دولي, الدول العربية, أخبار تحليلية, التقارير, لبنان, إسرائيل

تصعيد جديد ضد لبنان.. إسرائيل تقصف بيروت وتغتال قياديا في "حزب الله" (محصلة)

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اغتال "هيثم علي الطبطبائي قائد أركان حزب الله في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت"، فيما نعاه الحزب رسميا رفقة 4 عناصر آخرين

Naim Berjawi  | 24.11.2025 - محدث : 24.11.2025
تصعيد جديد ضد لبنان.. إسرائيل تقصف بيروت وتغتال قياديا في "حزب الله" (محصلة)

Lebanon

بيروت/ نعيم برجاوي/ الأناضول

في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع منذ نحو عام، وفي تصعيد لافت، شنت إسرائيل، الأحد، هجوما على الضاحية الجنوبية لبيروت، قالت إنه أسفر عن اغتيال "قائد أركان حزب الله هيثم علي الطبطبائي"، المدعو "أبو علي"، فيما نعاه الحزب رسميا.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه "قضى على هيثم علي الطبطبائي، قائد أركان حزب الله في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت".

كما أفادت وسائل إعلام عبرية أخرى، أن الهجوم "طال الرجل الثاني في حزب الله، أبو علي الطبطبائي"، بينما أشارت هيئة البث العبرية إلى أن "إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بالهجوم على الضاحية قبل تنفيذه".

فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه إنه أمر "بشن غارة على بيروت استهدفت رئيس أركان حزب الله"، زاعما أنه "كان يقود عملية بناء قدرات المنظمة الإرهابية وإعادة تسليحها".

ثم عاد وقال في كلمة مسجلة نشرها مكتبه ونقلها إعلام عبري رسمي، إن الجيش الاسرائيلي "نجح في قتل هيثم علي الطبطبائي رئيس أركان حزب الله".

وتحدث نتنياهو، أن الطبطبائي "قاد مؤخرًا جهود حزب الله المتجددة لإعادة تسليح نفسه بعد الضربات القاسية التي تلقاها" .

وأضاف: "السياسة التي أتبعها واضحةٌ تمامًا، تحت قيادتي، لن تسمح دولة إسرائيل لحزب الله بإعادة بناء قوته وتشكيل تهديدٍ لها. أتوقع من الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله".

في المقابل، قالت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان، إن الغارة أدت في حصيلة نهائية، إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 28 آخرين بجروح، لكنها لم تصرح بأسمائهم، أو أي تفاصل أخرى عنهم، ولم تتطرق في بيانها للطبطبائي.

وتعقيبا على الغارة أيضا، اعتبر الرئيس اللبناني جوزاف عون، وفق بيان للرئاسة، أن استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت، "دليل آخر على أنها لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها"، دون تفاصيل عن المستهدفين.

بدوره، نعى" حزب الله" في بيان الطبطبائي، كما نعى في بيانات أخرى 4 آخرين من عناصره قال إنهم قتلوا في الغارة أيضا، فيما نشر الإعلام الحربي التابع للحزب نبذة عن الطبطبائي واصفا إياه "بالقائد الجهادي الكبير".

وبحسب النبذة، ولد الطبطبائي في 5 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1968 ببيروت "والتحق بصفوف المقاومة (حزب الله) منذ تأسيسها".

وشارك في العديد من العمليّات العسكرية، وخصوصًا النوعية، على مواقع وقوّات الجيش الإسرائيلي وعملائه خلال فترة ما قبل تحرير جنوب لبنان عام 2000، كما كان من قادة عمليّة الأسر لجنود إسرائيليين في بركة النقار بمزارع شبعا اللبنانيّة المُحتلّة، عام 2006، وفق المصدر ذاته.

وبحسب نبذة الإعلام الحربي للحزب، "تسلم الطبطبائي مسؤولية قوّات التدخل في المُقاومة الإسلاميّة (حزب الله) وبعد اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية (عام 2008)، شارك في تأسيس وتطوير قوّة الرضوان".

وأشار الإعلام الحربي في الحزب، إلى أن "الطبطبائي كان من القادة الجهاديين الذين خططوا وأداروا العمليّات العسكرية على حدود لبنان الشرقية (في إشارة إلى سوريا)".

كما "توّلى مسؤولية ركن العمليات في المُقاومة الإسلاميّة خلال معركة طوفان الأقصى، وكان من القادة الجهاديين الكبار الذين أداروا وأشرفوا على عمليّات حزب الله خلال معركة أولي البأس عام 2024"، وفقا للمصدر نفسه.

وذكر الإعلام الحربي في الحزب أن "الطبطبائي قتل مع مجموعة من رفاقه إثر عملية اغتيال إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية".

وفي تصريحات صحفية، وصف نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي، خلال تعليقه على الغارة، الطبطبائي بأنه "شخصية جهادية أساسية"، مشيرا إلى أن قيادة الحزب ستدرس كيفية الرد.

** دور كبير

والطبطبائي من مواليد عام 1968، والده إيراني وأمه لبنانية، ونشأ في جنوب لبنان، قبل أن ينضم في شبابه إلى "حزب الله"، لكن اسمه ظهر لأول مرة في الإعلام عام 2015 بعيد نجاته من محاولة اغتيال إسرائيلية في مدينة القنيطرة السورية الحدودية مع الجولان، وفق إعلام لبناني.

في 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، صنّفت وزارة الخارجية الأمريكية، الطبطبائي، كـ"إرهابي عالمي".

وعرضت واشنطن "مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن الطبطبائي، الذي يُعد قياديا عسكريا بارزا في حزب الله، وقاد قوات النخبة في الحزب في كل من سوريا واليمن"، بحسب ما ذكرته الخارجية الأمريكية حينها.

وبحسب الخارجية الأمريكية "فإن أدوار الطبطبائي تُعدّ في هذين البلدين (اليمن وسوريا) جزءا من جهود أوسع للحزب تشمل توفير التدريب والمعدّات والعناصر دعما لأنشطته المزعزعة للاستقرار في المنطقة".

ووفق بيان الجيش الإسرائيلي، كان "الطبطبائي عنصرا مركزيا في حزب الله، حيث انضم إلى صفوفه في ثمانينيات القرن الماضي وتولى سلسلة مناصب قيادية ومنها قائد وحدة قوة الرضوان، وكان عنصرا بارزا في تطويرها (...) كما عمل على تعزيز قدرات حزب الله".

وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن دور الطبطبائي داخل "حزب الله" زاد بشكل كبير خلال عامي 2024 و2025، عقب الاغتيالات التي طالت الصف القيادي الأول والثاني في الحزب خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كثف الجيش الإسرائيلي هجماته على لبنان في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، الموقع في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مع تسريبات إعلامية عن خطط لشن هجوم جديد على البلد العربي.

وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار، عدوانا بدأته إسرائيل على لبنان في أكتوبر 2023، وتحول في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة، وأسفر عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفا آخرين.

وخلال هذه الحرب، احتلت إسرائيل 5 تلال لبنانية في الجنوب، ونص الاتفاق على أن تنسحب منها بعد مرور 60 يوما إلا أنها لم تلتزم بذلك، فيما تواصل إضافة لذلك احتلال مناطق لبنانية أخرى منذ عقود.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın