
Quds
خالد يوسف / الأناضول
تظاهر مئات من اليهود المتدينين "الحريديم"، الثلاثاء، ضد التجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي، وأغلقوا طريقا رئيسيا في مدينة تقع شرق تل أبيب.
يأتي ذلك بينما يعاني الجيش الإسرائيلي نقصا حادا في الجنود ويواجه معظم أفراد الاحتياط فيه صعوبات نفسية واكتئابا، جراء ظروف الحرب في قطاع غزة.
ويواصل "الحريديم" احتجاجاتهم ضد الخدمة بالجيش، عقب قرار المحكمة العليا الإسرائيلية في 25 يونيو/ حزيران 2024، إلزامهم بالتجنيد، ومنع تقديم مساعدات مالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن مئات من اليهود "الحريديم" تظاهروا في مدينة "بني براك" التي تقع شرق تل أبيب وتعد مركز ثقل لهذه الفئة، مبينة أنهم أغلقوا الطريق الرئيسي "رقم 4" احتجاجا على التجنيد الإجباري.
وأوضحت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن عناصر الشرطة طلبوا من المحتجين فتح الطريق لكنهم لم يستجيبوا، مشيرة إلى أن الشرطة ستضطر إلى اعتقال الرافضين منهم لفتح الطريق.
فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المحتجين من "الحريديم" أغلقوا مفترق طرق "جفعات شموئيل" الواقع على الطريق الرئيسي "رقم 4" بالمدينة، وافترشوا الطريق ورفضوا فتحه أمام السيارات من الاتجاهين.
وأكدت الهيئة الرسمية على موقعها الإلكتروني أن المحتجين رفعوا لافتات من بينها "نموت ولن نُجند".
والاثنين، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "النقص في الجنود الذي يقدر بنحو 10 - 12 ألفا، وعدم التحاق الحريديم يدفع الجيش إلى محاولة استنفاد كل الخيارات الأخرى لإعادة ملء صفوفه".
ويشكل الحريديم نحو 13 بالمئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ويرفض هؤلاء الخدمة العسكرية بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، وأن الاندماج في المجتمع العلماني يهدد هويتهم الدينية.
وعلى مدى عقود، تفادى "الحريديم" التجنيد عند بلوغهم سن 18 عاما، عبر الحصول على تأجيلات متكررة بحجة الدراسة في المعاهد الدينية، حتى بلوغهم سن الإعفاء من الخدمة، البالغ حاليا 26 عاما.
وتعارض أحزاب في الائتلاف الحاكم والمعارضة وقطاعات شعبية توجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، نحو سن قانون لإعفاء "الحريديم" من الخدمة العسكرية، معتبرين أنها سياسة تمييزية.
وبوتيرة شبه يومية، تعلن فصائل فلسطينية في غزة أبرزها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عمليات موثقة بالصورة والصوت قتلت وأصابت خلالها عسكريين إسرائيليين خلال المعارك البرية المندلعة في القطاع منذ 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 62 ألفا و64 قتيلا، و156 ألفا و573 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 266 شخصا، بينهم 112 طفلا.