي تحتضن رضيعها رمضان الذي أنهكه المرض والجوع في مهده ومنعه من النوم ليالٍ طويلة، بينما تغطي جسده دمامل والتهابات مؤلمة تنتشر يوميا.

Jomaa Younis  | 15.08.2025 - محدث : 15.08.2025
والنزوح يقضّ مهده.. الرضيع رمضان ينهشه المرض بغزة (تقرير)

Gazze

غزة / الأناضول

- الرضيع الفلسطيني رمضان نزحت به أسرته من بيت حانون هربًا من القصف، فأصيب بمرض جلدي بكتيري بسبب المياه الملوثة ونقص العلاج، ليصبح واحدًا من مئات الأطفال في غزة الذين يفتك بهم الحصار والجوع والمرض.
- والدة رمضان للأناضول: "ابني مريض منذ أكثر من شهر.. حرارة ومياه ملوثة سببت له دمامل والتهابات، والأطباء قالوا إنه مرض جلدي بكتيري في الدم
- الوضع يسوء مع مرور الوقت وزوجي يخرج من الصباح حتى المساء بحثا عن الطعام لكنه يعود خالي الوفاض
- مر عامان من الحرب دون حلول، وطفلي ينهار أمام عيني وأنا عاجزة

على سطح مبنى "جامعة الأقصى" في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة، تجلس الفلسطينية أم محمد المصري وهي تحتضن رضيعها رمضان الذي أنهكه المرض والجوع في مهده ومنعه من النوم ليالٍ طويلة، بينما تغطي جسده دمامل والتهابات مؤلمة تنتشر يوميا.

العائلة نزحت من مدينة بيت حانون شمال القطاع هربًا من القصف الإسرائيلي المتواصل، لتجد نفسها أمام معاناة أشد قسوة مع حياة النزوح ونقص الغذاء والماء والدواء بسبب الحصار الذي تفرضه تل أبيب.

** المرض والجوع

بصوت متعب تقول الأم للأناضول: "ابني مريض منذ أكثر من شهر.. الحرارة المرتفعة والمياه الملوثة سببت له دمامل والتهابات، والأطباء قالوا إنه مرض جلدي بكتيري في الدم".

وتشتكي الأم من انتشار المرض في جسد طفلها دون وجود علاج مناسب له، قائلة: "أعطوه مضادا حيويا أكثر من مرة بلا فائدة.. المرض ينتشر في جسده كله وهو لا ينام من الألم".

وبدأ المرض يتفشى سريعا في جسد الصغير رمضان (7 أشهر) إلى أن أنهكه تماما، في مشهد يختزل معاناة مئات الأطفال في قطاع غزة، حيث تنتشر بينهم الأمراض وأعراض سوء التغذية، مخلفة أجسادا نحيلة ووجوها شاحبة أرهقها الجوع قبل أن يفتك بها المرض.

يأتي ذلك في وقت تعاني فيه مستشفيات القطاع من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات، وانهيار شبه كامل في قدراتها التشخيصية والعلاجية.

والاثنين قال مدير عام وزارة الصحة منير البرش إن 300 ألف مريض مزمن مهددون بسبب نقص الدواء، لافتا إلى وفاة 6 آلاف و758 حالة من بينهم.

وأضاف أن إسرائيل قتلت منذ بدء حرب الإبادة في غزة 18 ألفا و430 طفلاً و9 آلاف و300 سيدة بينهن 8 آلاف و505 من الأمهات.

ووسط حرارة خانقة وظروف معيشية قاسية تضيف الأم للأناضول وهي تحاول تهدئة صغيرها: "لا يوجد حليب ولا حفاضات.. عندنا ربع كيس طحين أوشك على النفاد، نأكل خبزا مع الدقة (قمح وبهارات)، ولا توجد مياه للشرب أو الاستخدام".

وتضيف أم محمد: "الوضع يسوء مع مرور الوقت.. زوجي يخرج من الصباح حتى المساء بحثا عن الطعام لكنه يعود خالي الوفاض، رغم المخاطر الكبيرة، وابني حالته تسوء كل يوم".

ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث يتداخل التجويع الممنهج مع إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ 22 شهرا.

وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/ آذار الماضي جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، وتسمح تل أبيب بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين.

ومع استمرار الحصار، تحولت المراكز الصحية القليلة العاملة إلى أروقة مكتظة بالمرضى، حيث يرقد كثيرون على الأرض، والأطباء يعملون منهكين بلا أجهزة كافية أو أدوية منقذة للحياة.

ووفق وزارة الصحة في غزة، توفي 103 أطفال منذ بدء الإبادة نتيجة سوء التغذية، فيما يعاني 500 رضيع من نقص غذائي حاد، وسُجلت أكثر من 28 ألف حالة سوء تغذية منذ بداية 2025.

** مناشدة من "عاجزة"

وتنظر أم محمد إلى رضيعها بقلق وتقول: "لا أعرف اسم مرضه، لكنه يزداد سوءاً كل يوم، وجسده امتلأ بالدمامل والالتهابات".

وناشدت الأم العالم مساعدتها والفلسطينيين في غزة، قائلة: "مر عامان من الحرب دون حلول، وطفلي ينهار أمام عيني وأنا عاجزة".

ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني نزوحا قسريا منذ أكثر من 22 شهرًا، وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث تكتظ مراكز الإيواء والخيام بعشرات الآلاف، في ظل نقص حاد في المياه النظيفة والغذاء والرعاية الصحية، ما يزيد من تفشي الأمراض والأوبئة بين الأطفال.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة 61 ألفا و776 قتيلا فلسطينيا و154 ألفا و906 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 239 شخصا، بينهم 106 أطفال.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.