مسؤول إسرائيلي سابق: تل أبيب منهكة بغزة فيما أعادت حماس تنظيم صفوفها
الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلي (أمان) عاموس يدلين، في مقال على صفحة القناة 12: المبادرات أحادية الجانب للاعتراف بدولة فلسطينية تلقى دعما متزايدا بينما تحولت إسرائيل إلى "كيس ملاكمة"..

Quds
زين خليل/الأناضول
قال الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) عاموس يدلين، إن تل أبيب منهكة ومعزولة بعد فشلها في تحقيق أهدافها داخل قطاع غزة، معتبرا أن مقاتلي حركة حماس أعادوا تنظيم صفوفهم.
جاء ذلك في مقال نشره، مساء السبت، على الموقع الإلكتروني للقناة 12 الإسرائيلية الخاصة.
وقال يدلين الذي كان رئيسا لـ "أمان" بين عامي 2006-2010: "بعد نحو عامين من كارثة 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023)، تقترب إسرائيل من كارثة أخرى ليست هزيمة عسكرية فقط، بل خسارة سياسية واستراتيجية عميقة وطويلة الأمد".
وفي ذلك اليوم، هاجمت حماس مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية، وقتلت وأصابت إسرائيليين واعتقلت آخرين، ردا على اعتداءات تل أبيب المتكررة على المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية.
وأضاف يدلين: "من طالبوا بنصر مطلق (الوزراء المتطرفون)، ووعدوا بالقضاء على حماس وإعادة المختطفين (المحتجزين بغزة)، يواجهون في الواقع وضعا تسيطر فيه حماس على غزة، ومختطفين لم يعودوا بعد، وشرعية إسرائيل في أدنى مستوياتها عالميا على نحو غير مسبوق".
وشدد يدلين على أن "إسرائيل لا تبدو اليوم منتصرة، بل منهكة ومعزولة، ومنغمسة في ساحة لا هدف سياسي واضح لها فيها".
وسبق أن حدد رئيس الوزراء الإسرائيلي 3 أهداف لحرب الإبادة في غزة: القضاء على حماس، وإطلاق سراح المحتجزين، وضمان ألا تشكل غزة خطرا على أمن إسرائيل، إلا أنه لم يحقق أيا منها.
في السياق، أشار يدلين إلى أن الحكومة "تسعى إلى حروب سريعة ذات إنجاز عسكري واضح، يمكن تحويله إلى إنجاز سياسي".
وشدد على أن "الوعد بنصر مطلق كان غير واقعي منذ اللحظة الأولى، وحماس لا تزال صامدة، والمجتمع الدولي يُوجه إصبع الاتهام نحو إسرائيل، وقضية المختطفين دُفعت إلى الهامش".
**وضع غزة لا يطاق
وبشأن الموقف الأمريكي، قال يدلين: "حتى (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب، الذي كان في البداية من أبرز داعمي إسرائيل، بدأ يفقد صبره".
وأضاف أن "السياسة في الولايات المتحدة تتغير، فهناك معسكرات معادية لإسرائيل وهي تزداد قوة، بينما يتراجع دعم إسرائيل إلى أدنى مستوياته التاريخية".
ومقرا بالكارثة التي سببتها إسرائيل بالقطاع، وصف يدلين واقع الحياة في غزة، بأنه "لا يُطاق، وحماس تعرف كيف تسوّق له أفضل بكثير من إسرائيل".
وبشأن مفاوضات تبادل الأسرى، قال يدلين: "رفض نتنياهو الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب، بينما أعادت حماس تنظيم صفوفها".
وقبل أيام، انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس بالدوحة بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة، جراء تصلب مواقف تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات.
ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين، لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
الرئيس السابق لشعبة أمان، قال إن "حماس ترى الأوروبيين وأصدقاءنا في الغرب يعارضوننا، بل ويستعدون للاعتراف بدولة فلسطينية".
وخلص إلى أن "العالم لم يعد ينتظر، والمبادرات أحادية الجانب للاعتراف بدولة فلسطينية تلقى دعما متزايدا. ونحن نتحول إلى كيس ملاكمة".
ومن أصل 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة، تعترف 148 دولة بدولة فلسطين، التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى عام 1988.
ويتصاعد حراك الاعتراف بدولة فلسطين على خلفية حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي، على غزة، خلفت أكثر من 209 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.