دولي, الدول العربية, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

هآرتس: أزمة ثقة بين جنود الاحتياط وحكومة نتنياهو قبل اجتياح مدينة غزة

أزمة الثقة الحالية بين المؤسسة العسكرية والحكومة تتسرب إلى صفوف الجيش، وفق الصحيفة العبرية

Abdel Ra'ouf D. A. R. Arnaout  | 02.09.2025 - محدث : 02.09.2025
هآرتس: أزمة ثقة بين جنود الاحتياط وحكومة نتنياهو قبل اجتياح مدينة غزة

Quds

القدس/ الأناضول

- جندي احتياط يقول إن غزو مدينة غزة لا علاقة له بإعادة الأسرى وإن الجميع يدرك ذلك
- يشعر الجيش الإسرائيلي بالقلق إزاء انخفاض نسبة المشاركة بين جنود الاحتياط

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية النقاب، الثلاثاء، عن أزمة ثقة بين جنود الاحتياط وحكومة بنيامين نتنياهو مع دخول استدعاء 60 ألف جندي احتياط حيز التنفيذ اليوم، استعدادا لاحتلال مدينة غزة.

وأوضحت الصحيفة أن "قرار استدعاء حوالي 60 ألف جندي احتياطي، الذي أصدره الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي، يدخل حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء، ومن المتوقع أن يلتحق عشرات الآلاف من جنود الاحتياط بقواعدهم قبل العملية العسكرية المخطط لها لغزو مدينة غزة".

وذكرت أن بعض جنود الاحتياط "أمضى مئات الأيام في الخدمة، ويخشى الجيش من انخفاض نسبة الإقبال بسبب العبء، والقلق على حياة الرهائن (الأسرى)، وانعدام الثقة بالحكومة".

وأشارت إلى أن "الجيش يُناضل من أجل كل جندي احتياط وسط أزمة ثقة بالحكومة الإسرائيلية".

وقالت: "أمضى معظم هؤلاء الاحتياطيين مئات الأيام في الخدمة العسكرية منذ بدء الحرب، ويُطلب منهم الآن الخدمة لمدة ثلاثة أشهر إضافية، مع إمكانية تمديدها لشهر واحد تبعًا لتطورات القتال في القطاع".

وأضافت: "سيتم نشر جزء كبير من القوات في مهمات بالضفة الغربية وشمال إسرائيل لتخفيف العبء عن جنود الخدمة الإلزامية".

واجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت)، الأحد، لمناقشة خطة تسمى "عربات جدعون 2" لاحتلال مدينة غزة، وتأتي استكمالا لـ "عربات جدعون" التي أطلقها الجيش في قطاع غزة بين 16 مايو/ أيار و6 أغسطس/ آب الماضي.

وفي 21 أغسطس المنصرم، صدّق "الكابينت" على خطط الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة، والتي سبق أن وافق عليها وزير الدفاع يسرائيل كاتس.

وبينما يؤيد قادة الأجهزة الأمنية بإسرائيل اتفاقا للتهدئة وتبادل الأسرى وافقت عليه حركة حماس قبل نحو أسبوعين، فإن رئيس الوزراء نتنياهو يصر على خطة احتلال مدينة غزة، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.

والجمعة، أعلنت إسرائيل مدينة غزة التي يسكنها نحو مليون فلسطيني "منطقة قتال خطيرة"، وبدأت غارات وعمليات نسف واسعة تسفر عن مقتل وإصابة العديد من الفلسطينيين ودمار هائل في المدينة المنكوبة تحت وطأة إبادة مضاعفة.

** شكوك الجيش

ونقلت "هآرتس" عن جنود احتياط إن "الكثيرين منهم يشعرون بتضارب في الآراء بشأن المحتجزين لدى حماس، وأعرب بعضهم عن عدم ثقتهم بالأهداف المعلنة للحكومة (بينها هزيمة حماس وإعادة الأسرى)".

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي لم تسمهم، قولهم إن "أزمة الثقة الحالية بين المؤسسة العسكرية والحكومة تتسرب إلى صفوف الجيش".

وقالت: "طُلب من كبار قادة الاحتياط إجراء محادثات مع الجنود والسماح لهم بالتعبير عن مشاعرهم قبل التوغل البري".

وقال جندي احتياط من المقرر أن يلتحق بقاعدة "تساليم" جنوب إسرائيل للصحيفة: "نتحدث ونقول ما نفكر فيه، ولكن لا توجد إجابات".

وأضاف الجندي: "لا أتذكر شعورًا كهذا في دورات سابقة. حتى من خلال التحدث مع القادة، يتضح أننا نخوض حربًا لا يريدها الجيش الإسرائيلي نفسه".

وتابع: "لا أحد يستطيع أن يروي لي أي خرافات بعد 280 يومًا من القتال في غزة. أنا أعرف غزة، للأسف. غزو غزة لا علاقة له بإعادة الرهائن. كل واحد منا يدرك ذلك".

** مشاركة منخفضة

ولفتت الصحيفة إلى أن "الجيش الإسرائيلي يشعر بالقلق إزاء انخفاض نسبة المشاركة بين جنود الاحتياط".

وأضافت: "يخطط الجيش لإخفاء الأعداد الدقيقة ويمكنه التلاعب بالبيانات للتقليل من شأن التغيب، لكن على أرض الواقع، تعقيد الوضع واضح للجميع".

ونقلت عن جندي احتياط في أحد الألوية المشاركة حاليًا في الحرب في غزة إنه "حتى قبل الاستدعاء الحالي وتمديد الخدمة، كان البعض طلب بالفعل عدم المشاركة، واستفسر القادة من كل جندي عن قدرته واستعداده للانضمام".

وزاد الجندي: "لكل فرد مشاكله الخاصة، وفي النهاية، هناك قائمة بمن ينوي الانضمام. يتكون حوالي ربع قوتنا من التعزيزات؛ إنهم أشبه بالمرتزقة".

وتابع: "لن يتخلى أي قائد عن جنوده اليوم؛ فكل جندي مُدرّب هو مورد يستحق القتال من أجله. الجيش الإسرائيلي مُفكك تمامًا. مع تعبئة هذا العدد الكبير من الألوية والكتائب، يجب عليه الآن إعادة هيكلة قواته وإعادة أفرادها إلى الوحدات الأساسية التي كانت موجودة في 7 أكتوبر".

وأشارت الصحيفة إلى أن "الجيش يُدرك المعاناة المتزايدة لجنود الاحتياط ويتفهمها".

وذكرت أن "كبار المسؤولين العسكريين يقولون إن رئيس الأركان إيال زامير حاول تجنب مثل هذه التعبئة واسعة النطاق، بل واقترح خططًا عملياتية على الحكومة لا تتطلب استدعاءات مكثفة، لكن هذه الخطط رُفضت".

وفي الأيام الأخيرة، قالت وسائل إعلام عبرية، إن زامير نصح الحكومة بقبول العرض الذي قدمه الوسطاء (قطر ومصر والولايات المتحدة) لوقف إطلاق نار في غزة، إلا أن وزراء عارضوه، مصرين على خطة احتلال مدينة غزة.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة 63 ألفا و557 قتيلا، و160 ألفا و660 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 348 فلسطينيا بينهم 127 طفلا.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.