مندوبة فلسطينية باليونسكو: إسرائيل دمرت كل ما يتعلق بالتعليم والتراث بغزة (مقابلة)
أبو ندى المسؤولة عن المشاريع في الوفد الفلسطيني، تحدثت للأناضول بمناسبة "اليوم العالمي للتسامح"، وتطرقت إلى تأسيس اليونسكو ورسالتها في ترسيخ ثقافة التسامح.
Ankara
أنقرة/ الأناضول
**عضو وفد فلسطين لدى منظمة اليونسكو سارة أبو ندى:- أكثر من 90 بالمئة من مدارس غزة دُمِّرت كليا أو جزئيا، فيما تضرر أكثر من 200 موقع أثري وثقافي في القطاع
- الهجمات الإسرائيلية قتلت أكثر من 230 صحفيا، في أعلى حصيلة لضحايا الصحفيين في أي صراع منذ الحرب العالمية الثانية
- أدرجنا المواقع الثقافية في غزة على قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر
- المنظمة تعاونت مع وكالات متخصصة بالأقمار الصناعية لمتابعة حالة المواقع التراثية المتضررة في غزة
- لاحظنا خلال العامين الماضيين دعما كبيرا من الدول الأعضاء في اليونسكو لفلسطين
قالت سارة أبو ندى، عضو وفد فلسطين لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إن إسرائيل دمرت كل ما يدخل ضمن نطاق صلاحياتهم في غزة، من التعليم إلى التراث الثقافي، على مدى عامين من الإبادة الجماعية التي ارتكبها بحق الفلسطينيين بالقطاع.
أبو ندى المسؤولة عن المشاريع في الوفد الفلسطيني، تحدثت للأناضول بمناسبة "اليوم العالمي للتسامح"، وتطرقت إلى تأسيس اليونسكو ورسالتها في ترسيخ ثقافة التسامح.
ويُحتفل في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام بـ"اليوم العالمي للتسامح"، وهو أيضا ذكرى تأسيس اليونسكو، وذلك بموجب قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1996.
وذكَّرت أبو ندى بأن اليونسكو تحتفل هذا العام بالذكرى الثمانين لتأسيسها عقب الحرب العالمية الثانية.
وأوضحت أن الهدف الأساسي للمنظمة كان ولا يزال "إرساء السلام في عقول الرجال والنساء"، لأن الكراهية والعنف تبدأ دائما من الذهن.
وأكدت أن المنظمة تبني رؤيتها لتحقيق عالم أكثر عدلا وسلاما من خلال التركيز على التعليم، وأنها ترتكز على 4 أركان أساسية هي: التعليم، والعلم، والثقافة، وحرية التعبير.
** إسرائيل دمرت التعليم والتراث بغزة
وتابعت: "يمكنني القول إن كل ما يخص مجال عمل اليونسكو قد دُمِّر تماما خلال ما يزيد على عامين من الإبادة الإسرائيلية".
وخلفت الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بدعم أمريكي بدءا من 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني وما يزيد على 170 ألف جريح، ونحو 9500 مفقود إما تحت أنقاض المنازل المدمرة أو ما زال مصيرهم مجهولا.
وفي معرض وصفها لحجم الدمار الهائل بغزة، قالت أبو ندى إن "أكثر من 90 بالمئة من مدارس غزة دُمِّرت كليا أو جزئيا، فيما تضرر أكثر من 200 موقع أثري وثقافي في القطاع".
وأشارت إلى مقتل أكثر من 230 صحفيا في الهجمات الإسرائيلية، في أعلى حصيلة لضحايا الصحفيين في أي صراع منذ الحرب العالمية الثانية.
وأوضحت أن كافة القطاعات التي تشرف عليها اليونسكو في غزة تعرضت لدمار شامل، وأن "إعادة إعمارها ستستغرق وقتا طويلا".
وذكرت أن البنك الدولي قدَّر تكلفة إعادة إعمار غزة بأكثر من 50 مليار دولار.
** خطوات اليونسكو تجاه غزة
وذكرت أبو ندى أن الوفد الفلسطيني لدى اليونسكو عمل منذ بداية الحرب على اتخاذ خطوات مهمة ضمن صلاحيات المنظمة.
ومن بين هذه الخطوات إدراج المواقع الثقافية في غزة على قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر خلال الدورة الـ 42 للمؤتمر العام لليونسكو عام 2023، حسب المصدر نفسه.
ولفتت إلى أن المنظمة تعاونت مع وكالات متخصصة بالأقمار الصناعية لمتابعة حالة المواقع التراثية المتضررة.
وأشارت إلى تنفيذ مشاريع تربط وزارة التعليم الفلسطينية بجامعات غزة لخلق برامج دعم، ومنها مشروع "الحرم الجامعي الافتراضي"، الذي يهدف لتوحيد قواعد البيانات الجامعية وضمان استمرارية العملية التعليمية.
وأفادت بتخصيص المنظمة ميزانية قدرها مليونا دولار لتمويل مشاريع غزة، رغم وجود عجز كبير في التمويل.
وأكدت أنها لاحظت خلال العامين الماضيين دعما كبيرا من الدول الأعضاء في اليونسكو لفلسطين في القرارات المتصلة بغزة.
وأشارت إلى أن الدول الأعضاء تبدي اهتماما واضحا بالوضع الإنساني في القطاع.
واختتمت حديثها بالقول: "أتمنى أن نتيح للفلسطينيين مساحة أكبر للظهور والتعبير، ليتحدثوا عما عاشوه وما زالوا يعيشونه، ويجب أن نعمل على توثيق ما حدث بدلا من دفنه".
** اليوم العالمي للتسامح
وتهدف منظمة الأمم المتحدة من إقرار يوم عالمي للاحتفال بالتسامح إلى الدعوة لإرساء قيمة التسامح والتغافر بين جميع البشر على اختلاف أديانهم وثقافاتهم وعرقياتهم، سعيا لتحقيق حياة أفضل للإنسانية يسودها السلام الذي ترسخه معاني التسامح وقبول الآخر والاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب.
وبحسب "إعلان مبادئ التسامح" الصادر عن اليونسكو في 16 نوفمبر 1995، فإن التسامح هو احترام وقبول وتقدير التنوع الثقافي وأساليب التعبير والوجود الإنساني.
ويحذر الإعلان من أن تزايد التعصب يشكل تهديدا عالميا، مؤكدا الحاجة الملحة لتعزيز قيم التسامح.
أما اليونسكو فتأسست خلال مؤتمر للأمم المتحدة في لندن بين 1 و6 نوفمبر 1945، شاركت فيه 37 دولة من بينها تركيا.
وتم توقيع دستور اليونسكو في 16 نوفمبر 1945، ودخل حيّز التنفيذ في 4 نوفمبر 1946 بعد تصديق 20 دولة عليه.
وتتخذ المنظمة من باريس مقرا لها، وتتألف من المؤتمر العام، والمجلس التنفيذي، والأمانة العامة. والمؤتمر العام أعلى هيئاتها في رسم سياساتها واعتماد ميزانياتها.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
