الدول العربية, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

لابيد يحذر من عواقب إعادة احتلال غزة ويعتبرها "خطأ استراتيجيا"

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد قال "إن التسبب في غرق الجيش في وحل غزة لسنوات هو خطأ استراتيجي، وكارثة اقتصادية، ومأساة سياسية"

Abdel Ra'ouf D. A. R. Arnaout  | 19.05.2025 - محدث : 19.05.2025
لابيد يحذر من عواقب إعادة احتلال غزة ويعتبرها "خطأ استراتيجيا"

Quds

القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول

حذر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الاثنين، من إعادة احتلال قطاع غزة، معتبرا أن غرق الجيش فيما سماه "وحل غزة" لسنوات "خطأ استراتيجي".

وقال لابيد في مؤتمر صحفي: "ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات في غزة منذ يومين، خاصة في منطقة خان يونس.. لكن الحكومة الإسرائيلية لا تجيب عن سؤال واحد: ما هي الاستراتيجية؟".

وأضاف: "نحن جميعا ندعم القضاء على حماس، لكنها لن تختفي إذا لم يتم تقديم بديل لحكمها. ما خطة الحكومة الإسرائيلية؟ من يحل محل حماس ويحكم غزة؟".

وتابع: "إذا كان جنودنا سيقتلون ويصابون في غزة كل يوم لمدة ثلاث أو أربع أو خمس سنوات، فيجب على الحكومة أن تتوقف عن الاختباء وتقول ذلك بصوت عالٍ".

وأردف لابيد في إشارة إلى مخططات احتلال قطاع غزة: "إذا كانت أموال الضرائب التي ندفعها ستذهب الآن إلى تمويل تعليم أطفال غزة والنظام الصحي في غزة لمدة ثلاث أو أربع أو خمس سنوات، فيتعين على الحكومة أن تتوقف عن الاختباء وأن تقول ذلك بصوت عالٍ".

وحذر زعيم المعارضة الإسرائيلية من عواقب إعادة احتلال قطاع غزة.

وقال: "إن التسبب في غرق الجيش الإسرائيلي في وحل غزة لسنوات هو خطأ استراتيجي، وكارثة اقتصادية، ومأساة سياسية".

والاثنين، أعلن متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر إكس، ان قوات الجيش كثفت الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة على مدى الـ24 ساعة الماضية، عبر بدء عملية برية واسعة في أنحاء شمال وجنوب قطاع غزة، ضمن بدء عملية "عربات جدعون".

ومطلع مايو/ أيار الجاري، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" خطة عملية "عربات جدعون"، وشرعت الحكومة لاحقا في الإعداد لها عبر استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط.

ويحمل اسم العملية دلالات دينية وتاريخية وعسكرية، إذ سمت إسرائيل إحدى عملياتها الدموية في "نكبة 1948" باسم "جدعون"، وهدفت إلى احتلال منطقة بيسان وتهجير الفلسطينيين منها.

وإطلاق اسم "عربات جدعون" على توسيع الإبادة في غزة يشير إلى طابع الاحتلال المزمع تنفيذه في القطاع.

ووفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية فإن هذه العملية من المرجح أن تستمر لأشهر.

وتتضمن "الإخلاء الشامل لسكان غزة بالكامل من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق في جنوب القطاع"، و"سيبقى" الجيش في أي منطقة "يحتلها"، وفق الهيئة.

ودعا لابيد بالمقابل إلى وضع قطاع غزة تحت الإدارة المصرية.

وقال: "قدمت خطة مختلفة تماما، إن الذي يجب أن يدير غزة في السنوات القادمة هي مصر، ويجب على إسرائيل أن تبذل جهدا منسقا مع الأمريكيين، لنقل غزة إلى السيطرة المصرية على مدى 15 سنة المقبلة".

واعتبر لابيد أن "مصر تعرف كيف تدير غزة".

وأضاف: "لقد فعلت ذلك من قبل. إنه ليس الحل الأمثل، لكنه الحل الأفضل بين كل الحلول المطروحة على الطاولة. والأمريكيون يعرفون هذا أيضًا".

وأشار إلى أن إسرائيل "تحتاج إلى تحديد استراتيجية للانسحاب من غزة في أقرب وقت، والجلوس على المحيط (محيط غزة) حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من فصل غزة عن المستوطنات المحيطة بها، ومواصلة القتال ضد حماس في ما يسمى (جز العشب)، أي القتال المستمر ضد الإرهاب، ونقل غزة إلى السيطرة المصرية في أسرع وقت ممكن" وفق تعبيراته.

وسبق أن طرح لابيد فكرة وضع قطاع غزة تحت الإدارة المصرية.

ورفضت مصر في حينه اقتراح لابيد وأصرت على إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا رفضه أن تكون غزة تحت سيطرة "حماس" أو السلطة الفلسطينية ولكنه امتنع عن طرح بديل.

وكثّفت إسرائيل خلال الأيام الماضية وتيرة الإبادة الجماعية في قطاع غزة وارتكبت عشرات المجازر المروعة، وذلك بالتزامن مع جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة التي شملت السعودية وقطر والإمارات والتي وعد خلالها فلسطينيي غزة بـ"مستقبل أفضل وإنهاء الجوع".

وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع مجاعة قاسية جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.

لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 174 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.