دولي, الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

علي أبو عاذرة.. طفولته لم تشفع له أمام التجويع الإسرائيلي (تقرير)

- والدته اعتماد أبو عاذرة تقول إن طفلها يعاني من سوء التغذية بسبب الحصار الإسرائيلي ومنع دخول العلاجات والغذاء

Jomaa Younis  | 05.09.2025 - محدث : 05.09.2025
علي أبو عاذرة.. طفولته لم تشفع له أمام التجويع الإسرائيلي (تقرير)

Istanbul

غزة / الأناضول

- والدته اعتماد أبو عاذرة تقول إن طفلها يعاني من سوء التغذية بسبب الحصار الإسرائيلي ومنع دخول العلاجات والغذاء
- الطبيب أحمد الفرا : لم يتبق بجسده أي نسيج شحمي أو عضلي، جلده يكسو العظم فقط جراء سوء التغذية ونقص الكالسيوم

الرضيع الفلسطيني علي أبو عاذرة، لم تشفع له حداثته على الدنيا أمام الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب بقطاع غزة، إذ بلغ جسده مبلغه من النحول والضعف جراء سوء التغذية وأمراض عديدة فاقمها التجويع الإسرائيلي الممنهج والحصار.

ففي "مستشفى ناصر" بمدينة خان يونس جنوب القطاع، يرقد علي (عام ونصف) ممسكا رضاعته الفارغة يحاول امتصاصها عبثا علها تسد جوعه، بينما لا يتجاوز وزنه 3 كيلوغرامات وقد بان الهزال على جسده الصغير.

كان من المفترض أن يزن علي نحو 10 كيلوغرامات في عمره هذا، لكن جسده لا يكاد يكسوه سوى الجلد بعد أن اختفت طبقاته الشحمية والعضلية بسبب سوء التغذية الحاد، ليصبح ضحية الحصار والتجويع الإسرائيلي المفروض على الفلسطينيين بقطاع غزة.

كما يعاني علي من طفح جلدي وإسهال مزمن وارتفاع متكرر في الحرارة وتشنجات، إلى جانب نقص حاد في الكالسيوم جراء منع إسرائيل إدخال علاجات للقطاع.

وفي 22 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت منظمة "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" التابعة للأمم المتحدة حدوث مجاعة في مدينة غزة (شمال)، متوقعة أن تمتد إلى دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بحلول نهاية سبتمبر/ أيلول الجاري.

وخلال الشهور الماضية، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن "ثلث سكان غزة (من أصل نحو 2.4 مليون فلسطيني) لم يأكلوا منذ أيام عدة".

وبحسب بيانات حديثة لوزارة الصحة والمكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن أكثر من مليون طفل محرومون من الغذاء، فيما يعاني 40 ألف رضيع من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم بالموت تدريجيا، جراء الحصار الإسرائيلي.

تقول والدة علي، اعتماد أبو عاذرة، إن طفلها تأثر بالتجويع وتدهورت صحته بسبب الحر الشديد في خيام النزوح وسوء ظروف النظافة، ما أدى إلى إصابته بطفح جلدي وارتفاع في الحرارة وإسهال مزمن وتشنجات، جراء ما خلفته الإبادة التي ترتكبها إسرائيل.

وتضيف في حديثها للأناضول وهي تمسح على رأسه محاولة تهدئته من بكاء مستمر: "في أسبوع واحد فقد كيلوغراما من وزنه، والآن لا يتجاوز 3 كيلوغرامات، فلا يوجد حليب ولا دواء، كل يوم يخسر وزنه بسبب الجفاف وسوء التغذية وأنه يحتاج لغذاء".

وأعربت الأم عن أمنيتها بإنقاذ حياة رضيعها عبر نقله للعلاج في الخارج، مطالبة وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية بالتدخل، وقالت: "لا أريد أن أخسره".

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مواد غذائية أو علاجات أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.

وتسمح إسرائيل أحيانا بدخول كميات محدودة جدا من المساعدات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.

الطبيب أحمد الفرا، مدير مبنى الأطفال والولادة في مجمع ناصر الطبي، قال للأناضول: "لم يتبق في جسد علي أي نسيج شحمي أو عضلات، جلده يكسو العظم فقط".

وأضاف: "يعاني علي من علامات جفاف واضحة وبروز في العينين نتيجة سوء التغذية الشديد، إضافة إلى نقص الكالسيوم ومشاكل جلدية حادة".

وأكد أن حالة علي ليست استثناء، فالعشرات من الأطفال في مستشفيات غزة يواجهون ظروفا مشابهة وسط عجز عن توفير العلاج أو الغذاء في ظل الحصار الإسرائيلي.

وتفاقم التجويع في غزة وارتفعت حصيلة وفيات سوء التغذية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 370 فلسطينيا بينهم 131طفلا، وفق إحصائية نشرتها وزارة الصحة الأربعاء.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها، وخلّفت 64 ألفا و231 قتيلا و161 ألفا و583 جريحا معظمهم أطفال ونساء، وآلاف المفقودين، ومئات آلاف النازحين.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.