الدول العربية, إسرائيل

محلل إسرائيلي: التصعيد الأخير في لبنان مبادرة تخدم مصالح نتنياهو

عاموس هارئيل في مقال كتبه بصحيفة "هآرتس" العبرية: - اشتعال النيران على ارتفاعات متفاوتة على جبهات متعددة يُساعد نتنياهو في السيطرة على النقاش العام

Abdel Ra'ouf D. A. R. Arnaout  | 24.11.2025 - محدث : 24.11.2025
محلل إسرائيلي: التصعيد الأخير في لبنان مبادرة تخدم مصالح نتنياهو مكان الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت الأحد

Quds

القدس/ الأناضول

عاموس هارئيل في مقال كتبه بصحيفة "هآرتس" العبرية:
- اشتعال النيران على ارتفاعات متفاوتة على جبهات متعددة يُساعد نتنياهو في السيطرة على النقاش العام
- إدارة ترامب تحاول الترويج لاتفاقية تطبيع بين سوريا وإسرائيل، لكنها في الواقع واجهت اعتراضات من نتنياهو

رأى المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل، الاثنين، أن التصعيد الأخير في لبنان هو مبادرة إسرائيلية تخدم مصالح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتحظى بدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفي مقال كتبه بصحيفة "هآرتس" العبرية، قال هارئيل: "تبذل واشنطن جهودًا حثيثة لفرض واقع جديد في لبنان، وربما تعتقد أن إظهار إسرائيل جديتها كفيل بإخراج المفاوضات من المأزق.

واستدرك: "لكن الهجمات الإسرائيلية مرتبطة أيضا بجبهات أخرى، ويبدو أنها تهدف إلى صرف الانتباه عن إخفاقات نتنياهو".

وأضاف هارئيل أن "وقف إطلاق النار هو مصطلح نسبي، وعمليا، استأنفت إسرائيل هجماتها منذ اليوم الأول (لوقف النار نهاية 2024) تقريبا، مستهدفة بشكل رئيسي عناصر حزب الله وأنظمة أسلحته المنتشرة جنوب نهر الليطاني".

وتابع: "على مدار العام الماضي، قُتل ما يقرب من 400 شخص في غارات جوية إسرائيلية على لبنان، معظمهم من عناصر حزب الله"، على حد قوله.

وأشار هارئيل إلى أنه "حتى الصيف الماضي، ساد تفاؤل في كل من إسرائيل ولبنان بشأن الوضع في لبنان"، وفق تقييمه.

وأردف أن "الانطباع السائد كان أن الحكومة اللبنانية الجديدة والقيادة الحالية للجيش اللبناني على استعداد لمواجهة حزب الله والإصرار على الاستمرار في نزع سلاحه، وهو جهد تلقى دفعة قوية من نجاحات إسرائيل في الحرب"، حسب تعبيره.

واستدرك: "في الأشهر الأخيرة، أصبحت التقييمات أكثر تشاؤما، وتوقفت جهود الجيش اللبناني، وسارع حزب الله إلى إعادة تسليح نفسه على جانبي نهر الليطاني. ردا على ذلك، صعّدت إسرائيل هجماتها، رغم أن حزب الله امتنع حتى الآن عن شن أي هجمات على إسرائيل"، على حد ادعائه.

وفي إشارة إلى اغتيال إسرائيل رئيس أركان حزب الله هيثم الطبطبائي بغارة على الضاحية الجنوبية في بيروت، قال هارئيل إن "تطورات الأحد في لبنان ترتبط أيضا بما يحدث على جبهات أخرى".

والأحد، اغتالت إسرائيل الطبطبائي و4 آخرين من عناصر "حزب الله"، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع قبل نحو عام.

ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كثف الجيش الإسرائيلي هجماته على لبنان، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وكان مفترضا أن ينهي الاتفاق عدوانا بدأته إسرائيل في أكتوبر 2023، وتحول في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة، وأسفر عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفا آخرين.

كما زعم المحلل الإسرائيلي أن "تل أبيب تشعر أيضا بالقلق من الانتشار العسكري لحماس في منطقة مدينتي صور وصيدا (جنوب)، حيث يمكن لحماس استخدام هذا الانتشار لممارسة ضغوط مضادة في وقت يحاول فيه الأمريكيون فرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة".

وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، إبادة جماعية بدأتها تل أبيب في 8 أكتوبر 2023 واستمرت لعامين، وخلفت أكثر من 69 ألف قتيل، وأكثر من 170 ألف جريح.

وشدد هارئيل: "لكن، كما هو معتاد مع نتنياهو، من المستحيل أيضا تجاهل مدى ملاءمة هذه التحركات له سياسيا".

"ففي سوريا، تحاول إدارة ترامب الترويج لاتفاقية تطبيع مع إسرائيل، لكنها في الواقع واجهت اعتراضات من نتنياهو"، وفق المحلل ذاته.

وفي 18 نوفمبر الجاري، قالت قناة "كان" الإسرائيلية إن المفاوضات بين تل أبيب ودمشق بشأن اتفاقية أمنية "وصلت إلى طريق مسدود".

وذكرت القناة الرسمية نقلا عن مصادر أن إسرائيل رفضت ضمن المفاوضات الجارية لإبرام اتفاقية أمنية محتملة مع دمشق، الانسحاب من المناطق التي احتلتها جنوبي سوريا بعد سقوط نظام البعث في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024.

وقبل ذلك بأسبوع، استبعد الرئيس السوري أحمد الشرع، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، الانضمام لاتفاقيات "أبراهام" التي تتضمن التطبيع مع إسرائيل، وأعرب عن أمله في أن تساعد إدارة ترامب بلاده بالتوصل لاتفاق أمني مع تل أبيب أو العودة لاتفاق 1974.

ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر 2024 ووسعت رقعة احتلالها، بما في ذلك المنطقة السورية العازلة وجبل الشيخ، كما دمرت آليات ومعدات وذخائر للجيش السوري عبر مئات الغارات الجوية.

ورغم أن الحكومة السورية لم تشكل أي تهديد لتل أبيب، شن الجيش الإسرائيلي مئات الغارات الجوية منذ الإطاحة بالأسد، فقتل مدنيين ودمر مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش.

وقال هارئيل: "فليس من قبيل الصدفة أنه (نتنياهو) زاد من حدة التوتر مع الحكومة السورية من خلال زيارة استفزازية إلى الجانب السوري من مرتفعات الجولان الأسبوع الماضي. ويبدو أن العملية في بيروت ليست منفصلة عن مثل هذه الحسابات، وكذلك الاحتكاك المنتظم في قطاع غزة".

وأضاف: "إن اشتعال النيران على ارتفاعات متفاوتة على جبهات متعددة يُساعد نتنياهو في السيطرة على النقاش العام، ويُمهّد الطريق للأجواء التي يريدها في الحملة الانتخابية المقبلة.. كما يُوفر له العديد من الأعذار لمزيد من التأخير في محاكمته الجنائية".

وعن نتنياهو، قال هارئيل: "بإمكانه الاستمرار في التعهد بأنه قد استخلص العبر من هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، وأنه هو السبب وراء اتخاذه هذا النهج العدواني والقتالي.. لكن عمليا، لا يبدو أن قراراته تُتخذ لأسباب أمنية جوهرية فحسب".

وعمليا فإن العام الانتخابي في إسرائيل قد بدأ بالفعل حيث يطمح نتنياهو للفوز وتشكيل حكومة جديدة.

فإذا لم تجر انتخابات مبكرة خلال الأشهر المقبلة، فإن ولاية الكنيست الحالي تنتهي في أكتوبر المقبل، ما يعني أن الانتخابات العامة ستجري خلال أقل من عام.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.